Featured Video

الأحد، 26 أبريل 2015

التفكير الإبداعي

"التفكير الإبداعي"


بقلم:عادل فتحي عبدالله 

"رحلة الاستكشاف الحقيقية لا تستلزم الذهاب إلى أرض جديدة، بل تستلزم الرؤية بعيون جديدة".
مارسيل بروست

أصبح التفكير الإبداعي اليوم ضرورة من ضرورات الحياة، فإذا أردت أن تفرق بين شخص ناجح متفوق وآخر لم يحقق نفس القدر من النجاح ستجد أن الفرق هو الإبداع.. والتفكير الإبداعي.

الحقيقة أن التفكير الإبداعي لا يحقق التفوق فحسب، بل إنه يحدث طفرة في حياة الإنسان، وفي حياة الأمم والشعوب، والهيئات والمؤسسات.
إنه تفكير خارج الصندوق لا يتبع نفس الطرق التقليدية المعروفة، إنما ينقلب عليها، ويفكر بشكل مختلف، ومن ثم يحرز نجاحات عظيمة غير متوقعة.

ولولا أصحاب هذا الاتجاه في التفكير لما كنا كما نحن الآن، ولما أصبحت حياتنا سهلة ميسورة متطورة كما هي الآن، ولما رأينا شيئًا من الاختراعات الحديثة كالسيارة، والطائرة، الأجهزة الكهربية بأنواعها المختلفة.. الخ.

إن التفكير الإبداعي هو الذي يوجد حلولاً غير تقليدية، ويحاول أن يفكر خارج الصندوق، خارج إطار التفكير التقليدي المتاح.. الخلاصة أنه يحاول أن يأتي بشيء جديد..

وعلى سبيل المثال فإنه أثناء الحرب العالمية الثانية شح البنزين في دول كثيرة من العالم خاصة في آسيا وأوروبا وكذلك أمريكا كان (هوندا) –صاحب شركة (هوندا) العالمية لصناعة السيارات فيما بعد –كان يمتلك حينئذ مصنعًا لتصنيع محركات السيارات، فلما شح البنزين أصبحت شركته على وشك الإفلاس –بالإضافة إلى ما تم بها من تدمير جزئي جراء الحرب-.
فماذا يفعل؟!
كان لديه دراجة قديمة، ففكر في أن يصنع لهذه الدراجة محركًا بسيطًا، بحيث يقوي سرعتها، وكانت هي بداية فكرة الدراجة النارية..
وطور الفكرة فعلاً، وجعل مصنعه هذا يصنع الدرجات النارية وكانت تعمل بالسولار الذي كان متوفرًا حينئذ بالأسواق.. حتى أن باع من مصنعه هذا مليون دراجة نارية أثناء الحرب..

إنها فكرة عظيمة، أن تتغلب على الظروف، وتفكر بطريقة مختلفة حتى تسير الحياة، ولا تتوقف، وقديمًا قالوا: الحاجة تولد الاختراع..

فهل ننتظر تلك الحاجة الملحة؟! أم يجب علينا أن نوجد حلولاً مبدعة قبل أن نجد أنفسنا وقعنا في الكارثة؟! مع ملاحظة مهمة، وهي أن الحلول المبدعة، يجب ألا تكون مكلفة في الوقت أو الجهد والمال.

ولنأخذ مثالاً على ذلك في اليابان وفي أحد المصانع الكبرى لصناعة الصابون واجه العاملون مشكلة كبرى تتمثل في أن خط الإنتاج كان لخلل ما يمرر بعض الصناديق دون أن يفرغ فيها عبوة الصابون المطلوبة،
- وهو خط إنتاج آلي بالطبع- ومن ثم تدخل الصناديق المعبأة مع غير المعبأة، فتحدث أخطاء كبرى..
عرضت المشكلة على المهندسين المتخصصين فأخذوا وقتًا وفكروا في جهاز يعمل بالأشعة يتم تسليطه على الصناديق الواقعة تحت خط الإنتاج الآلي، وإذا خرج صندوقًا فارغًا لم يتم تعبئته يحدث الجهاز صوتًا، ويقف عاملاً ليستبعدوا لك الصندوق..

إنه حل.. لكنه مكلف.. (جهاز يعمل بالأشعة + عمال زيادة).

 في مصنع آخر باليابان أيضًا واجهتهم نفس المشكلة، لكن المهندسين هناك حلوا المشكلة ببساطة!!
وضعوا أمام خط الإنتاج مروحة هوائية فإذا خرج صندوقاً فارغاً لم يعبأ تقوم هذه المروحة تلقائيًا باستبعاده، لأن وزنه الخفيف سوف يسمح للمروحة بإلقائه في الجهة الأخرى فيستبعد من الصناديق المعبأة.. وبهذا تم حل المشكلة بدون جهاز مكلف.. وبدون عمالة زيادة!!

ترى ما السبب في إخفاق أصحاب المصنع الأول عن إيجاد طريقة سهلة، في حين وجدها أصحاب المصنع الثاني بسهولة؟!!.. فكر.
غالبًا يرجع السبب في أن أصحاب المصنع الأول بدلاً من أن يفكروا: كيف نستبعد الصناديق الفارغة؟!

فكروا بطريقة: كيف نتعرف على الصناديق الفارغة، ولهذا تكلفوا جهازًا وعمالاً..

أما أصحاب المصنع الثاني، فحددوا بدقة الهدف: وهو كيف تستبعد الصناديق الفارغة فلا تخرج من خط الإنتاج مع الأخرى الممتلئة..

فكانت الإجابة في المروحة، عن طريق الهواء سوف تطرد الصناديق الفارغة لأنها خفيفة ليس فيها شيء، أما الصناديق الممتلئة فلن يؤثر فيها هواء هذه المروحة.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More