التسامح أفضل علاج على الإطلاق[i]
من خلال مفهوم الحب والروح فالاستعداد للتسامح
هو أن ننسي الماضي الأليم بكامل إرادتنا إنه القرار بألا نعاني أكثر من ذلك، وأن
تعالج قلبك وروحك، إنه الاختيار ألا تجد قيمة للكره أو الغضب، وإنه التخلي عن
الرغبة في إيذاء الآخرين بسبب شي قد حدث في الماضي، إنه الرغبة في أن نفتح أعيننا
علي مزايا الآخرين بدلا من أن نحاكمهم أو ندينيهم .
التسامح هو أن نشعر بالتعاطف والرجمة والحنان
ونحمل كل ذلك في قلوبنا، مهما بدا لنا العالم من حولنا، التسامح هو الطريق إلى
الشعور بالسلام الداخلي، والسعادة، والشعور بهذا السلام متاح دائما لنا يرحب بنا
وإن كنا لا نري لافتة الترحيب ولو للحظة لأنها أعمت بصائرنا عن رؤية غضبنا.
" قوة الحب والتسامح في حياتنا يمكن أن تصنع المعجزات"
وبوسعنا أن ننظر إلى التسامح وكأنه رحلة عبر جسر
خيالي من عالم نعاني فيه دائما من السخط إلى عالم من الوئام، تلك الرحلة التي تصحبنا
إلى كينونتنا الروحية، إلى عالم الحب المتنامي غير المشروط، ومن خلال التسامح
نتقبل كل ما تهفو إليه قلوبنا فنتخلص من خوفنا وغصبنا، وآلامنا لننسجم مع الآخرين
ونشعر بسمو الروح.
إن التسامح هو الخروج من الظلمة إلى النور
ومهمتنا علي الأرض أن نسمح لأنفسنا أن ندرك إننا كالنور للعالم، ويسمح لنا التسامح
أيضا بالفرار من الماضي وكانت تلك الظلال لنا ولشخص آخر.
ومن شأن التسامح أن يحررنا من سجون الخوف والغضب
التي فرضناها علي عقولنا، فهو يحررنا من احتياجنا ورغبتنا في تغيير الماضي، فعندما
نسامح تلتئم جراح الماضي وتشفي.
وفجأة ندرك
ونري حقيقة حب الله لنا حيث يكون هناك الحب، ولا شئ آخر سواه ومع أتباع هذه
الحقيقة فليس ثمة شئ يستدعي التسامح.
وفي كتاب "دروس في المعجزات" هناك
فقرة جميلة عن التسامح وقد اقتبستها هنا لأنها تصف الفوائد التي يمكن أن تعود من
خلال التسامح
" التسامح يمنحني كل ما ابتغييه"
ما الذي بوسعك أن تبتغيه ثم لا يمنحك اياه
التسامح؟!
هل تريد
السلام؟ التسامح يقدمه لك، هل تريد السعادة هدوء البال تحقيق هدف ما؟ إحساس
بالقيمة وجمال يفوق العالم؟ هل تريد الرعاية والامان ودفء الحماية دائما؟ هل تريد
هدوء لا يعكره شئ ورقة لا يطالها آذى وراحة عميقة دائمة وسكونا رائعا لا يزعجك شئ
فيه.
كل ذلك يمنحك إياه التسامح، وأكثر فهو يومض بعينيك عندما
تنهض من نومك ويمنحك البهجة، التي تستقبل بها يومك إنه يربت علي جبهتك أثناء نومك،
ويستقر فوق أجفانك، فلا نري أحلاما بها خوف أو شر أو حقد ،وعندما تنهض مرة أخرى
يمنحك يوما آخر من السعادة والسلام كل ذلك يمنحك اياه التسامح واكثر.
الفصل الثالث : العقل غير المتسامح
في الفصل الأول تكلمت عن هذا الجزء من أنفسنا
الذي يرانا فقط كجسد وكشخصية، إنه الجزء الذي ينبئنا أن السعادة موجودة في العالم
الخارجي من خلال اقتناء الأشياء،
إنه
الجزء الذي يخبرنا أنه إذا كان باستطاعتنا العثور علي العلاقة السليمة فسيكون كل
شئ في حياتنا مثاليا وهو الجزء الذي يؤمن أيضا أنه عندما تسير الأمور في غير
مسارها فالشي الوحيد المعقول فعله هو إن نعثر علي شخص ما، أو موقف ما لنلقي عليه
باللوم وقد أطلقنا عليه اسم الأنا .
من المفيد أن نفكر في الأنا وكأنها نظام له
ثوابت خاصة به إذا كنا نريد فيمكن أن نتقبل ثوابته أو نبحث عن طرق أخري ننظر بها
إلى العالم.
فكر في نظام الأنا علي أنه قائم علي الشعور
بالخوف والذنب واللوم، وإذا كان علينا أن نختار مجرد إتباع مبادئها الإرشادية
فسنجد أنفسنا دائما في حالة من الصراع، وسوف يتسرب كل سلام أو سعادة حصلنا عليها
دون أن ندرك ذلك.
ومع إدراك كيفية عمل الأنا فينبغي ألا يثير
دهشتنا أنها لا تؤمن بالتسامح، فسوف تبذل كل جهدها لتقنعنا بأن لا أحد في العالم
كله يستحق تسامحنا، وإنها لتصل الي ما أبعد من ذلك بأن نقتنع أننا أنفسنا لا نستحق
هذا التسامح،
فهي
توهم نفسك وبقوة الاعتقاد بأن الناس يفعلون أشياء لا يصح أن نسامحهم عليها.
كما تؤمن بأنه علينا أن ندافع عن أنفسنا
باستمرار وهي توصل لنا ذلك من خلال مشاعر يمكن اداركها بسهولة فمثلا العقل الذي لا
يسامح يكون نتاج الأنا التي تقنعنا بأن الطريقة الوحيدة لحماية أنفسنا هي أن نعاقب
الشخص الآخر، بغضبنا وكرهنا له، ليشعر بوفاة ما فعله تجاهنا،
والعقل غير المتسامح للأنا لديه دائما مخزون
وافر من الخوف والبؤس والألم والمعاناة واليأس والضجر، إنه العقل الذي يري الأخطاء
كخطايا لا يمكن نسيانها.
"يمكن لأجهزتنا المناعية أن تقوي عندما نتسامح"
الآثار الجانبية السامة لأفكارنا:
فالآثار
الجانبية للأفكار غير المتسامحة والتي نحملها في عقولنا يمكن أن نؤثر تأثيرا سلبيا
علي سعادتنا، فنلقي نظرة علي القائمة التالية، والتي تضم بعض المشاكل الجسدية التي
يمكن أن يكون لها صلة بالعقل غير المتسامح.
·
الصداع
·
آلم الظهر
·
آلام الرقبة
·
آلام المعدة وأعراض
القرحة
·
الاكئتاب
·
قلة الطاقة
·
القلق
·
الانفعال
·
الأرق والقلق
·
الخوف
·
التعاسة
يقبل
القليل منا أن يتبادل الأدوية وهو يعلم إنها ستضره، وبالرغم من ذلك فنحن تقريبا لانتقى
الأفكار التي تضعها في عقولنا،
ما هو العلاج؟ ما هو أقوي دواء لدينا نعالج به
أفكارنا التي سببت لنا هذه القائمة من الأعراض؟ التسامح... إنه علاج قوي ومعجزة
ولديه القدرة علي جعل هذه الأعراض تختفي.
"الصفح عن الآخرين هو أول خطوة نحو الصفح عن أنفسنا"
الفصل
الرابع : العشرون سببا الرئيسية لعدم تسامحنا
من
الصعب أن نسامح عندما نستمع إلي نصيحة الأنا التي تقول إننا نقوم بالشي الصحيح،
فعندما نعاقب الشخص الذي سبب لنا الألم ويستحق ألا يشعر بحبنا نحوه، من الصعب أن
نسامح لأن الأنا لدينا عنيدة وتحاول أن تقنعنا أنه من الأفضل أن نشعر بالكره أكثر
من الحب .
من
الأفضل ألا نجعل من الأنا عدوة لنا أو نتقيد بنصحها ولكن من المهم أن ندرك أن
الأنا ستقودنا إلى الضلال حيث تستمر في إسداء النصح والإرشاد لنا بصفة دائمة،
فهي تتمسك بنظام عقائدي يجعل من الخوف والصراع
والاختلاف والتعاسة أول الأولويات وتصر علي أن التعبير عن الحب هو نوع من الجنون.
وإنني
لأحب أن أفكر من منظور إننا نكون فعلا بحالة من الجنون فقط إذا لم نسمح بالتعبير
وخوض تجربة الحب.
صوت
الأنا دائما ما ينبع من الخوف ويتركنا في حالة من الصراع وليس السلام، واليك عشرين سببا تقدمها الأنا حتى لا نسامح.
1.
هذا الشخص قد آذاك
بالفعل فيستحق غضبك ويستحق ألا يشعر بحبك نحوه وكذلك يستحق أي عقاب.
2.
لا تكن أحمق فإذا سامحت
سيكرر هذا الشخص نفس الفعل مراتٍ ومرات .
3. إذا
سامحت ذلك الشخص فأنت ضعيف.
4. إذا
سامحت ذلك الشخص فكأنك وافقته علي فعله هذا
5.
الشخص الذي يقلل من شأنه
هو فقط الذي يكون علي استعداد للتسامح.
6.
عندما لا تسامح فأنت
تتحكم في الشخص الآخر والتحكم هو أفضل طريقة تجعلك آمنا
7.
أفضل طريقة تحافظ بها
علي المسافة بينك وبين الشخص الذي آذاك هي ألا تسامحه أبدا.
8.
اكبح تسامحك، إذا إنها
الطريقة التي تشعرك إنك علي ما يرام وأعلم إنها أفضل طريقة لنيل ثأرك.
9.
إن كبت التسامح يمنحك
قوة تفوق قوة الشخص الذي سبب لك الأذى.
10. إن
تسامحك مع من آذوك يعد غباءاَ شديدا.
11. إذا
سامحت فأنت تتخلى عن كل إحساس بالأمان.
12. إذا
سامحت الآخرين فقد يعتقدون موافقتك علي ما فعلوا.
13. التسامح
ليس أكثر من الصفح عن السلوك السئ.
14. عندما
تنفد الحيل يمكنك عندئذ أن تسامح إذا قدموا أعذارا صادقة وذلك فقط من السماح.
15. إذا
سامحت فستبتلي من الله.
16. فلنواجه
الأمر إنه دائما خطأ الآخر فلماذا تسامح؟
17. لا
تصدق أبدا أي شخص يحاول أن يخبرك إنك تعلق الأخطاء التي لا يمكنك مواجهتها مع نفسك
علي الآخرين.
18. لاتقع
فريسة لفكرة أنك لا يمكنك الصفح عن شئ إرتكبه شخص آخر لكونك قد ارتكبت شيئا تراه
لا يغتفر.
19. إذا
صفحت عن هذا الفعل المشين فلست أفضل من هذا الشخص الملوم.
20. ستدرك
أنك قد خسرت بالفعل مع ذلك التسامح عندما تتأكد أن هناك ربا يحميك من أن تصبح ضحية
بريئة أو أن تؤذي نفسك.
ماذا تفعل مع رسائل الأنا
خذ
بعض الوقت لتتعرف علي هذه القائمة من عبارات الأنا وسوف تدركها فورا عند ورودها
علي خاطرك، وفي تلك اللحظة ستدرك أن عليك أن تختار بين صوت الأنا أو صوت الحب،
وصوت التسامح وفي الفصول القادمة سنناقش طرق الاستماع لذلك الصوت بوضوح أكبر.
"إما أن تسامح تماما أولا تسامح علي الإطلاق"
0 التعليقات:
إرسال تعليق