Featured Video

الاثنين، 21 مارس 2016

أهمية دراسة نمو الطفل


أهمية دراسة نمو الطفل
بقلم: عادل فتحي عبدالله
     الحقيقة التي يجب أن نعلمها جميعاً هي أن الطفل له طبيعته الخاصة، والتي يجب أن نتعامل معه من خلالها، من أجل معاملة صحيحة ومتوازنة ومثمرة، وحتى لا نضيع أوقاتنا هباءً، في تربيته بطريقة خطأ، قد لا تجدي معه سبيلاً.

     لقد كانت "النظرية التقليدية في التربية تعامل الطفل كأنه رجل صغير، تعامله ككائن يفكر، ويشعر مثلما نفكر ونشعر، وإنما فقط تنقصه المعرفة والخبرة، ولما كان الطفل ينظر إليه على هذه الصورة، فلم يكن أكثر من كبير جاهل.
      فلم تكن مهمة المربي تكوين عقله وتشكيله بقدر ما كانت تتوخى صقله وتهذيبه، فأصبح الظن بأن مادة الموضوع التي يتلقاها من الخارج كافية لأن تكون تمرينا بحد ذاتها.
    لكن المشكلة تصبح مختلفة تماماً، حالما يشرع المرء يواجه فرضية الاختلافات التكوينية، فإذا كان عقل الطفل يختلف اختلافاً نوعياً عن عقولنا،
فإن الهذف الرئيسي في التربية يصبح تكوين وصياغة الطاقة العقلية، والأخلاقية عنده،ولما كانت الطاقة لا تكون من الخارج،
فالمسألة إذاً هي أن نتحرى أنسب الطرائق،
وأفضل البيئات لمساعدته، على أن يكوّن نفسه تكويناً ذاتياً.
     وبعبارة أخرى، يتمكّن من تحقيق تماسك وموضوعية على المستوى العقلي، وأن يحقق تعاوناً على المستوى الخلقي.
    فمن المهمات الأساسية للمدرسة الجديدة إذاً هي أن تعرف ما طبيعة التكوين، وأن لدى مؤسسي المدرسة الجديدة جميعاً إما معرفة حدسية عامة أو معلومات دقيقة.

   فروسو مثلاً كان يؤكد في زمانه بأن لكل عمر طريقته الخاصة به في التفكير، لكن هذه الفكرة لم تصبح إيجابية إلا بعد أن حققها علم النفس في القرن العشرين."[1]
     ولهذا يقول د: ( جوليوس شوارتز) وهو اختصاصي بعهد الأبحاث بنيويورك: " يجب على الآباء أن يقرؤوا الكتب المختلفة عن الأطفال ليس من أجل استخلاص الحقائق لتقديمها للأطفال عند سؤالهم ، لكن من أجل توسيع المعلومات والآفاق التي تمهد لدراسة الطفل وفهمه فهما صحيحا"[2]
        ولهذا عملنا على أن نلقي الضوء على خصائص الطفل وسماته العامة في مراحله المختلفة، حسب ما توصلت الدراسات والأبحاث المختلفة، من أجل تعامل أفضل، قائم على فهم ووعي بطبيعة المرحلة التي يمر بها الطفل.
       حيث أن الطفل لا يفكر كما يفكر الكبار، وإنما له طريقته الخاصة في التفكير، ووزن الأمور، كما سنرى لاحقاً.

     (ويرجع الفضل إلى جيزل في تقديم نظرية النضج Maturational Mheory  في العقد الرابع من هذا القرن-يقصد القرن العشرين-وقد أثر جيزل أثراً كبيراً في مجال نمو الطفل.
    وذاعت كتاباته أكثر من غيرها في ذلك الوقت،ويؤكد أصحاب هذه النظرية على مفهوم النضج، فهم يرون أن النمو يحدث بطريقة ثابتة ومنظمة، داخلية ومتدرجة.
     كما يرون أن العوامل البيئية، ربما تكيف النمو ولكنها لا تقيده، ولا تحدث تقدماً فيه، وهم يصفون مراحل معينة للنمو، ولكنهم لا يحددون الوقت الذي يصل فيه الطفل لهذه المراحل، ويوضح جيزل ويحذر أن معايير العمر ليست موحدة، فهناك فروق فردية يمكن ملاحظتها في كل مرحلة من مراحل النمو.
     كما قدم روبرت "هافجهرست" نظريته عن النمو من خلال تقديم مفهوم مطلب النمو(Developmental Task) ويعتبر النمو                   بأنه سلسلة من الواجبات يجب أن تتحقق في إطار زمني معين، لتحقيق التقدم النهائي على نحو صحيح للفرد، ويقصد بمطلب النمو ذلك المظهر الذي يظهر في فترة ما من حياة الفرد،والذي إذا تحقق إشباعه بنجاح، أدى إلى شعور الفرد بسعادة،

      وأدى إلى النجاح في تحقيق مطالب الفرد المستقبلية، بينما يؤدي الفشل في إشباعه إلى عدم الرضى والشقاء، والرفض من المجتمع، وعدم التوافق مع مطالب المراحل التالية من الحياة.
     وترى هذه النظرية أن النمو هو نتاج تفاعل بين النواحي البيولوجية، والنمط الثقافي للمجتمع، الذي يوجد فيه الفرد، ومستويات طموح الفرد، وعلى ذلك فإن بعض مطالب النمو تظهر كنتيجة للنمو العضوي.
     مثل تعلم المشي في سن معينة من حياة الطفل، وبعضها ينتج عن الآثار، والضغوط الثقافية للمجتمع، مثل تعلم القراءة والكتابة، وبعضها ينتج من القيم التي يعيش بها الفرد، ومن مستوى الطموح الذي يهدف إليه.
    هذا ويعتقد (هافجهرست) أن النمو بمثابة التعلم خلال الحياة، كما قسم النمو إلى ستة مراحل رئيسية على النحو التالي:
1.    مرحلة المهد والطفولة المبكرة(الميلاد-5سنوات)
2.    مرحلة الطفولة المتوسطة(6-12 سنة)
3.    مرحلة المراهقة(13-18 سنة)
4.    مرحل الرشد المبكرة(19-29 سنة)
5.    مرحل الرشد المتوسطة(30-60 سنة)
6.    مرحلة الشيخوخة(70 سنة فأكثر)..)[3]







[1] ) دكتور عبدالعلي الجسماني(علم التربية وسيكولوجية الطفل ص203)- الدار العربية للعلوم – بيروت- 1414هـ-1994م
[2] ) " طفلك بين الثانية والخامسة ص67 " لمجموعة من الباحثين  ـ مكتبة النهضة المصرية - ترجمة عبد المنعم الزيادي.
[3] )د.أسامة كامل راتب(النمو الحركي..الطفولة والمراهقة ص68-96) – دار الفكر العربي-القاهرة- 1411هـ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More