Featured Video

الجمعة، 7 مارس 2014

كيف تتعامل مع حماتك

كيف تتعامل مع حماتك ؟ 


بقلم: عادل فتحي عبدالله

هل تحتاج الحموات إلى معاملة من نوع خاص؟ وهل هن حقًّا السبب الريس وراء مشكلات الأزواج والزوجات؟!
تُرى ما الأسباب وراء مشكلة الحموات، وإعطاءها هذا الحَيِّز الضخم من التواجد الإعلامى بأنواعه المختلفة؟!
هذه الأسباب وراء مشكلة الحموات:
1-   هناك مشاعر لدى كثير من الحموات بأن زوج البنت أو زوجة الابن قد سلبوا منها أبناءها، واستولوا على عواطفهم، وأنه وبعد أن كان اهتمام البنت وحبها كله موجه إلى الأم أصبح الزوج يشركها فى هذا الحب وذلك الاهتمام، فيأخذ الحماة نوع من الغيرة من أزواج أولادها، وهذه الغيرة – وهى مشاعر دفينة- تدفع الحماة لخلق المشكلات بين أزواج وهى لا تشعر أنها تخلق تلك المشكلات، وتجد لكل مشكلة تفسيرًا مختلفًا.
2-   كثير من الأزواج يعتبرون الحماة على درجة أقل من الأم، فيحدث الزوج مقارنة – بداخله – بين أمه وحماته، وتنتهى المقارنة طبعًا باعتبار الأم فوق الحماة فى كل شيء، فمثلاً هذا الطعام الذى تصنعه حماته لا يرقى لمنزلة الطعام الذى تصنعه أمه، كذلك طريقة عيش حماته لا تعجبه لأنها تختلف عما كانت تصنعه أمه ... إلخ.
3-   من أكثر الأسباب أهمية وراء مشكلة الحموات عدم رضا الحماة وعدم موافقتها منذ البداية على زواج ابنها أو ابنتها من شخص معين، هذا الرفض يظل شاخصًا أمام الأنظار، فتعتبر الحماة كل ما يفعله زوج البنت أو زوجة الابن غير مناسب وغير صحيح، بل وتفسِّر كل شيء على حسب هواها فتتبع الظنون والشكوك، ولا تتحقق من الأحداث.
4-   قد يمثل الصراع بين الحماة وزوج البنت أو زوجة الابن صورة من صور صراع الأجيال، فالحماة لها معتقدات معينة – وقد تكون مخالفة للصواب – بينما الجيل الجديد له ثقافة معينة وعلم، ويزن الأمور بميزان آخر، وكثيرًا ما يحدث التصادم بين هذا وذاك.
5-   اختلاف الطبقات الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية بين الحموات وأزواج الأبناء، هذا الاختلاف حين يكون بين أناس ليسوا على درجة عالية من الإيمان بالله تعالى وقياس الناس بمقياس التقوى: {... إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ...}([1])، فغنهم يتعاملون مع بعضهم البعض بنوع من الاستعلاء والتفاخر، مما ينشأ مناخًا مشحونًا بالمشاكل وتصيُّد الأخطاء، والبحث عن مواطن القصور والعـلل.
6-   عدم معالجة المشكلات بطرقة علمية، أو محايدة، فالحماة بمشاعرها الفياضة باعتبارها أمًّا للزوج أو الزوجة فإنها تكون ضد الطرف الآخر، الذى هو زوج ابنتها أو زوجة ابنها ولا تنظر إلى الموضوع نظرة محايدة ولكنها تتسرع بإدانة الطرف الآخر، مما يساعد فى زيادة المشكلات وتفاقمها.
7-   تدخل الحموات المستمر فى حياة أولادها المتزوجين، ومحاولة فرض رأيهن على الزوج أو الزوجة، ومحاولة سيطرة الحماة على زوجة ابنها خصوصًا، هذا الأمر يجعل زوجة الابن تضيق ذرعًا بحماتها مما يسبب مشكلات مع الابن (الزوج).
8-   الحموات وهن عادةً نسوة فى سن اليأس ينسحب عليهن اعراض سن اليأس والى سبق ذكرها، مما يتطلب من الأزوج مراعاة مشاعرهن، والتحلى بالصبر إزاءهن.

الأُسس السليمة فى التعامل بين الأزواج والحمـوات:
ينبغى تقدير بعض الأسس والقواعد فى الحياة الزوجية، حتى لا تصبح الحموات مشكلات تستعصى على الحل، وهذه الأسس أهمها:
1-   احترام الحياة الخاصة للزوجين: فينبغى على الحماة أن تحترم حياة الزوجين الخاصة ولا تحاول التدخل فيها، إلا إذا طلب منها ذلك، وينبغى على الزوج أو الزوجة ألآَّ يحكى لأمه عما يحدث من شريكه من الحياة أو ما يضايقه من أفعاله وتصرفاته، حتى لا يصبح ذلك سببًا لتدخلها بينها ومن ثم حدوث المشاكل.
2-   احترام الحماة وتقديرها: أيتها الزوجة الكريمة .. إن حماتك فى منزلة أمك، وينبغى عليك احتراها وتقديرها، فاحترامك لها هو احترام لزوجك، وتقدييرك لها أيضًا تقدير لزوجك، وبمقدار ما تحترميها وتقدِّريها سوف يحبك زوجك ويخلص لك، وإياك ان تحضِّى زوجك على معصية امه وعقوقها لأنك بذلك سوف تكونين سببًا فى استحقاق غضب الله وعقابه، فإن عقوق الوالدين من اكبر الكبائر كما جاء فى الحديث الشريف، وبالأخص عقوق الأمهات، وفى الحديث الشريف: "إن الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات"([2]).
كذلك على الزوج أيضًا أن يحترم حماته ويقدرها ويناديها بأحب الأسماء إليها، ولا يشعرها بأنها غريبة، فحين ينادى الزوج والزوجة كل منهما حماته بقوله: (ماما)، فإن هذه الكلمة تشعرها بالقرب والحب والاحترام، وتساعد فى إزالة الفجوة والخبوة بينهم، إن معظم المشاكل بين الأزواج والحموات تنشأ من سوء التفاهم بينهم وسوء الظن.
3-   تقسيم العمل: إذا كانت حماتك أيتها الزوجة تعيش معك فى بيت واحد، فيجب تقسيم العمل بينكما حتى تتجنبا المشكلات، ولا يحبذ الاشتراك فى عمل واحد، لأن المرأة دائمًا لا تحب أن تشاركها امرأة أخرى فى صنع الطعام وإعداده مثلاً، وإن حدث فالخلاف وارد الحدوث.
4-   عدم الاتهام للغير بغير دليل: قد يسارع الزوج أو الزوجة عند نشوب أى مشكلة أو خلاف باتهام الحماة أنها وراء هذا الخلاف أو تلك المشكلة، مما يساعد فى تعنت الطرف الآخر وتفاقم المشكلة، فالمسارعة بإلقاء اللوم على الحماة واعتبارها مسئولة عن أى مشكلة تحدث بين الزوجين ليس من الإنصاف ولا من العدل فى شيء، فالحموات لسن دائمصا سببًا للمشاكل، فمنهن الكثيرات ذوات القلوب الطيبة والرحيمة، بل على درجة عالية من العلم والخبرة والحنكة فى تسيير الأمور وعدم إثارة المشكلات.
5-   الكياسة فى التعامل: لا تحاولى أيتها الحماة كسب ولاء ابنتك أو ابنك لك وجعله فى صفِّك دائمًا ضد شريكه فى الحياة، وإذا حدث منك شيء من شأنه أن يفسد الود بين الزوجين فلا تتمادى فيه، وتداركى الأمر بذكاء، ولا تحاولى كسب أحد الطرفين فى صفك ضد الأخر للتمادى فى الخطأ.
كذلك على الزوجة إذا أخطأت فى حماتها تدارك الأمر بكياسة وذكاء، وعدم التمادى فى الخطأ أو الكذب أو استمالة عطف الزوج نحوها لتمرير ذلك الخطأ.
كما أن الزوج هو أكثر الناس مطالبة بالكياسة فى التعامل مع حماته لأنه ومن المفترض أن الرجل اكثر عقلانية، وأقل تأثرًا بتلك الأمور التى يغضب من أجلها النساء، فليكن الزوج هو الأكثر اتزانًا، وهو الشخص الذى يزن الأمور بميزانها الصحيح، وهو الذى يمتص غضب زوجته عند اختلافها مع والجته، ويهدِّئ من روعها، ولا يزيد الأمر اشتعالاً.
6-   اللباقة فى الحديث: لا شك أن كلٌّ مننا لا يحب أن يوجّ إليه النقد، أو يشعر بأنه قد أخطأ فى شيء ما، والاعتراف بالخطأ أمر شديد على النفس البشرية رغم قصورها وعلاتها، ومن هنا كان لزامًا على الزوج والزوجة الحذر من الكلمات الجارحة أو النقد اللاذع عند التعامل مع الحموات حتى وإن كان الخطأ واضح وبيِّن، كذلك على الحماة الحذر من تلك الأمور عندما ترى أن ثمة شيء ما خطأ يحدث فى بيت ابنتها أو ابنها لأن الزوج لا يحب أن يتدخل أحد فى حياته حتى ولو كان قريبًا إليه، لأنه يعتبر ذلك نوع من الوصاية المرفوضة على سلطة الرجل فى بيته.
7-   الواقعية فى التعامل: لا تطلب المستحيل أيها الزوج ولا تتوقع المعجزات، فلا تحاول تغيير أشياء قد استقرت فى النفوس منذ زمن بعيد لدى حماتك، ولا تصطدم مع الواقع، لأن حماتك وليدة ظروف غير ظروفك، وجيل غير جيلك، ومجتمع غير المجتمع الذى تعيش فيه، فلابد وأنه قد استقرت فى نفسها أشياء وعادات وأفكار ومفاهيم معينة ولن تستطيع أنت بسهولة تغييرها، إن عليك فقط مجرد تقديم النصح وما تراه صوابًا بكياسة ولبقاة، ثم اترك الأمر بعد ذلك لله، وما يُقال للزوج يُقال أيضًا للزوجة عند تعاملها مع حماتها.
8-   لا تجعل من المثل الأعلى سببًا فى خلق المشكلات: كثير من الأزواج يجعل من والدته المثل الأعلى لكل امرأة، فهو يريد أن تكون حماته وزوجته مثل والدته فى الطباع والخصائص وفى فن تدبير المنزل وإدارة دفته، فهو لا يتصور النموذج النسوى الصحيح إلا من خلال والدته، فليعلم الزوج أن كل امرأة لها طباعها وخصائصها، ولها مميزاتها ولها عيوبها، وهو لا يرى فى والدته عيوبًا لفرط حبه لها، لكنه يرى القذى فى عيون الأخريات، فليتدارك الزوج هذا الأمر.






([1]) سورة الحجرات، الآية (13).
([2]) رواه البخارى.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More