Featured Video

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

من أنواع التماسك النصي

         من أنواع التماسك النصي(3)



أ. م مراد حميد عبد الله
جامعة البصرة – كلية الآداب – قسم اللغه العربية


-          أنواع التماسك النصي:
    ينقسم التماسك إلى نوعين هما :
-          أحدهما : ما يسمى بالتماسك الشكلي الذي يكون ظاهراً محسوساً داخل التركيب ولولاه لما أصبح الخطاب

-     القرآني جملاً متلاحمة متراصة ، وهذا النوع يتميز بكثرته داخل النص، لأننا لو اقتصرنا على مجموعة روابط محددة لاختل النظام العام للكلام وحصل الخلل والنفور منه لذلك تعددت أنواعه وتشعبت، فالتماسك الشكلي للنص يشكل قاعدة أساسية للتوافق الشكلي بين عناصر الخطاب.
-     والنوع الآخر: هو ما يسمى بالتماسك المنطقي الذي يربط الكلمات أو الجمل أو الفقرات أو النصوص بعضها ببعض، فلا يقتصر التماسك بين العناصر على الأدوات الشكلية فحسب بل يعتمد أيضا على ما بين العناصر المختلفة في داخل الجملة أو الفقرة أو النص من علاقات متنوعة، فقد يكون بين الجمل على سبيل المثال علاقة سبب أو نتيجة أو غيرها، وان ضياع أي عنصر من هذه العناصر قد يؤدي إلى تفكك النصوص إلى عناصر لا رابط بينها أو قد يؤدي إلى غموض النص على أقل تقدير، وهو ما أكده عبد القاهر الجرجاني بقوله: ((واعلم أنك إذا رجعت إلى نفسك علمت علماً لا يعترضه الشك أن لا نظم في الكلم ولا ترتيب حتى يُعلّق بعضها ببعض ويبنى بعضها على بعض وتجعل هذه بسبب من تلك)) (16)
-          الروابط النصية:
           أن الروابط التي تحكم بناء النص في
          اللغة   نوعان هما :
أ‌.        روابط تركيبية إفرادية، وتكون بين الكلمات والصيغ داخل الجملة الواحدة وهو ما يعطينا جملة متماسكة دلالياً.
ب‌.   روابط تركيبية جملية، وتكون بين الجمل والفقرات داخل التركيب النصي،        فالنص بوصفه وحدة دلالية مترابطة الأجزاء(17) لا بدَّ له من روابط نصية                  (Textual Connectors) - وهي ما نحاول أن نوضحه في هذا البحث             المقتضب- أو روابط منطقية((Logical Connectors فجملة: شربتُ الشمسَ عديمة المعنى لان ((علاقة التعدية بين ((الشرب)) و((الشمس)) غير مقبولة منطقياً))(18)
إن الروابط النصية بنوعيها: الإفرادية أو الجملية تقوم بدور رئيس يعمل على تماسك النص عبر الربط الكائن تارة ((بين الكلمات داخل الجملة ومرة يكون بين الجمل والتراكيب))(19) فالجملة مؤلفة من عدد من الكلمات تربطها روابط لتدل


على ما في نفس المتكلم وكلاهما لا يمكنه أن يحقق غرضه من دون هذه الروابط أو تلك.
        فالروابط التركيبية ما هي (( إلا وسائل لغوية تنسج الخيوط التي يتوسل بها الفكر في تنظيم عناصر عالم الخطاب عند الباث مركباً وعند المستقبل مفككاً))(20)، فالتماسك بصورة عامة يعني وجود علاقات منطقية أو أدوات شكلية تسهم في الربط بين الكلمات الداخلة وبين النص والبيئة المحيطة له ، وهو يهتم بالعلاقات بين أجزاء الجملة الواحدة وعلاقتها ببقية الجمل داخل النص، فالمعنى لا يتأتى من تراصف الكلمات كيف جاء واتفق بل يجب أن تتألف وفق قانون تراصف اللغة الذي يسهم في اكتمال الدلالة النهائية التي يستطيع متلقي النص عبرها من النفاذ إلى المعنى الرئيس للنص، ونحاول هنا في هذا البحث المقتضب أن نركز على أنواع الترابط الخطي في الخطاب القرآني مسلطين الضوء فيها على أبرز تلك الأنواع، وهي:

1-       التكرار(Repetition)
    يعد التكرار من أهم أركان التركيب اللغوي الذي يعطي الجملة فوائد جمالية وأخرى دلالية تساهم في رفع كفاءة التركيب لتغطي أكبر قدر ممكن من المعاني، فعلى الرغم من كونه قسماً قائماً بذاته وينتمي إلى المحسنات اللفظية التي تدخل في صميم التركيب فتزيده حسناً لفظياً، وتعطيه معنى إضافيا إلا أننا نجد بعضاً من الباحثين من ينكره ويرده مدعياً أنه لا فائدة منه وقد كفانا الزركشي عناء الرد عليهم إذ يقول: ((وقد غلط من أنكر كونه من أساليب الفصاحة ظناً أنه لا فائدة وليس كذلك بل هو من محاسنها لاسيما إذا تعلق بعضه ببعض)) (21)
  إن تحميل النص اللغوي شحنات إبلاغية تضفي على الخطاب تأثيراً بارزاً يدور حول توجيه عواطف المتلقي وتسخيرها بشكل كامل، والمتكلم يسعى في هذا إلى تسخير كافة فعالياته الذهنية والعاطفية ومعرفة نقاط ضعف المتلقي ليتمكن من الدخول عبرها لئلا يعطيه فرصة لاستعمالها ضده فنجده يسبك نصه سبكاً وينسجه ولا يدع للمتلقي منفذاً واحداً، يقول الجاحظ: ((أجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء سهل المخارج، فيعلم بذلك أنه أُفرِغ إفراغاً جيداً، وسبك سبكاً فهو ما يجري على اللسان كما يجري على الدهان)) (22)
      والتكرار بوصفه خصيصة أسلوبية مميزة تعمل على زيادة ترابط النص، فالمنشئ عندما يكرر صوتاً أو كلمة و عبارة في نص ما فإنما يعيد معها معناها، وهو لا يخرج عن معناه اللغوي، فالتكرار في اللغة من الكر وهو ((الرجوع...وكرر الشيء أعاده مرة

أخرى...وكررت عليه الحديث إذا رددته عليه)) (23)، فمن معناه اللغوي يتبين إن التكرار هو عملية إعادة جزء من أجزاء الكلام، وهذه الإعادة إما أن تكون باللفظ والمعنى أو أن تكون بالمعنى دون اللفظ وهو ما يساهم في إيراد التماسك النصي داخل الخطاب من حيث الرجوع إلى الكلام الأول كلما أحس المنشئ بضرورة ذلك فالتكرار (( هو شكل من أشكال الاتساق المعجمي يتطلب إعادة عنصر معجمي أو ورود مرادف له أو شبه مرادف)) (24)على أن يكون ذلك وفق نسق رتيب وإلا فإن وروده عشوائياً يؤدي إلى الركة والملل.

-           أقسام التكرار
يقسم التكرار إلى نوعين هما :
1- التكرار الجزئي(Partial Repetition ) ويقصد به ما يتكرر في جزء صغير في نطاق الكلمة أو الجملة أو المقطع الواحد.
2- التكرار الموضوعي(Subjective Repetition ) و((يقصد به أن يتكرر الموضوع في مواقع معينة في النص ... ويرتبط هذا بالبناء الهندسي للنص إذ يتكرر الموضوع في النص فيكون بمثابة محطة يجتمع عندها الموضوعات المتنوعة)) (25) وتفصيل ذلك ((هو أن يكون عنصر من عناصر النص مقدمة لعنصر آخر، وذلك كأن يكون تركيب ما مقدمة للتراكيب اللاحقة ... فالتماسك بين الكلمات هو الخطوة الأساسية في بناء الجملة، بل هو خطوة مهمة في بناء النص كله، فعدم وجود التماسك بين الكلمات تضيع الجملة ولا تسمى الجملة جملة)) (26)، وتماسك التركيب داخل الخطاب هو ما انتبه إليه الجرجاني آنذاك وأشار إليه عند حديثه عن ملائمة الكلمات لمعانيها التي قبلها والتي بعدها، بقوله: ((فقد اتضح إذن اتضاحاً لا يدع للشك مجالاً أن الألفاظ لا تتفاضل من حيث هي ألفاظ مجردة ولا من حيث هي كلم مفردة وأن الفضيلة وخلافها في ملائمة معنى اللفظة لمعنى التي تليها أو ما أشبه ذلك)) (27) ، فالتماسك عبر التكرار يجعل كلمات الخطاب جزءاً لا يتجزأ، ويضفي على النص لوناً إيقاعياً مميزاً ومتناسقاً، فوظيفة التكرار ((هي الضم، والضم يعني ربط الشيء بما ضم إليه وفي هذا الربط يتحقق التماسك)) (28) ، والتماسك بدوره لا يتحقق إلا إذا تحقق التناسب اللفظي وإلا            (( فالتناسق يعني تتابع الألفاظ وتداعيها وتولد اللفظة من غيرها بحكم ما تملكه من حس قوي يمس ملكة الفن والذوق وتحث فيه تجاوباً عميقاً)) (29). وللحديث بقية

 نقلا عن مجلة جامعة ذي قار- العدد5-حزيران 2010

السبت، 27 سبتمبر 2014

مضار أسلوب الشدة والقسوة في التربية

مضار أسلوب الشدة والقسوة في التربية

بقلم/عادل فتحي عبدالله
لو علمنا الأضرار التي تسببها الشدة والقسوة في التعامل مع الأولاد، لما تساهلنا في استخدام مثل هذا الأسلوب في التربية، ومع أن الله تعالى أرشدنا في القرآن الكريم إلى استخدام اللين والرحمة في التعامل، حيث قال في كتابه العزيز:
 {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } آل عمران159
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }الأعراف199
    وتلك كانت نظرة المتقدمين والمتأخرين من علماء التربية، والاجتماع من العرب والمسلمين، ومن غيرهم من العلماء الغربيين في العصر الحديث، يقول العلامة بن خلدون:
(إن إرهاف الحد مضر بالمتعلم لا سيما صغار الولد ، لأنه من سوء الملكة ، ومن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم سطا به القهر ،وضيق على النفس في انبساطتها..

وذهب بنشاطها ، ودعا إلى الكسل ، وحمل على الكذب والخبث ، والتظاهر بغير ما في ضميره خوفا من انبساط الأيدي بالقهرعليه،

 وعلمه المكر والخديعة لذلك ، وصارت له هذه عادة ، وفسدت لديه معاني الإنسانية من حيث الإجتماع والتمدن ، وهي الحمية والمدافعة عن نفسه ومنزله ، وصار عيالا على غيره في ذلك ،

 بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل ، فانقبضت عن غايتها ، ومدي انسانيتها ، فارتكس وعاد في أسفل السافلين ، وهكذا وقع لكل أمة حصلت في قبضة القهر ، ونال منها العسف .

فينبغي للمتعلم في متعلمه ، وللوالد في ولده أن لا يستبدوا عليهم في التأديب .

وقال أبو محمد بن أبي زيد في كتابه الذي ألفه في حكم المعلمين والمتعلمين : لا ينبغي لمؤدب الصبيان أن يزيد في ضربهم إذا احتاجوا إليه على ثلاثة أسواط شيئا .

ومن كلام عمر رضي الله عنه : " من لم يؤدبه الشرع لا أدبه الله "
حرصا على صون النفس من مذلة التأديب ، وعلما بأن المقدار الذي عينه الشرع لذلك أملك له فإنه أعلم بمصلتحته

ومن أحسن مذاهب التعليم ما تقدم به الرشيد لمعلم ولده محمد الأمين فقال:
 " يا أحمران ، أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه ، وثمرة قلبه ، فصير يدك عليه مبسوطة ، وطاعته لك واجبة ، فكن بحيث وضعك أمير المؤمنين .....

أقرئه القرآن ، وعرفه الأخبار ، وروّه الأشعار ، وعلمه السنن ، وبصره بمواقع الكلام وبدئه ، وامنعه من الضحك إلا في أوقاته ، وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلو عليه ، ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها .

من غير أن تحزنه فتميت ذهنه ، ولا تمعن في مسامحته فيستحلى الفراغ ويألفه ، وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة ، فإن أباها فعليك بالغلظة والشدة " [1]

وهذا ما يؤكده ابن سينا في ( السياسة ) حيث يقول :
 " إنه من الضروري البدء بتهذيب الطفل وتعويده ممدوح الخصال منذ الفطام ، وقبل أن ترسخ فيه العادات المذمومة ، التي يصعب إزالتها إذا تمكنت من نفس الطفل ، أما إذا اقتضت الضرورة الالتجاء إلى العقاب فإنه يجب مراعاة منتهى الحيطة والحذر.

فلا يؤخذ الوليد أولا بالعنف ، وإنما بالتلطف ثم تمزح الرغبة بالرهبة ، وتارة يستخدم العبوس ، أو ما يستدعيه التأنيب . وذلك وفق كل حالة خاصة ....ولكن الالتجاء إلى الضرب لا يكون إلا بعد التهديد والوعيد وتوسط الشفعاء لإحداث الأثر المطلوب في نفس الطفل " [2]

ومع هذا فإن كثيراً ممن يعتمدون أسلوب القسوة، والعنف، في التربية نجدهم قد أسقط في أيديهم، وباءت جهودهم في ضبط سلوك الأبناء بالفشل، بل وكثرت مشاكل الأولاد إلى الحد الذي لم تستطع قدراتهم استيعابه،

 فلجأوا لغيرهم من الأقارب والأصحاب ملتمسين منهم التدخل في الموضوع، لمحاولة حل المشاكل التي تنشأ بينهم وبين الأبناء، محاولين استعادة الثقة بينهم وبن أبنائهم، بعدما صارت بينهم الهوة عميقة، والبون شاسعاً!
وربما السبب في بعض هذه المشاكل يرجع إلى أن الأباء قد استنفذوا ما عندهممن وسائل الشدة والقسوة، وان الأولاد قد تعودوا على ذلك الأسلوب، ومن ثم فقدوا الاحساس، وسهل عليهم احتمال تلك الآلام!!

وقد تكلم في هذا الأمر أستاذ التربية في عصره الإمام أبي حامد الغزالي في معرض كلامه عن تربية الولد في ( الإحياء ) فقال :

"ولا تكثر من القول عليه بالعتاب في كل حين ، فإنه يهون عليه سماع الملامة ، وركوب القبائح ويسقط وقع الكلام في قلبه ، وليكن الأب حافظا هيبة الكلام معه ، فلا يوبخه إلا أحيانا"[3]

ومع هذا قد يكون هناك نوع من الشدة في التربية، ولكن هذه الشدة لا تكون هي الأسلوب والديدن المتبع دوماً في تربية الأبناء، بل نحتاج إليها
أحياناً، لظروف معينة بشروط معينة.

ويمكننا إجمال بعض مخاطر استخدام أسلوب القسوة والشدة في تربية الأولاد فيما يلي[4]:
·        تخويف الطفل وإرهابه مما يؤدي به إلى حالة من الضعف النفسي والجبن الأخلاقي .
·        شعور الطفل الذي يمارس عليه العنف بالقلق والاضطراب الدائم مما يجعل شخصيته مهتزة ويفقده الثقة بالنفس .
·        لجوء الطفل إلى الكذب والخداع ، واختراع أساليب ملتوية للافلات من العقوبة .
·        يجعل الطفل عنيدا جدا ، ولا يستجيب للأوامر بسهولة ويتعمد إثارة الوالدين في غالبية الأحيان
·        يكتسب الطفل بعض الصفات العدوانية ويصبح عنيفا في التعامل مع الآخرين خصوصا من هم أصغر سنا فهو يمارس عليهم سلطان الأب والأم ، ويقسو عليهم تعويضا عما فقده من أمن نفسي كان سببه قسوة الوالدين عليه هو .





 . ابن خلدون في المقدمة ، دار مكتبة الهلال ـ بيروت ـ 1983 هـ .[1]
 . ابن سينا ( السياسة ) [2]
[3] ) إحياء علوم الدين ( 3/63) للامام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي .
[4] ) "أخطاء في تربية الأبناء" -  للمؤلف

تأخر الكلام عند الأطفال

 تأخر الكلام عند الأطفال

بقلم/عادل فتحي عبدالله
يرجع تأخر الطفل في الكلام لعوامل عدة، بعضها يتبع الأم، وبعضها يرجع للطفل نفسه، فهناك بعض الأمراض التي يمكن أن تصاب بها الأم أثناء الحمل، أو حدوث نزيف مثلاً، أو حدوث مشكلة ما أثناء الولادة، فيتأخر الطفل في البكاء مثلاً، أو يحدث نقصان في كمية الأوكسيجين لدى الطفل، مثل ذلك قد يكون سبباً في تأخر نمو الطفل اللغوي.

أما بالنسبة لما يخص الطفل نفسه فإننا يجب أن نعلم أن النمو اللغوي لدى الأطفال يحتاج للأمور التالية:
1.    سلامة وظائف المخ.
2.    جهاز سمعي سليم.
3.    حالة نفسية طبيعية.
4.    بيئة اجتماعية تفاعلية.
ولقد "خلصت دراسة علمية حديثة إلى أن الأطفال الذين لديهم ميل
لتأخر الكلام يستخدمون جزءا مختلفا من الدماغ في السماع.

واستخدمت مستشفى ميامي للأطفال فحوصات معقدة باستخدام
التصوير بالرنين المغناطيسي لمقارنة أدمغة الأطفال مع
مشاكل الكلام.


ووجد الباحثون أن الجانب الأيمن من دماغ الأطفال شهد
نشاطا أكبر بالنسبة لمن يتأخرون في الكلام في حين مال
آخرون إلى استخدام الجانب الأيسر

وقد نشرت نتائج الدراسة في دورية راديولوجي، وقال الدكتور نولان التمان قائد فريق البحث لبي بي سي نيوز اونلاين ان مهارات اللغة ترتبط بالجانب الأيسر من
الدماغ

وقال التمان: "هذه النتائج مهمة لأنها ربما تتضمن عملية
مختلفة من النضوج أو وضع ممرات اللغة في أدمغة هؤلاء
الأطفال"

ووجد الباحثون أيضا أن الأطفال الذين يعانون من تأخر
الكلام يعانون أيضا من انخفاض نشاط الدماغ الكلي.

ويقترح الباحثون أن هذه النتائج تشير إلى أن اللغة تثير
هؤلاء الأطفال أقل من المعدل الطبيعي.

وعادة ما يتفوه الأطفال بأول كلماتهم مع أول يوم
لميلادهم وتتطور بعد ذلك إلى جمل بسيطة عند بلوغ ما بين( 30-36) شهراًً.

ويقول الباحثون إن نتائجهم تقترح أن الأطفال الذين
يعانون من مشاكل في الكلام يجب أن يحصلوا على مساعدة
طبية بأسرع ما يمكن

وقال الباحثون إنه في حالة عدم نطق الطفل البالغ من
العمر عاما واحدا بأصوات أو إذا كانت كلماته غير واضحة
بشكل كبير مقارنة بأقرانه في الفئة العمرية فإننا ننصح
آبائهم البحث عن المشورة

وقال الدكتور التمان: "نحاول ايجاد طرق لفحص سبب تأخر
الكلام واللغة في سن مبكرة حتى نتمكن من تحديد العلاج
ومتابعة الحالة مبكرا

وأضاف التمان قائلا:
 "هذه عملية مروعة بسبب قلة المعرفة
بالطريقة الطبيعية لتطور اللغة ورسم العملية في الدماغ،
لكن عن طريق الفحص باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي
يتمكن أخصائيو الأشعة من المساعدة في التشخيص والارشاد
ومراقبة علاج الأطفال مع هذه الاضطرابات المعقدة"

وتقول التقديرات إن 2 بالمئة من الأطفال يعانون من حالة
ربما تسبب تأخر الكلام

وهذا يمكن أن يتضمن حالات عجز عاطفي وسلوكي، علاوة على
تعقيدات في الولادة والشفاه، أو سقف الحلق المشقوق، وعجز
في النمو، وفقدان السمع، أو فقد التحفيز البيئي.

وأوضح الدكتور التمان إن الخطوة التالية تتمثل في توسيع
الدراسة وتطوير اختبار موثوق لتشخيص سبب تأخر اللغة، حيث
قال "اختبار صحيح يحدد سبب تأخر اللغة سيكون ذا قيمة
بالنسبة لكل من الطبيب والطفل.


وأضاف قائلا: "وبدلا من ذلك بعد أن يتم اخضاع الطفل
لعلاج تأخر الكلام أو تدخل آخر بإمكاننا أن نعيد عملية
الفحص لرؤية ما إذا كان الدماغ يبدوا طبيعيا أكثر أم لا"

وقالت الدكتورة سو رولستون من الكلية الملكية لأطباء
الكلام واللغة لبي بي سي نيوز اونلاين: إنه في بريطانيا
معظم الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الكلام تتم
مراقبتهم وفحصهم بواسطة مندوبي وزارة الصحة الذين
يتابعون تطور لغتهم في الأعوام الأولى

وأضافت رولستون أنه للحصول على علاج فعال لتأخر الكلام
فإنه يجب أن يكون هذا العلاج مركزا وموجها بطريقة سليمة.

وقال رولستون: "إن هناك جلبة كبيرة حول تطور المرض في
الأعوام الأولى للطفل والعديد من الأطفال الذين يبدون
أنهم يعانون من مشاكل يتحسنون مع أنفسهم"

وأضافت: "لانزال نعمل بجد في محاولة لتحديد من يحتاجون
إلى مساعدة ومن ستتحسن حالتهم بأنفسهم

وقالت رولستون إن الجانب الأيسر من الدماغ كان يعتقد أنه
يرتبط بشكل كبير بمعالجة اللغة

وعلى الرغم من ذلك قالت رولستون إن حقيقة أن الأطفال
الذين يعانون من مشاكل في الكلام يبدو أنهم يستخدمون
الجانب الأيمن من أدمغتهم للاستماع وهو أمر ليس بالضرورة
سيء

وربما تشير هذه النتائج إلى أن أدمغة هؤلاء الأطفال
اتخذت خطوات للتغلب على المصاعب التي يواجهونها في مراكز
معالجة اللغة المعتادة


وقالت رولستون: "ربما يشرك هؤلاء الأطفال جزءا آخر من
الدماغ للمساعدة في عملية فهم اللغة"[1]
ومع هذا يجب أن نعلم أن العلاج المبكر للطفل على درجة كبيرة جداً من الأهمية، حيث يساعد في تجنب كثير من المضاعفات، ويجنبنا الدخول في مشاكل كبيرة، قد تنتج فقط من تأخر الحالة المرضية.





[1] ) عن موقع عيون العرب الاليكتروني

الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

من أخطاء الآباء في معاملة الأبناء

من أخطاء الآباء في معاملة الأبناء(معاملة الأبناء معاملة لا تناسب أعمارهم)

بقلم: عادل فتحي عبدالله

 كثير من المشاكل التي يواجهها الآباء مع الأطفال يقف ورائها هذا السلوك غير الصحيح، ألا وهو معاملة الأطفال كما الكبار، ومعاملة المراهقين كأنهم أطفال ، وعدم تقدير طبيعة تفكيرهم، وعقليتاتهم.
إن معاملة الأبناء وكأنهم كبار بالغون في كثير من المواقف والأحداث وخاصة فيما يتعلق بالقوانين داخل البيت، يؤثر سلبياً على نفسية الآباء، والأمهات بصفة خاصة، ويجعل الأم متوترة بصفة مستمرة، لأنها تتوقع من الابن سلوكاً مهذباً، ثم إذا بها تجد عكس ما تتوقع!
لماذا.......؟ لأنه طفل، وليس كبيراً، حتى يسمع الكلام وينفذه بسرعة، لأن هذا الكلام عادة ما يقف ضد رغباته، فأنت تقف ضد أن يلعب ، ويصرخ ويصيح في أي وقت، وهذه متطلبات طبيعية له في هذه السن.
فلا عجب أن يقف الطفل منك موقف المعاند، الغاضب من الأوامر التي تريد أن تحد من حركته، وتعكر عليه صفو حياته!
إذاً ما العمل، هل نتركه هو يلعب ويمرح في أوقات راحتنا ومن ثم يسبب لنا الازعاج..؟!
بالطبع لا، هناك حيل كثيرة –ليس منها زجر الطفل، ونهيه، أو تهديده وضربه-من هذه الحيل على سبيل المثال إلهاء الطفل في لعب مفيدة تناسب سنه، فهي من جهة تبعده عن المشاكل ومن جهة أخرى تساعد في تنمية قدراته المختلفة.
ومنها على سبيل المثال استخدام خاصية العناد -والتي يتمتع بها الطفل عادة في عمر(2- 5 ) سنوات- بطريقة عكسية كي نجعله يفعل ما نريد، وهو في غاية السعادة والانبساط، وقد استخدمت هذه الطريقة ببراعة عندما كان أطفالي صغاراً،
وكانت تثير دهشة زوجتي، إذ كانت تستغرب من أن الولد ينفذ ما أريد من دون أية مشاكل،
ومن غير علو صوت أو صياح في وجهه.
وتتلخص هذه الطريقة في أن نأمر الطفل بعكس ما نريده أن يفعل، فيفعل الطفل ما نريده بالفعل، وعلى سبيل المثال ابني دخل الحجرة عندي، ويريد أن يعبث بمحتويات الغرفة، وأنا أريده أن يذهب بعيداً، إلى غرفة المعيشة،
 إن قلت له اخرج إلى غرفة المعيشة فإنه سيرفض ذلك تماماً، وسوف يصمم على البقاء في هذه الغرفة، ويتشبث بها، ويبكي ويصرخ..
والحل بسيط ويكمن في أن نعكس الموضوع، ونمنعه من الخروج من الغرفة هذه، ونقول له لا تخرج من هنا، ابق معنا لا تذهب إلى غرفة المعيشة، ونمسك به محاولين ابقاءه في الغرفة بالقوة، سوف يصرخ ويحاول الخروج من الغرفة بسرعة،
 رافضاً ما نمليه عليه من أوامر ليذهب إلى الغرفة الأخرى، فنتركه بكل بساطه، ثم نقوم بعدها بقليل بغلق الغرفة، قبل أن يكتشف الحيلة ويرجع إلى ما كان يريد فعله.
ويمكن استخدام هذه الحيلة عندما يرفض الطفل الطعام،
لأن رفض الطفل للطعام عادة ما يكون سببه تصميم الأم على فرض الطعام عليه بالقوة، بل أحياناً تضع الأم الملعقة في فمه بالقوة ليبلع، وهي تأمره بالبلع، فيرفض الطفل الأمر،
ذلك لأن من طبيعة مرحلته هذه العناد، ومقاومة الأوامر-وهذا أمر طبيعي من أجل تكوين شخصية مستقلة- والأولى من ذلك أن نضع للطفل كمية قليلة من الطعام أمامه عندما يكون جائعاً ثم لا نقول له شيئاً، ونجلس نأكل بجانبه،
ونتركه، سوف يأكل بدون أوامر، بل يمكننا أن نقول له إياك أن تقضي على هذه الكمية من الطعام، ستجده يأكل هذه الكمية بسرعة.
   هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هناك من لا يقدّر طبيعة الطفل من حيث حاجته للحركة المستمرة، وعدم قدرته على الجلوس لفترة طويلة،
وعادة هذا الأمر يسبب المتاعب للمعلمين في رياض الأطفال، وفي المدارس الابتدئية، حيث يشتكون من مشاكل ضبط الصف، وعدم التزام الأطفال بالنظام....
المشكلة أن بعض هؤلاء المعلمين قد يلجأون لأساليب ووسائل غير تربوية من أجل الضغط على هؤلاء التلاميذ، لإجبارهم على حفظ النظام، ومن هذه الأساليب-الخطيرة على الصحة النفسية للأطفال- تخويف الأطفال ببعض المخاوف المرعبة بالنسبة لهم،
 أو القيام بضربهم وإرهابهم بصورة بشعة، أو الصياح بقوة في وجوههم، وتهديدهم بما يرعبهم...إلخ
ولهذا يجب توجيه نظر هؤلاء لاستخدام الحب، والحنان، والرعاية، والمكافأة، وغيرها من الأساليب التربوية من أجل توجيه الأطفال لحسن الاستماع، كما يجب على هؤلاء المعلمين التغاضي عن بعض الحركة للطلاب،
 لأن ذلك أمراً لا مفر منه لمثل هؤلاء الأطفال لطبيعة السن، وطبيعة المرحلة التي يمرون بها.
كما يجب على القائمين بعملية الإشراف التربوي أن يدركوا هذا الأمر، وألاّ يحاسبوا المعلمين على مثل هذه الهفوات، حتى لا يسببوا لهم الضيق والضجر من هؤلاء الأطفال،
 فيضطروهم لاستخدام أساليب غير تربوية،
 من أجل منع حركة هؤلاء الطلاب، ارضاءاً لهؤلاء المشرفين..!
هذا بخصوص الأطفال، وقد تمارس سلوكيات مشابهة مع المراهقين، فيتم فرض كثير من الأمور بالقوة على المراهقين مما يترتب عليه تمرد قوي من هؤلاء المراهقين على الآباء والأمهات،
 إذ أن المراهق يظن أنه قد كبر وأصبح رجلاً، ولا يجوز بحال أن يعامل على أنه لا يزال طفلاً...!
ولا شك أن التغيرات المتعددة التي نشأت على المراهق تستحق من الآباء والأمهات نوعاً من التقدير والاحترام، كذلك نوعاً من التكيف معه، على أساس أنه لم يعد ذلك الطفل الذي يقبل نوعاً من الوصاية، بل  أصبح له عقله المميز، الذي أدرك كثيراً من الأمور..
نعم تنقصه الخبرات المتعددة في الحياة في المجالات المختلفة، لكنه يظن أنه يمكن أن يعتمد على نفسه في كل شيء، وعلى الآباء إذاً أن يعاملوه برفق، وبنوع من المصاحبة، حتى يصلوا به إلى بر الأمان. ومع ذلك فإن:
 (بعضاً من ألوان التمرد قد تكون مفيدة، كاختيار الابن لهواية من الهوايات والتي قد لا يرضى عنها الأب،ويتفوق فيها الابن،وفي مجتمعنا الكثير من الأمثلة على ذلك.....
وهناك ألوان من التمرد لها طابع سلبي، وإن كانت تعبر عن الرغبة في الاحتجاج، مثل الذهاب إلى المدرسة أوالكلية دون غسيل الوجه أو الأسنان،

 أو ترك الغرفة التي ينام فيها دون أن يقوم بتنظيمها وترتيبها.. إنها فوضى تذكرنا بأيام الطفولة، عندما كان يعلن امتعاضه، واستيائه لأتفه الأسباب.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More