Featured Video

الأحد، 21 فبراير 2021

السيطرة على العقل اللاواعي

كيف تسيطر على العقل اللاواعي

ليس من قبيل المبالغة أن نقول أن كل تصرفاتنا وأفعالنا ونجاحاتنا بل وفشلنا أحيانا كل ذلك نتيجة لتحكمات العقل اللاواعي في حياتنا بصفة عامة، حيث يعمل العقل اللاواعي ليل نهار ولا يتوقف أبدا حتى أثناء النوم،

 إنه يعمل على توجيه حياتنا الوجهة التي تتفق مع أفكارنا


ومكنون ما نعتقده، ونفكر فيه. 

كيف تتغلب على مخاوفك

ما الفرق بين الشخص الناجح والشخص الفاشل؟

هناك فرق جوهري..

قد يعتقد البعض أن الفرق بينهما هو العمل والاهتمام، لكن الحقيقة أن العمل والاهتمام ليس هو السبب الأساسي، وليس هو الفارق الجوهري، وإن كان هو السبب الظاهر للعيان ولمعظم الناس، إذن فما هو السبب الأساسي؟؟!!

في الحقيقة يكمن السبب الأساسي في العقل، وفي العقل الباطن على وجه التحديد.

كيف؟؟ّ!!

خذ مثالا على ذلك..رجلان حدثت لهما حادثة وأصيب كلاهما بخسارة فادحة في الصحة والمال، أحدهما ما لبث أن استعاد مكانته المالية، في غضون سنوات قليلة، وتغلب على العجز الجسدي الذي أصابه، بينما أصيب الآخر بالذهول واستسلم للمصيبة وانتهت أعماله ومكانته المالية تماما.

وهذا ما يعرف بالعجز و الكسل!!

ما هو الكسل ؟؟ 

هو التثاقل عن الفعل مع القدرة عليه، وإّذا اجتمع العجز مع الكسل فهي المصيبة الحقيقية، ولهذا جاء في الحديث النبوي الشريف: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل».

فالعجز هو عدم القدرة على الحيلة النافعة، والكسل عدم الإرادة مع توفر القدرة على الفعل، فالكسل ليس فعلا هينا كما يظن أغلب الناس، بل هو فعل قبيح سيء خطير، لأن صاحبه لا يتمتع بالإرادة القوية على العمل.

لأنه شخص خائف، والخوف من أكبر أسباب الفشل، لذلك الشخص الناجح هو شخص شجاع لا يخاف، شخص مؤمن بنفسه وبقدراته.

يقول نيسلون مانديلا: «الشجاع ليس هو الشخص الذي لا يشعر بالخوف، بل هو الشخص الذي يتغلب على مخاوفه»

ويمكن تلخيص هذه الإرادة في قول معجز، وموجز في نفس الوقت، وهو الحديث النبوي الشريف، الذي يقول (استعن بالله، ولا تعجز).

إن الإرادة القوية، والعزيمة الجبارة، تحتاج إلى أن يستعين صاحبها بالله تعالى، وأن يعتمد عليه، ويتوكل عليه.

"يقول أرسطو :         "فاقد الإرادة هو أشقى البشر"   

قد يفشل بعضنا في السيطرة على النفس، ويستسلم للهزيمة، ويحدث ذلك عادة نتيجة الفشل المتكرر في بعض الأمور، مع أن الفشل ليس نهاية المطاف، بل إن الفشل هو من أكبر دواعي النجاح، إن استطاع المرء التعلم من هذا الفشل، وعدم تكرار نفس الأخطاء، والمحاولة مرات ومرات أخرى  بطرق مختلفة.

يقول ألبرت أينشتين: «الإنسان الذي لم يخطئ لم يجرب شيئاً جديداً... لا تقلق من العوائق التي تواجهك فأنا أؤكد لك أن عوائقي أكبر بكثير».

بل إننا لنؤكد على حقيقة يذكرها كثير من العباقرة، ألا وهي أن (النجاح يولد من رحم الفشل).

لذلك فإن الشخص الذي لا يثق في نفسه، لا يثق في قدراته، لا يستطيع أبداً التحكم في تصرفاته، ولا التحكم في انفعالاته ولا التحكم في طريقة استجاباته المختلفة للأمور.

إذاً الثقة في النفس، والثقة في القدرات المختلفة، هي من أهم عوامل النجاح في الحياة، وتحقيق الأهداف، وبلوغ الغايات، وتحطيم الصعوبات المختلفة التي يمكن أن تواجهك في حياتك.

ماذا قيل عن الثقة بالنفس

مصطفى السباعي:

لا تأتي الثقة بالنفس من خلال كونك دائماً على حق، بل من خلال كونك غير خائف من أن تكون على خطأ!

تحدثك دائماً عن نفسك، دليل على أنك لست واثقاً منها.


نابليون بونابرت

أحب دائماً أن يقول الناس لي أنك لا تستطيع أن تفعل ذلك، لأنهم كلما قالوا لي ذلك أفعله بجدارة.

فرجيل:

أدرك أنه لا أحد يمكنه أن يتسبب بهزيمتي إلا أنا فقط.

أغسطس هير:

الناجحون يقدرون على النجاح لأنهم فقط يعتقدون أنهم يقدرون عليه.

روجر فريتس

الثقة بالنفس والمهارة جيش لا يقهر.

جون أريكسون:

من يتصرف بدافع الخوف يظل خائفاً.

ومن يتصرف بدافع الثقة بالنفس يتطور دائماً.

جوته:

إذا كان لديك ثقة بنفسك، فإنك ستلهم الآخرين الثقة.

إذا شككت بنفسك، فأنت تقف على أرض مهتزة.

جورج هربرت:

كن نفسك، فهذه هي الخطوة الأولى لتصبح أنت أفضل من نفسك.

أرسطو:

الثقة بالنفس هي روح البطولة.

شارلي شابلن:

ربما لم يعلق الآخرون آمالاً عريضة عليّ، لكنني كنت دائماً أعلق آمالاً عريضة على نفسي.

هنري ابسن:

الشخص الواثق بنفسه يقول: يبدو الأمر صعباً لكنه ممكن...

أما الشخص غير الواثق من نفسه يقول: الأمر ممكن ولكنه يبدو صعباً.

المهاتما غاندي:

ليس كل سقوط نهاية، فسقوط المطر هو أجمل بداية.

عودة إلى ىالعقل الباطن

قد يقول قائل وما علاقة العجز أو الكسل وضعف الإرادة والثقة بالنفس بالعقل الباطن؟؟

 العلاقة بينهما وطيدة وقوية وراسخة، حيث أن العقل الباطن يمثل المخزون الإستراتيجي للأفكار والقيم والمبادىء التي يؤمن بها الشخص، ومن ثم هو المسؤول غير المباشر عن الأفعال والسلوكيات اليومية.

وهو الذي يبث فيه الأفكار الإيجابية أو الأخرى السلبية التي تدفعه نحو المستقبل المشرق أو تدفعه إلى غير ذلك.

وكم من إنسان ظننا أنه فاشل لا مستقبل له ، إلا أنه فاجأ الجميع بما لم يكن في الحسبان، كيف ؟؟

بقوة العقل الباطن..

لقد كانت لديه الإرادة والعزيمة القاهرة التي تغلبت على أنات الوجع، وآهات السنين، وعثرات الطريق، وفوق ذلك الثقة بالنفس التي منحته القوة والعزيمة والإصرار على النجاح، وتحقيق ما يريد ويصبو إليه.

لقد كان سيكيروهوندا طالباً فاشلاً، بمقاييس المعلمين أنذاك، ولم يكن يتوقع أحد من  زملائه 


الأخرين أن ينجح في حياته، أو أن يحقق تقدما يذكر.

لأنه كان يكره العلم النظري، ويميل إلى الصناعات المعملية، وكان المعلمون يصفونه بالطالب الفاشل، وتسببوا في أن يترك التعليم في سن مبكرة قبل أن يتم المرحلة الإعدادية،

 ووصفوه بأفظع الألفاظ، لكنه كان واثقاً من نفسه، ويعرف ماذا يريد، فترك التعليم ليفتح ورشة ميكانيكية صغيرة، كانت هي بداية حياته العملية التي كان يعشقها، وبعد عدة سنوات كان مجمل اختراعاته 150 اختراعاً، ثم كان فيما بعد صاحب أكبر شركات السيارات في  العالم وهي سيارات هوندا 

أما توماس ألفا إديسون صاحب الألف اختراع، والذي يعزى إليه التطور المدني الحديث

 بمجمله، كان طالبا فاشلا في المدرسة كما وصفه معلم المرحلة الابتدائية، حتى أنه سلمه لوالدته قائلا لها : ابنك هذا لا يصلح للتعليم، وقامت والدته بنفسها بتعليمه القراءة والكتابة..


وأكمل هو بنفسه التعليم الذاتي، واهتم بالتعليم التجريبي،



 وكان له معمل تجريبي يحمله معه في كل مكان حين كان صغيرا، حين كان يبيع الصحف للإنفاق على نفسه، واستمر في تحدي الظروف والعقبات، والصبر والمثابرة حتى ملأت مخترعاته الدنيا كلها. حيث امتلك إديسون في أمريكا وحدها (  1093 ) براءة اختراع، هذا خلاف براءات الاختراع التي سجلها في فرنسا ألمانيا، وأنشأ إديسون أول محطة كهرباء في العالم في شارع بيريل في مانهاتن، نيويورك، وتسمى محطة بيريل استريت.

وهكذا يلعب العقل الباطن في حياتنا الدور الأكبر، حيث يتحكم في سلوكياتنا، ويوجه أفعالنا ليل نهار عن طريق الأفكار والمعتقدات التي تم تغذيته بها في وقت سابق، ولهذا يجب علينا الانتباه له ومحاولة دفع الأفكار السلبية، والتغلب على ما يمكن أن نسببه نحن من معوقات فنساهم في دفنها في اللاشعور، ثم تأتي تلك المعوقات لتسبب لنا الفشل بدون أن نشعر وفي المقال القادم بإذن الله نوضح  كيف نتغلب على تلك الأفكار السلبية وكيف نسيطر على العقل اللاواعي ونحركه لصالحنا ونتخذه صديقا بدلا من أن يكون عدوا خفيا  










 

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More