مختارات من رسالة أيها الولد..للعلامة
حجة الإسلام أبي حامد الغزالي
بسم الله
الرحمن الرحيم
هذه الحلقة الثانية من كتاب "أيها الولد"
للعلامة المربي حجة الإسلام أبي حامد الغزالي-رحمه الله- وهي نصائح مهمة لا يستغنى
عنها كل طالب علم.
قال الإمام الغزالي- رحمه الله تعالى-:
أيها الولد..!!
كم من ليلة أحييتها بتكرار العلم ومطالعة الكتب، وحرّمت على نفسك النوم؛ لا أعلم ما كان الباعث فيه؟
إن كانت نيتك عرض الدنيا، وجذب حطامها وتحصيل مناصبها، والمباهاة على الأقران والأمثال، فويل لك ثم ويل لك.
كم من ليلة أحييتها بتكرار العلم ومطالعة الكتب، وحرّمت على نفسك النوم؛ لا أعلم ما كان الباعث فيه؟
إن كانت نيتك عرض الدنيا، وجذب حطامها وتحصيل مناصبها، والمباهاة على الأقران والأمثال، فويل لك ثم ويل لك.
وإن كان قصدك فيه إحياء شريعة النبي صلى الله عليه وسلم وتهذيب أخلاقك، وكسر النفس الأمّارة بالسوء، فطوبى لك ثم طوبى لك،
ولقد صدق من قال شعرا:
سهر العيون لغير وجهك ضائع *** وبكاؤهن لغير فقدك باطل
سهر العيون لغير وجهك ضائع *** وبكاؤهن لغير فقدك باطل
أيها الولد..!!
عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به. عن سهل بن محمد رضي الله عنهما قال: جاء جبريل الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال:" يا محمد: عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت، فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس" رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. أنظر الترغيب والترهيب 1\431.
أيها الولد..!!
العلم بلا عمل جنون، والعمل بغير علم لا يكون.
واعلم أن علما لا يبعدك اليوم عن المعاصي، ولا يحملك على الطاعة لن يبعدك غدا عن نار جهنم، وإذا لم تعمل اليوم، ولم تدارك الأيام الماضية تقول غدا يوم القيامة: فارجعنا نعمل صالحا، فيقال: يا أحمق أنت من هناك تجيء. قال تعالى:{ ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا سمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون} [ السجدة: 12].
أيها الولد..!!
اجعل الهمة في الروح، والهزيمة في النفس، والموت في البدن، لأن منزلك القبر، وأهل المقابر ينتظرونك في كل لحظة متى تصل إليهم، إياك إياك أن تصل إليهم بلا زاد.
وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: هذه الأجساد قفص
الطيور، وإصطبل الدواب، فتفكّر في نفسك من أيهما أنت؟
إن كنت من الطيور العلوية، فحين تسمع طنين طبل { ارجعي إلى ربك} تطير صاعدا إلى أن تقعد في أعالي بروح الجنان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ" رواه مسلم والبخاري. والمراد باهتزاز العرش فرحه بمقدمه.
والعياذ بالله إن كنت من الدواب كما قال تعالى { أولئك كالأنعام بل هم أضل} فلا تأمن انتقالك من زاوية الدار إلى هاوية النار.
روي أن الحسن البصري رحمه الله تعالى أعطي شربة ماء بارد، فلما أخذ القدح غشي عليه وسقط من يده، فلما أفاق قيل له: مالك يا أبا سعيد؟ قال: ذكرت أمنية أهل النار حين يقولون لأهل الجنة:) أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله(
0 التعليقات:
إرسال تعليق