Featured Video

الخميس، 27 فبراير 2014

سيكولوجية المرأة

سيكولوجية المرأة

بقلم: عادل فتحي عبدالله
لقد خلق الله تعالى الرجل والمرأة، وجعل لكل منهما دور فى الحياة يختلف عن دور الآخر ورسالته، وبالتالى وجدنا أن كل منهما له صفاته الجسمية والنفسية التى تميزه، والتى تؤهله لأداء دوره والقيام بأعباء رسالته،
وأكبر دور تلعبه المرأة فى حياتها هو دور الأمومة، وهو دور ليس سهلاً أو هينًا، وليس صغيرًا أو حقيرًا، ولكنه دور هام وعظيم وصعب وله أكبر الأثر فى المجتمع، ولذلك كانت "سيكولوجية المرأة سيكولوجية أم"([1]) بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
وكذلك فقد زود الله تعالى المرأة بكل ما ينفعها فى أداء رسالتها كأم فى الحياة، "وهذا علم الأحياء Biology قد أثبتت بحوثه وتحقيقاته أن المرأة تختلف عن الرجل فى كل شيء من الصورة والسمت والأعضاء الخارجية إلى ذرات الجسم والجواهر البروتينية لخلاياه النسيجية Molecules of tissue coloration، فمن لدن حصول التكوين الجنسى Formation sex فى الجنين، يرتقى التركيب الجسدى فى الصنفين فى صورة مختلفة،
 فهيكل المرأة ونظام جسمها يركب كله تركيبًا تستعد به لولادة الولد وتربيته، ومن التكوين البدائى إلى سن البلوغ ينمو جسم المرأة، وينشأ لتكميل ذلك الاستعداد فيها، وهذا هو الذى يحدد طريقها فى الأيام المستقبلة لها"([2]).

"كما أن تركيب الجهاز العصبى عند المرأة يختلف قليلاً عن الرجل، فإن تأثير السموم وخاصة المورفين والكحول اشد على المرأة، فهى تعتاد المورفين وتقع تحت تأثيره المرضى بسرعة، كما أن التدخين المزمن عند المرأة يؤثر على الحيض ويؤدى إلى اختلال دورته"([3]).

"كما ان احتمال إصابة المرأة بالعدوى أقل من الرجل، والإحصائيات تقول: إن نسبة الوفيات بين الرجال أكثر منها بين النساء، كذلك بين الأطفال الذكور أكثر منها بين الأطفال الإناث .. الجنس الأنثوى له مقدرة أعلى فى مقاومة المؤثرات الضارة، فهو يملك حيوية كبرى"([4])،

 وذلك لما قد تعانيه المرأة من فترات ضعف فى حياتها، أثناء الدورة الشهرية، وأثناء الحمل، وبعد الولادة، لذلك فقد زودها الله تعالى بهذه القدرة على مقاومة الأمراض، بل وجعل قدرتها على تحمل الألم أعظم من قدرة الرجل على تحمله، لأنها تتعرض له كثيرًا، أكثر من الرجل،

ومن الملاحظ أن فترات الضعف التى تتعرض لها المرأة فى حياتها يكون لها تأثيرصا واضحًا على نفسيتها وخصوصًا أثناء فترة الحيض، ومن هنا وجب على الرجل أن يراعى هذا الأمر ويُحسن التصرف معها ولا يعول كثيرًا على انفعالاتها، والتى قد تكون خارجة عن إرادتها.

يقول الطبيب "كرافت ايبنح": "إننا نجد فى حياتها اليومية أن النساء اللاتى يكن لينات العريكة دمثات الأخلاق، تتغير طباعهن بغتة فور دخولهن فى أيام الحيض، وكأن هذه الأيام تمر بهن كمر العاصف يصبحن فيها متفجرات، سليطات اللسان، شديدات الخصام، يشكو سوء خلقهن الخدم والأولاد والأزواج، حتى الأجانب أيضًا لا يسلمون من سوء معاملتهن"([5]).

وتكوين المرأة العاطفى والنفسى جُعل لكى يناسب وظيفتها فى الحياة، ولكى يناسب الأدوار التى تقوم بها، ومن ثم كانت حياة المرأة عاطفية درجة كبيرة، ففيها صفات الرِّقة والعذوبة، والمرونة، والتأثر، والتضحية، واللين، والانفعال، والعطف.

وقد يظن البعض أن هذا ضعف من المرأة، والحقيقة أن هذا منتهى القوة ومنتهى الحكمة، لأنه يكمل الصفات التى يحتاجها الرجل، حيث أن الرجل والمرأة خلقا ليكمل بعضهما البعض، فالمسألة بينهما ليست مسألة تفاضل ولكنها مسألة تكامل،

 كلٌّ قد زوده الله تعالى بما يناسب وظيفته فى الحياة، كالليل والنهار، فالمراة لا تحتاج لقوة العضلات لتحمل وليدها وتعطف عليه وإنما تحتاج العطف والحنان والتضحية، وهى تحتاج العذوبة والرِّقة حتى تستميل قلب الزوج، وحتى تزيل همومه، ويستريح للسكن إليها والركون إليها،

وهى تحتاج للانفعال والتأثر حتى تكون خاضعة للزوج غير متعجرفة ولا متكبرة، وحتى تكون سريعة التأثر بأبناءها وتكون شديدة الخوف عليهم، فتحميهم بذلك من المخاطر التى قد يتعرضون لها، ولولا هذه العاطفة الجياشة لدى المرأة لما استطاعت الصبر على تربية الأبناء، والقيام بمطالبهم والسهر على راحتهم، وخاصة فى المراحل الأولى من حياتهم، لأن مرحلة الطفولة عند الإنسان كبيرة نسبيًّا إذا ما قورنت بمراحل الطفولة عند الحيوان.

فالعاطفة عند المرأة تجعلها أشد إخلاصًا فى العمل الذى تقوم به، بل تجعلها على استعداد كبير للتضحية وربما بدون مقابل، ويتضح هذا أكثر عند الكوارث والحروب، فتجد النساء لا يبخلن بالتضحية والفداء من أجل المجتمع، فيمقمن بخدمة التمريض، والرعاية للمرضى والسهر على راحتهم، وتضميد جراحاتهم.
وعاطفة المرأة الجياشة تجعلها سريعة التأثر، وسريعة الانفعال، كما إنها لا تنسى الإساءة بسرعة، لقوة حساسيتها تجاه ذلك.




([1]) "كيف تفهم الناس"، د/ إبراهيم ناجى.
([2]) "الحجاب"، أبو الأعلى المودودى.
([3]) "كيف تفهم الناس" د/ إبراهيم ناجى.
([4]) "سيكولوجية المرأة"، د/ زكريا إبراهيم.
([5]) "الحجاب"، أبو على المودودى. 

الأربعاء، 26 فبراير 2014

الاجزاء المحذوفة من المناهج الدراسية من الصف الاول الابتدائي حتي الصف الثالث الثانوي

أبنائي الأعزاء...




نقدم لكم رابط وزارة التربية والتعليم للأجزاء المحذوفة من المناهج الدراسية لكافة مراحل التعليم


للدخول لمعرفة المحذوف من المناهج اضغط علي الرابط التالي:
الاجزاء المحذوفة من المناهج الدراسية من الصف الاول الابتدائي حتي الصف الثالث الثانوي

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

طفلي مخرب..ماذا أفعل؟! (الحلقة الثانية)

طفلي مخرب..ماذا أفعل؟!





بقلم: عادل فتحي عبدالله
(الحلقة الثانية)
إن الطفل في المرحلة العمرية التي نتحدث عنها عادة ما يجد متعة في التخريب، نعم، إنه يجد متعة في قيامه ببعثرة الأوراق، في الغرفة، كما أنه يجد متعة في ارتطام الأشياء ببعضها وسماع صوتها المزعج،
كما يجد متعة في إلقاء الأشياء من النافذة على الأرض، محاولة منه لسماع صوت ارتطامها بالأرض، أو بحثاً منه عن مصيرها بعد الإلقاء على الأرض!!
كما يجد الطفل أيضاً متعة كبيرة في اللعب بالماء، وإلقاء الأشياء في الماء، وأحياناً في سكب الماء على الأرض، إن بعض هذه الأمور يمكننا تفسيرها على أنها نوع من البحث والاطلاع والتعرف على الأشياء، وبعضها قد يصعب تفسيرها، أو ربما قمنا بتفسيرها بطريقة مخالفة لما يفكر فيه الطفل، إن الطفل له عالمه الخاص به تماماً، إنه يفكر بطريقة مختلفة، وكل يوم نكتشف جديداُ في عالم الطفولة.
ومع ذلك، ومع إقرارنا بتلك الأمور فليس معنى ذلك أن نترك الطفل يخرب ويفعل ما يشاء، كما يدعي البعض، هذا هراء، لكن لا مانع من أن نجد له متنفساً لذلك فيما لا يضر.
كيف نعالج تخريب الأطفال؟
أولاً يجب علينا أن نوجد بديلاً للطفل، فلا نجلس طوال الوقت نقول للطفل مثلاً: كفى تخريباً..كف عن الفوضى..إلخ
هذا ليس حلاً بأي حال من الأحوال، بل نستطيع وببساطة إيجاد البديل المناسب للطفل لكي يفرغ فيه الطاقة، ولكي يمارس فيه هواياته، حتى الطفل الصغير ما دون العامين، يحتاج لكي يفرغ طاقاته بنوع من الألعاب البسيطة والمناسبة لسنه أيضاً،
" فمثلا : أم في سيارة عامة مزدحمة في آخر النهار ، لا تكف عن توبيخ صغيرها الصاخب قائلة له : ألا تجلس ساكتا ؟ اهدأ .. كن مهذبا "
ليس هذا الطفل المسئ هو في سن الرابعة أو الخامسة وليس بالطفل القوي البنية الذي يتصوره المرء جالسا على حجر أمه  ، لكن مجرد طفل صغير في نحو الشهر الثامن من عمره ، ولا يزال في دور الطفولة الأولى .
ولا شك أن في الموقف ما يثير الضحك إلى أبعد حد ، سيل من الكلمات الخالية من أي معنى ينهمر على رأس طفل برئ .
ولكن هناك أيضا شيئا محزنا، فأقل ما يقال فيه أن من المؤسف أن نرى أما لا تدرك إطلاقا مبلغ طفولة صغيرها، ومع ذلك فبيننا كثيرون على شاكلتها، لا يحبون لأطفالهم أن يتصرفوا بما يناسب أعمارهم.
إن الخطأ الذي نرتكبه، هو أننا نعتقد أن أبنائنا متعبون جدا لا للشيء سوى أننا نتوقع منهم أن يكونوا أكبر مما يستطيعون، فنعاقبهم لقصور لا يملكون له علاجا،
 فالطفل الذي كان بالسيارة العامة مثلا: لعله بدأ لتوه في الشكوى، وأصر على مواصلة البكاء، ومع هذا فلو كانت أمه قد حملته، وتركته يتطلع من فوق كتفها لحظة،
 أو لو أنها أعطته بعض المفاتيح ( ليشخشخ بها ) أو على الأصح لو تركت طفلها يتصرف في نطاق سنه ، لكانت في الواقع جعلته سعيدا ، ولانقاد لها في المدة الباقية من الرحلة.

وشبيه بذلك شكوى الأمهات مما يلقينه من متاعب في إطعام وإلباس أطفالهن، ومع ذلك فإن هذا كله ناجم من أننا نهتم جد الاهتمام بأن " يتصرفوا تصرفا لائقا " أي كتصرف الكبار.
والطفل في دفاعه عن نفسه يظهر تحديا وعنادا يقتضيان عدة شهور أو سنين لكي يقلع عنها.
ولربما تحب الأم لطفلها أن يكبر بسرعة ، ولكن الطفل يرفض في حكمه أن ( يكبر ) قبل أن يكون مستعدا لذلك .

لقد كانت لإحدى الأمهات ابنة في التاسعة من عمرها ، و كانت تدخل معها في جدال لا نهاية له ، لأنها تعود إلى بيتها من المدرسة وهي تحجل وتقفز، ولا تمشي مشية السيدة ، وأم أخرى ظنت أن ابنها وهو في الثانية من عمره ، بحاجة إلى استشارة طبيب متخصص ، لأنه دائم الجري لا يهدأ، ومع ذلك كان كل من الطفلة ذات التاسعة من عمرها والطفل الرضيع يسلك مسلكا طبيعيا مناسبا لسنه"[1]

إننا حين ندرك طبيعة الطفل، ونتعرف على مراحل نموه نستطيع أن نستوعب كثيراُ من أفعاله غير المنضبطة، أو المزعجة بالنسبة لنا، أو على الأقل نعذره فيها، ولا نواجهها بالتعصب والانفعال غير المبرر، أو بالقهر والتسلط، كما يفعل البعض.

ولهذا ينصح علماء النفس والمهتمون بالطفولة الآباء والأمهات بالقراءة عن الطفل، حتى يتسنى لهم فهمه بطريقة جيدة، ومن ثم فهم سلوكياته ومحاولة استيعابها وحسن التعامل معها.

يقول د: ( جوليوس شوارتز) وهو اختصاصي بمعهد الأبحاث بنيويورك " يجب على الآباء أن يقرؤوا الكتب المختلفة عن الأطفال ليس من أجل استخلاص الحقائق لتقديمها للأطفال عند سؤالهم ، لكن من أجل توسيع المعلومات والآفاق التي تمهد لدراسة الطفل وفهمه فهما صحصحا"[2]
وتمثل ألعاب الطفولة علاجاً صحيحاً لتخريب الأطفال، حيث يستطيع الطفل أن يفرغ طاقاته الإبداعية في تلك الألعاب، ولا يجب على الآباء أن يوبخوا الأطفال حين يعبثون بتلك الألعاب، أو يقومون بتحطيمها، خصوصاً تلك الألعاب الصيني رخيصة الثمن، والتي يمكننا تسميتها ألعاب المرة الواحدة، فمن الطبيعي أن تتحطم بعد اللعب بها ولو لمرة واحدة.
وإذا أردنا أن نحافظ على ألعاب الطفل فعلاً، فإن علينا أن نختار للطفل تلك الألعاب التي تناسب عمره أولاً، ثم تلك التي لا تنكسر بسهولة، والتي لا تتسبب في إيذائه أيضاً، أي تلك المصنوعة من مواد مرنة، وإن كانت على خلاف ذلك فلا داعي لأن تكون غالية الثمن.
وهذا لا يعني أن الطفل سوف يقوم بتحطيم كل الألعاب، كلا، لكنه بلا شك سوف يقوم بدافع حب المعرفة والاستكشاف، بفك بعضها أو تحطيمها، لمعرفة ما بداخلها!
إن ألعاب الفك والتركيب تفيد الطفل في هذه المرحلة لأنها تشبع عنده هذه الرغبة، في تلك المرحلة العمرية.
وكلما كان لدى الطفل متسع من الوقت للعب مع غيره من الأطفال كلما كان أكثر اتزاناً، وأقل تخريباً.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.




[1] فيليبس هوسلر " عالم الطفل " ـ ترجمة / رمزي يس ـ ط الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ سنة 1999
[2] طفلك بين الثانية والخامسة " مجموعة من الباحثين  ـ ط. مكتبة النهضة المصرية ـ ترجمة عبد المنعم الزيادي

من روائع الإمام الشافعي

من روائع الإمام الشافعي(3)










أدب المجادلة

إذا ما كنت ذا فـضل وعلـم          بما اختلف الأوائل والأواخر
فناظر من تناظر في سكون         حليمـا لا تـلح ولا تكابــــــر
يفيدك ما استفادا بلا امتنان         من النكـت اللطيفة والنوادر
وإياك اللجوج ومن يرائــي         بأني قد غلبت ومن يفـاخـر
فإن الشر في جنبات هــــذا         يمني بالتقـاطـع والـتدابـــر


هموم الغــد











إذا أصبحت عندي قوت يومي         فخلِّ الهمَّ عني يا سعيد
ولا تُخْطَـرْ همـوم غد ببالـــي          فإن غد له رزق جديـــد
أُسَلــــِّم إن أراد الله أمـــــــرا          فأترك ما أريد لما يريــد



الاثنين، 24 فبراير 2014

القدوة في تربية الأبناء


القدوة في تربية الأبناء
بقلم: عادل فتحي عبدالله
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول لله، سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
قال الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)[1]
تعتمد التربية بدرجة كبيرة على القدوة، وما لم يكن المربي قدوة لمن يتعهد بتربيته فلن يكون مؤثراً فيه بدرجة كبيرة، بل إن التربية بالقدوة تعتبر من أنجح وسائل التربية وأعظمها تأثيراً في قلب من يتربى، سواء كان هذا المتربي صغيراً أم كبيراً.
قال الله تعالى: )لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[2]
وإذا تحدثنا عن تربية الطفل، وجدنا أننا نحتاج إلى المربي القدوة بإلحاح، لأن الطفل يتعلم بالتقليد، وهو مغرم بتقليد غيره من الكبار، خصوصاً أولئك الذين يحبهم ويثق بهم، ولهذا كان قول عتبة بن أبي سفيان لمعلم ولده:
 " ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك ، فإن أعينهم معقودة بعينيك ، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت "
ومن هنا فإن مهمة الآباء والأمهات في التربية تصبح شاقة، وعظيمة.
لأنه لابد وأن ينظر الآباء والأمهات للأفعال وليس للأقوال، فلا فائدة من قولنا للطفل لا تكذب، في حين أننا لا نطبق ما ننصح به الأبناء، أو نفعل ما لا نعتقد أنه كذب لكنه في الحقيقة كذب، صريح،
وانظر لهذه الواقعة التي حدثت أمام رسول الله-صلى الله عليه وسلم- حين نادت أم عبد الله ابن عامر ولدها، فقالت له تعال أعطك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ، قال لها : ما أردت أن تعطيه ؟ قالت تمرا ، قال " لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة "[3]
فكم من حادثة مشابهة تحدث من الآباء تجاه الأبناء، ولا يعتبرونها كذباً؟!
هذا فضلاً عن الكذب الصراح الآخر الذي لا يحتمل التأويل، فكيف بالله عليك نربي أبنائنا ونحن نخالف أبسط قواعد التربية وننصح أبنائنا بما لا نفعله؟!

يأيها الرجل المعلم غيــــــره                 هلا لنفسك كان ذا التعلـــــــــــيم
تصف الدواء لدى السقم وذي                الضنا كيما يصح به وأنت سقيم
 ابدأ بنفسك فانهها عن غيــها                فإذا انتهت عنه فأنت حكـــــــيم
فهناك نقبل إن وعظت ونقتدي               بالقول منك وينفع التعلــــــــــيم
لا تنه عن خلق وتأت مــــثله                عار عليك إذا فعلت عظــــــــيم

هذا وقد يظن بعض الآباء أن الطفل غبي ولن يفهم بعض الإشارات، ونقول لهؤلاء الآباء إن طفلك أذكى مما تتصور، وليس غبياً كما تظن، فهو يفهم ويدرك ما وراء السطور!!

فحذار من التعامل مع الطفل باعتبار أنه غبي لا يفهم، قد يفهم بعض الأمور ويسكت، وليس معنى سكوته في بعض الأحيان عدم الفهم، لكنه عادة يستطيع أن يفرق بين الصدق والكذب، وبين القيم التي تريد أن تعلمها إياه، والأخرى التي تذكرها فقط من باب أداء الواجب، ولا تلتزم بها.

ومن ثم ينشأ لدى الطفل نوع من الازدواجية في المعايير، ويستطيع ببساطة أن يميز بين القيم الواجب الالتزام بها حقاً، وتلك التي يلتزم بها من ناحية المظهر فقط.
وهذه مشكلة كبيرة جداً، وقد لا يدركها بعض الآباء والمربين، على سبيل المثال حين يذهب الطفل إلى بيت أحد الأصدقاء، ثم يرجع منه بشيء ما، بدون إذن أصحاب البيت، ولا يجد غضاضة في ذلك، ولا مراجعة من أهله في هذا الأمر، فإنه بلا شك لن يجد فيما بعد عيباً في أخذ ممتلكات الغير، أو الاستيلاء عليها، بطريقة أو بأخرى.
إنه ببساطة يمكن أن يتعلم السرقة، حين لا يجد من يقوٍم مثل ذلك السلوك الجانح، فتلك الأمور التي قد يعتبرها الأهل بسيطة، لا تكون كذلك بالنسبة للطفل، بل تعطيه إشارات، وعلامات على الطريق، لتبين له المعايير والقيم التي يلتزم بها، في مستقبل حياته.

ليعلم كل أب إذا أراد من ابنه أن يكون صادقاً أن يكون هو أولاً صادقاَ في كل كبيرة وصغيرةً، وإذا أراد من ابنه الأمانة أن يكون هو نفسه قدوة له في الأمانة...وهكذا
ليست العبرة بكلمات منمقة في أوقات الصفا، ولكن العبرة بالأفعال، وأن تكون تلك الكلمات صورة حية تمشي على الأرض متمثلة في أشخاص يؤمنون بها، ويكونون هم أنفسهم ترجمة عملية لها.









[1] ) سورة الصف(2-3)
[2] ) سورة الأحزاب:21
[3] ) الحديث رواه أبو داود

الأحد، 23 فبراير 2014

حاجة طالب العلم الشرعي للعلوم الاجتماعية- (الحلقة الثانية)

حاجة طالب العلم الشرعي
للعلوم الاجتماعية[1]
(الحلقة الثانية)
ويعد كتابه "الأخلاق البروتستنانية وروح الرأسمالية " من أبرز أعمال فيبر وأكثرها تأثيراً في الفكر الاجتماعي الحديث . إذ أكد في كتابه هذا على أن القيم الدينية التي قال بها رجال الدين الذين راموا إصلاح الكنيسة الكاثوليكية انعكست في قيم وأخلاق العمل عندهم ، ومن ثم أثرت بالتالي في تكوَّن الروح التي تأسست عليها وظهرت من رحمها الرأسمالية الحديثة . ولقد قام فيبر ، نفسه ، بمراجعة نظرية قارن فيها قيم أديان اليهود والصين والهند ومقتطفات من قيم ومعتقدات المسلمين " ليبرهن " على أن هذه الأديان ، وإن توافرت لها معظم الأسباب الكفيلة بقيام وتأسيس الرأسمالية إلا أنها لم تنجح في ذلك ، وكانت قيم المذهب الكالفاني وحدها هي التي شكلت المحفزّ لذلك الظهور .
بالإضافة إلى أطروحته هذه ، قدم فيبر رؤى ومفاهيم دقيقة لدراسة علم الاجتماع الديني موضحاً بنيته التراتيبية لرجال الدين ومن ثم نوعية البيروقراطية والهيمنة في الوسط الديني الذي له علاقة كبيرة بعمليات الإصلاح والتجديد داخل المؤسسة الدينية ودينامكيتها ومن تأثير ذلك على المجتمع والسياسة والاقتصاد في المجتمع . ولقد أفصح بأن المؤسسة الدينية مؤسسة محافظة تقاوم التغير وعندما يقع التغير فإنه يتم من خارجها وغالباً ما يأخذ منحى جذرياً . ويعد فيبر من أبرز مَن أسهموا في دراسة السلطة والنفوذ والهيمنة والبيروقراطية والنظام ، انطلاقاً من تصورات مفاهيمية تتعلق بما أسماه الفعل الاجتماعي ، الذي ينقسم إلى أربعة أنواع من الفعل ، ينتج عنها ثلاثة أنواع من السلطة أو النفوذ تؤدي بالتالي إلى ثلاثة أشكال من البيروقراطية : البيروقراطية الكارزماتية والتقليدية والعقلانية .ولقد أسهب فيبر في توضحيها وضرب الأمثلة عليها من تاريخ وتجارب الأمم .
ولقد اهتم فيبر كثيراً بما يمكن تسميته فلسفة العلوم الاجتماعية وبالذات في جانبها المنهاجي . ولقد طوّر العديد من المفاهيم والقضايا التي أصبحت من ركائز علم الاجتماع الحديث ، لعل من أبرزها مفهوم "النموذج المثالي" و "الحياد الموضوعي". ولقد قدّم في هذا الخصوص تصورات تعكس ما يمكن تسميته بالمدرسة الألمانية في دراسته لمناهج العلوم الاجتماعية وهي - بحسب رأيه - تختلف نوعياً عن مناهج العلوم الطبيعية فلسفة وغاية .
ولقد أثرى فيبر علم الاجتماع بالعديد من المصطلحات التي أصبحت تشكل جزءاً مهماً من مخزون المشتغلين بعلم الاجتماع من أمثال : "أخلاق وقيم العمل" و "الكارزيما" و "الفهم" و "الفعل والفاعل الاجتماعي" و "العقلانية" وغيرها كثير . وربما كان أسلوب فيبر الأكاديمي الصارم ولغته الدقيقة الصعبة وأهمية ما طرح من الأسباب التي أدت إلى سوء فهم ومن ثم استخدام العديد من مفاهيمه وأطروحاته .
هذا ما يتعلق بأهم رواد الطبقة الأولى من علماء الاجتماع الحديث .
أما الطبقة التالية لهم فإنها عمقت وعززت من وجود علم الاجتماع في الجامعات وعملت على تأسيس الدراسات والبحوث العلمية فيها ، وبالذات في الجامعات الأمريكية ، ومن أبرز علماء هذه الطبقة بارك الذي أسس كرسي الدراسات الجامعية بجامعة شيكاغو . ولقد اهتم هو وفريقه العلمي بالدراسات الميدانية للمدنية ، مشكلين توجهات محددة وعملية في الدراسات الاجتماعية التي كانت رائدة في ترسيخ نوعية معينة من الدراسات الأمريكية الاجتماعية في تراث هذا العلم ، وحظيت الدراسات الحضرية فيها بحظ وافر .كذلك كانت إسهامات الفيلسوف جورج هربرت ميد من نفس الجامعة في علم الاجتماع كبيرة ومؤثرة .وكانت لجهود العديد من الباحثين الأمريكيين في تعميق بعض المفاهيم لعلم الاجتماع في هذه المرحلة أثر عمّق مفهومات الدراسات الاجتماعية .
وتعدّ أهمية الطبقة الثانية مبلورة في "إبداع" تيار علمي جذّر أكاديمياً مفهوم علم الاجتماع الحديث من ناحية ، وولّد مجالات علمية شكلت التفسير الجديد لمعنى الحياة الاجتماعية الثقافية للمجتمع الحديث ، الذي تعد الدراسات الميدانية نافذة مهمة لتوجيه الحياة الاجتماعية من خلال إبراز جوانب من الحياة الحديثة ! . ولقد أكسب أبناء هذه الطبقة لعلم الاجتماع هويته العلمية ورواج أفكاره ومفاهيمه على مستوى المجتمع .
أما الطبقة الثالثة فكانت تتمثل في جيل سعى إلى إبراز المذاهب ( المدارس ) الاجتماعية المختلفة والتنظير لها بوصفها منظومات علمية تشكل حوصلة لجهود العديد من العلماء في إسهاماتهم الفردية ، بل كان بعضهم الموجه والمنظر لتلك المذاهب العلمية . ومن أبرز هذه المذاهب المدرسة الوظيفية والتفاعلية الرمزية ومدرسة الصراع ونظرية الأنساق الاجتماعية والاثنوميدلوجيا والظواهرية وغيرها كثير . ولقد سعى العلماء في هذه الطبقة إلى الارتفاع عن الريادة الفردية ، والعمل على تعزيز المذهب / المدرسة النظرية التي يرون أنها توجههم للبحث العلمي الاجتماعي وتحدد لهم الحدود العامة وتقدم لهم المصطلحات المفتاح ومن ثم توجه الاهتمامات والقضايا والأسئلة التي يعالجها الباحث . وهذا الأمر يشبه ما نجده في الفقه من أشكال الاجتهادات والجهود الفقهية داخل المذهب الفقهي الواحد . وفي هذا الإطار تصبح النظرية هي الحدود القصوى التي يعمل في إطارها طالب العلم والمجتهد في هذا المجال العلمي .
وفي ظل هذه الطبقة ظهرت جهود علمية نقدية مهمة عملت على إظهار مكامن الخلل أو العلل في هذه المذهب العلمية وذلك من أجل الخروج على النمطية والجمود الفكري الذي آل إليه العديد من علماء الاجتماع . ولقد أحدث هذا النقد تحولات جذرية وطالت مراجعاته أعمال جميع المذاهب العلمية بل حتى أقطار الرواد . ومن أهم علماء هذه الطبقة تالكوت بارسونز ومرتون ورايتس وفبلن وغيرهم كثير .
الطبقة الرابعة ظهرت في أواخر الثمانينات الميلادية في القرن العشرين ، ولقد أحضرت معها اهتمامات جديدة ومن ثم قضايا وأطروحات جديدة ، لعل من أبرزها ما عرف بالدراسات النسوية وما بعد الحداثية والخطاب ما بعد الكولينالي وانتشار ما عرف بالدراسات الثقافية والتعددية الثقافية . ومجالات علم الاجتماع في هذه المرحلة انفتحت على منجزات النقد الأدبي والدراسات الأدبية عموما وعلى موجات الحركات الاجتماعية والإصلاحية ، بالإضافة إلى بروز إشكاليات المجتمعات الصناعية الحديثة من منظور الأقليات والهجنة والأفكار الجديدة في الاستهلاك والتنمية وأشكال التدين والحركات الأصولية وغيرها .





[1] ) أبو بكر أحمد با قادر

السبت، 22 فبراير 2014

من روائع الإمام الشافعي-رحمه الله-

من روائع الإمام الشافعي-رحمه الله-(3)




الصبر على التعلم



اصبر على مـر الجفـا من معلم        فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعـلم ساعــة        تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعــليم وقت شبابــه       فكبر عليـــه أربعـــا لوفاتــه
وذات الفتى -والله-بالعلم والتقى      إذا لم يكونا لا اعتبــار لذاته


لا تيأس من رحمة الله



إن كنت تغـدو في الذنـوب جليـدا        وتخاف في يوم المعاد وعيدا
فلقـد أتاك مـن المهيمـــن عـفـوه        وأفاض من نعم عليـك مزيـدا
لو شــاء أن تصلى جهنــم خالـدا        ما كان أَلْهمَ قلبــك التوحيــــدا


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More