Featured Video

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

الكذب عند الأطفال المشكلة والحل

الكذب عند الأطفال المشكلة والحل

بقلم: عادل فتحي عبدالله                       
§     الكذب الخيالي

§     الكذب الدفاعي
§     الكذب الانتقامي

§     الكذب لافتقاد القدوة

§     الكذب والوراثة

§     وصايا علمية


الكذب عند الأطفال هل هو مشكلة حقًا؟!!
بعد أن تناول أحمد وجبة الإفطار قال لأمه: لقد أمسكت القطة منذ قليل من ذيلها، والحقيقة أن أحمد لم يخرج من البيت، ولم يرَ أي قطة..
ترى هل أحمد يكذب؟!
إن هناك أحد أمرين: إما أنه يتخيل أنه قد أمسك قطة من ذيلها..
وإما أن هذا حدث فعلاً لكن في المنام..
* الكذب الخيالي*
إن الطفل في المرحلة العمرية من (2: 5) سنوات لا يستطيع التفرقة بدقة بين الواقع والخيال، فيخلط بينهما، حتى الأحلام قد يحكيها على أنها حقائق.
إن هذا الموضوع قد يستمر في حالات نادرة مع طفل المرحلة الابتدائية، ففي إحدى المدارس الأهلية في مدينة (جدة) بعد أن ذهب أحد الأطفال إلى بيته في يوم من الأيام، حكى لوالده أن الأستاذ فلان أخذه من يده وذهب به إلى البحر، ومشيا سويًا على الشاطئ، فاتصل الأب مباشرتًا بالمدرسة مستنكرًا ما حدث، وكادت أن تحدث مشكلة كبيرة للمعلم.
حيث أن المعلم لم يخرج مطلقًا من المدرسة في ذلك اليوم، وكذا الطفل لم يغادر المدرسة إلا عند وقت الانصراف.
لكن ماذا يفعل الجميع، والطفل يدّعي أن هذا حدث؟! وفي اليوم التالي حين جاء الأب بالابن ليستنكر ما حدث وليحقق في الموضوع، وتبين له بما لا يدع مجالاً للشك أن الابن لم يغادر المدرسة إلا وقت الانصراف، عُرض الطفل على المرشد الطلابي، والذي توقع أن يكون هذا الموضوع حلمًا لدى الطفل، فأخذ الطفل، وسأله: أنت طبعًا يا بني تحب الأستاذ فلان؟، قال: نعم، قال: ربما أنك حلمت أن الأستاذ فلان أخذك في رحلة إلى البحر؟ قال الطفل: نعم..
فقد كان الموضوع كله حلمًا، لا حقيقة له، وتم حل الموضوع، بحمد الله..
إن غالبية الأطفال دون الخامسة لا يفرقون بين الواقع والخيال، وبعض الأطفال في الصفوف المبكرة في المرحلة الابتدائية كذلك يخلطون بين الواقع والخيال ولهذا يجب على الآباء أن يدركوا هذا الموضوع ولا يتسرعوا في الحكم على الأشياء قبل التثبت والتأكد.
إن هذا النوع من الكذب يسمى (الكذب الخيالي)، وهو كذب مؤقت يزول مع تقدم الطفل في العمر.
لكن ينبغي على الوالدين أن يبينا للطفل الفرق بين الواقع والخيال، وأن هذا الذي يدعيه الطفل إنما هو تخيل.. ليس ذلك في كل الأمور طبعًا، فليسمحا له ببعض التخيل، مدركين أن هذه مرحلة، وسوف تمر بسلام إن شاء الله.
* الكذب الدفاعي *
هذا النوع من الكذب شائع بين الأطفال عمومًا، وهو كذب لدفع العقاب والأذى، فإذا كسر الطفل شيئًا مهمًا فلابد أنه سينكر هذا الفعل، لدفع الأذى والعقاب عنه، خصوصًا إذا كان الوالد يسرف في عقاب الطفل.
فالوعيد الشديد والعقاب المبالغ فيه سيؤديان هنا لمزيد من الكذب والإنكار، وحتى نعود الطفل على الصراحة وقول الحقيقة، ينبغي أن نراعي ظروفه، وقدراته، ونلتمس له العذر في كثير من الأحيان، ولا نعاقبه كما نفعل مع الكبار الذين يفهمون ويعقلون ويدركون.
وحتى لا يكبر هذا النوع من الكذب الدفاعي مع كبر الطفل، ينبغي علينا أن نتعامل مع الطفل بنوع من الحكمة، ونشجعه على قول الحقيقة، ولا نكثر من التهديد والوعيد.
* الكذب الانتقامي*
وينشأ هذا النوع من الكذب لدى الأطفال نتيجة لشعور الطفل بالرغبة في الانتقام من أحد الزملاء، والذي ربما يكون قد تسبب له في الأذى، ولم يستطع هو الدفاع عن نفسه، فيتهم ذلك الطفل بعمل ما شنيع لينال عقابًا رادعًا.
أو يحدث نتيجة للغيرة من ذلك الطفل لسبب ما، وكثيرًا ما يلجأ الأطفال لمثل هذا النوع من الكذب، حتى على الأشياء البسيطة والتافهة.
إن الرغبة في الانتقام لدى الأطفال تكون قوية وجامحة وذلك لأنهم ينفعلون بقوة وبسرعة، وإن كانوا يهدأون بسرعة، وينسون بسرعة، إن الكذب الانتقامي عادة ما يستمر لدى الأطفال في سنواتهم المبكرة، لكن المشكلة الحقيقية هي أن بعض الآباء والأمهات قد يساعد في تفاقم هذه المشكلة وليس في دحرها والقضاء عليها.
وذلك بأحد أمرين:
الأمر الأول: تفضيل أحد الأبناء على الآخر وإظهار ذلك في طريقة التعامل أمام الآخرين، مما يدفع إخوته للانتقام منه عن طريق حيلة الكذب وإدعاء ما لم يحدث منه، بغية أن يعاقبه الوالدان.
الأمر الثاني: أن بعض الآباء يصدق هذا الكذب، ويعاقب المدعي عليه بغير تحقيق في الأمر، مما يجعل الطفل الكاذب يكرر هذا الخطأ مرة ومرة، لأنه قد وجد نتيجة إيجابية من هذا الكذب، وعلى الوالدين أن يمتلكا الحس الذي يستطيعون به أن يفرقوا بين كذب الأطفال، وبين صدقهم، وهذا يأتي بالخبرة والفطنة، والملاحظة المستمرة للأطفال.
* الكذب لافتقاد القدوة *
الحقيقة أن هذا النوع من الكذب هو أخطر أنواع الكذب على الإطلاق، وفيه يكذب الطفل، ويتعلم الكذب لأنه يرى والديه أحدهما أو كلاهما يكذب.
ومهما تحدث الأب مع الابن عن خطورة الكذب، وحرمته، وقبحه، فإن ذلك لن يكون مقنعًا للإبن، إذا رأى والده يكذب.
لأن القدوة مهمة جدًا بالنسبة لكل من يقوم بعملية التربية، وللأطفال بصفة خاصة، ولهذا حث الإسلام على الصدق مع الأبناء، وبيّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن الكذب على الأبناء يحتسب كذبًا، ويُحاسب عليه المسلم.
قال عبدالله بن عامر : (أتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتنا وأنا صبي، قال: فذهبت لألعب، فقالت أمي: يا عبدالله تعالى أعطيك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وما أردت أن تعطيه؟) قالت: تمرًا، قال: (أما إنك لو لم تفعلي كُتبت عليك كذبة)([1]).
بعض الآباء يظن أن الطفل غبي، ولا يلاحظ ما يفعله الكبار، ولهذا يقوم بالكذب أحيانًا للتخلص من بعض المواقف المحرجة، ويظن أن الطفل لم يلاحظ هذا الكذب، والحقيقة أن الطفل أذكى مما نتصور، وهو شديد الملاحظة للكبار، ويستطيع أن يميز الشخصية التي أمامه.
كما يستطيع أن يبدي ملاحظاته حول السلوكيات التي يقوم بها الوالدان، وقد لا يصارح الطفل والديه بهذا الكلام، لكنه يضمره في نفسه، أو يحدث به إخوته الصغار، وربما أساتذته في المدرسة، إننا يجب أن ندرك آباء وأمهات أن الطفل يتعلم بالعادة كثيرًا من الأمور، وهو يقلد الوالدين، فإذا تعود الطفل عمل ما، أو صفة معينة، وترسخت هذه الصفة في نفسه، بمشاهدته ما يؤيد فعلها عند الوالدين، فإنه من الصعب أن يتخلص منها في المستقبل.
يقول جون ديوي –وهو من علماء التربية المعروفين-: (كل العادات تدفع إلى القيام بأنواع معينة من النشاط، وهي تكون النفس، وهي تحكم قيادة أفكارنا، فتحدد ما يظهر منها، وما يقوي، وما ينبغي أن يذهب من النور إلى الظلام)([2]).
(هل الكذب وراثي؟!)
ومن المشكلات التي تستعصي على الحل، اعتقاد بعض الآباء أن أبناءهم يكذبون بالوراثة، لأنهم هم يكذبون، وبالتالي فإن الأبناء ينشأون كذابون، هكذا بالوراثة، ولهذا فهم يستسلمون لهذه المشكلة، ولا يفكرون في علاجها..
وهذا الاعتقاد خاطئ، إذ أن العادات والسلوكيات مكتسبة، ولا تتحكم فيها الجينات الوراثية.
والصدق والكذب، والبخل والكرم، والجبن والشجاعة، وغير ذلك من الصفات، أمر مكتسب، تتحكم فيه ظروف البيئة، وطريقة التربية.
ولا يولد طفل كذاب بالفطرة، ولا سارق بالفطرة، بل الفطرة هي الإسلام وهي الخلق الحسن.
يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كل مولود يولد على الفطرة، وأبواه ينصرانه، أو يهودانه، أو يمجسانه)([3]).
(وقد يلحق الأطفال أذى خطير بسبب المبالغة التي لا مبرر لها فيما يمكن أن تؤدي إليه الوراثة، إذا إغفلنا ما ينبغي من حيطة لابد منها في هذا الشأن.
نظرًا لمعرفتنا المحدودة عن هذا الموضوع، ذلك لأن الوالد أو المعلم إذا لم يلمس في سلوك الطفل سوى صورة لإحدى الخصائص التي كان يتميز بها واحد أو أكثر من أسلافه، تعرض بذلك لإغفال العوامل المباشرة التي أدت إلى نشوء هذه الخاصية، لهذا يُعتبر الإيمان التام بالوراثة أمرًا يدفع إلى اليأس والخيبة، بدلاً من دفعه إلى محاولة إصلاح الأخطاء وتقويمها.
هذا اضافة إلى أن موقف الوالد القلق أو المعلم الخانق كفيل بأن يزيد الآثار التي تؤذي شخصية الطفل، بالإضافة إلى العوامل التي تكون فيها من قبل)([4]).
هذا ويؤكد علماء النفس أن السلوك والعادات والأخلاق كلها أمور مكتسبة ولا دخل للوراثة فيها من قريب أو بعيد (فالسلوك الشاذ سلوك متعلم ومكتسب وليس وراثيًا، وليس ناتجًا عن خلل في وظائف غدد الفرد)([5]).








([1]) رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (1319).
([2]) (مشكلات الأطفال اليومية) د/ دجلاس توم، ترجمة د/اسحق رمزي: دار المعارف، مصر، 1958م عن: John Deweys Human Nature. Pp (24- 25) new yor.
([3]) الحديث متفق عليه.
([4]) المصدر السابق. Bernard Clueck, Hygien vol 8, no 3.
([5]) (علم النفس في الحياة المعاصرة) د/عبدالرحمن عيسوي: دار المعارف، بدون ؟؟؟

الاثنين، 5 ديسمبر 2016

السيطرة على الذات

السيطرة على الذات

بقلم: عادل فتحي عبدالله 

كلمة السر في السيطرة على الذات هي الإرادة. قوة الإرادة هي أكبر عامل من عوامل النجاح في الحياة، ولا يوجد شخص ناجح إلا ولديه إرادة قوية، وعزيمة لا تلين، وهذه هي كلمة السر.

ويمكن تلخيص هذه الإرادة في قول معجز، وموجز في نفس الوقت، وهو الحديث النبوي الشريف، الذي يقول (استعن بالله، ولا تعجز).
إن الإرادة القوية، والعزيمة الجبارة، تحتاج إلى أن يستعين صاحبها بالله تعالى، وأن يعتمد عليه، ويتوكل عليه.

إن إحساس الفرد، وشعوره بوجود قوة عظمى، أعظم من كل شيء يتخيله، وقادرة على كل شيء، لا يعجزها شيء في الأرض ولا في السماء، تقول للشيء كن فيكون.
وهي قدرة الله تعالى، إحساس الفرد بوجود هذه القدرة، والتوكل عليها، والاعتصام بها، يمنحه أكبر قوة دافعة في هذا العالم، قوة لا تضاهيها قوة، وهي قوة الدفع الربانية، أو ما نسميها قوة الدفع الإيمانية.

وكلمة (استعن بالله) ليس المقصود منها فقط أن يقول الشخص استعنت بالله، فقط باللسان، فما أيسر هذا الأمر، لكنها تعني فيما تعني، أن يكون الشخص مؤمناً واثقاً بربه، وبقدرته اللامحدودة.

وفي ذات الوقت واثقاً بنفسه، وبالقوة الربانية التي يمنحه الله إياها، وبأنه قادر غير عاجز، وبأن لديه الإرادة لفعل ما يريد، وأن الكسل والدعة إنما هما من الإنسان نفسه، وليس بسبب أي شيء آخر،
 ويستطيع هو بنفسه أن يتغلب على الكسل إن أراد ذلك، وإن استعان بالله حق الاستعانة، وتوكل عليه حق التوكل، التوكل وليس التواكل.
فالتوكل يعني الأخذ بالأسباب، وبذل أقصى ما في وسع الإنسان، أما التواكل فيعني الكسل والاعتماد على ما قد يأتي من الخارج بدون بذل المجهود المناسب للعمل.
وقديماً قالوا: «إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة».

مليونير منذ الصغر
"فاقد الإرادة هو أشقى البشر"   أرسطو

عبد الرحمن بن عوف رجل بسيط، لكن عقله كبير، وإرادته حديدية، وطموحه لا حدود له. رجل يعمل لدنياه كما يعمل لآخرته، فهو رجل بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
هاجر عبد الرحمن بن عوف من مكة إلى المدينة مع المسلمين الأوائل من المهاجرين، هاجر وليس معه ديناراً واحداً، كان صفر اليدين.
وحين قدم المدينة، وكانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وقع نصيبه مع سعد بن الربيع، فعرض عليه سعد أن يقتسم معه أمواله.
لكن عبد الرحمن رجل عفيف النفس، لا تسمح له نفسه أن يأخذ شيئا دون تعب وكد وعرق، فقال لسعد: دلني على السوق، فدله سعد على السوق، وكان عبد الرحمن تاجراً، يعرف كيف يشتري ويبيع، فاشترى وباع، واشتغل بالتجارة من يومها.

وخلال ثلاثين عاماً تقريباً استطاع عبد الرحمن بن عوف أن يكون من كبار التجار في جزيرة العرب، بل لا نبالغ إذا قلنا أنه أصبح مليونيراً، في وقت لم يكن فيه مثله كثير..
وفي زمن لا يعرف هذه المسميات (المليونير والملياردير...) ومات بن عوف عن عمر يناهز (75 سنة). يعني كون ثروته تلك من عمر الخامسة والأربعين تقريباً إلى تلك السن العجوز.. فهزم بذلك الشيخوخة والكهولة.

مات عبد الرحمن بن عوف، وخلف وراءه ألف بعير، وثلاثة آلاف شاه، ومائة فرس..
وكان متزوجاً أربعة من النساء، فترك ميراث لكل واحدة منهن 100 ألف دينار، يعني 400 ألف دينار، ومن المعروف أن ميراث الزوجة عند وجود الولد (1/8 التركة) يعني ترك ثروة تقدر بحوالي 400000 x 8 = 3200000 دينار، ثلاثة ملايين ومائتي ألف دينار.
وهي ثروة هائلة في ذلك الزمان، عام 32 هجرية، هذا الزمان الذي باع فيه إعرابياً كنزاً من ذهب بمبلغ ألف دينار، فقال له الناس: إنه يساوي أكثر من ذلك، قال: (والله لا أعرف بعد الألف عدداً!!)

في هذا الزمان استطاع عبد الرحمن بن عوف بتوفيق الله ثم بجده وتعبه وتقواه وورعه أن يكون مثل هذه الثروة الهائلة، من غير سرقة، ولا استغلال نفوذ، ولا غير ذلك من الأساليب الملتوية.

وهذا هو سر البركة في المال، وفي الرزق.
وقد يتخيل البعض أن عبد الرحمن بن عوف لكي يكون مثل هذه الثروة الهائلة انقطع للعمل، وودع كل ما يشغله عن التجارة، وكون الدينار فوق الدينار، والدرهم فوق الدرهم..

الحقيقة التاريخية الثابتة أن عبد الرحمن بن عوف كان من أكثر المتصدقين على الفقراء، والمساكين، وأنه ذات مرة تبرع للفقراء بقافلة كاملة تقدر بسبعمائة بعير محملة بكل الخيرات، ليس هذا فحسب، بل إنه جهز جيشاً بكامله للغزو في سبيل الله، فقد حمل ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله.
وقد يتصور البعض أن ابن عوف، اكتفى بالتصدق من ماله، ولم يخرج للجهاد بنفسه، وللتضحية بحياته في سبيل الله ونصرة الحق.
وهذا كله غير صحيح، فقد شهد بن عوف الغزوات كلها ولم يتخلف عن واحدة منها، وقاتل قتال الأبطال المغاوير، وأصيب يوم أحد بنيف وعشرين جرحاً، وأصيب في فمه وسقطت ثنيته، فأصبح أهتماً.

أي عزيمة تلك الجبارة، التي كانت لدى عبد الرحمن بن عوف، وأي حياة تلك التي كان يحياها، بين الجهاد والتجارة والصدقات، حقاً لقد استحق أن يكون أحد العشرة المبشرين بالجنة.
كل واحد منا لديه الكثير والكثير من الطاقات الهائلة، والقدرات الجبارة، لكنه لا يحسن استغلالها، ولا الاستفادة منها بحق.
يرى كثير من العلماء أن الإنسان لا يستخدم سوى 10 % فقط من قدراته العقلية، في حين يختلف آخرون مع هذه الرؤية، لكن الحقيقة التي نراها نحن جميعاً أن هناك أناس لا يستخدمون عقولهم مطلقاً، ولا يستفيدون ولو بجزء يسير من الطاقات الهائلة التي وهبهم الله إياها.

من المعلوم أن الجهاز العصبي للإنسان يحتوي على 100 ألف مليون خلية (مائة مليار خلية عصبية)، ويرى البعض أن الإنسان لو استغل 40 % من قدراته العقلية لكان في استطاعته أن يتكلم 7 لغات بطلاقة، وأن يحفظ 100 ألف مجلد عن ظهر قلب، إن لدينا الكثير والكثير. لكننا نحن لا نهتم!!
لكن باستطاعتك فعل الكثير، وتحقيق الكثير من أمنياتك وأكثر، فقط إذا كانت لديك الإرادة الفاعلة وإذا تخلصت من الكسل.


مظاهر نمو الطفل فى السنوات الخمس الأولى

مظاهر نمو الطفل  فى  السنوات الخمس الأولى

بقلم: عادل فتحي عبدالله
يلخص لنا جيزل هذه المظاهر فيما يلى:-
1-   فى السنة الأولى: يتمكن الطفل فى الربع الأول منها من السيطرة على العضلات التى تتحكم فى حركة العينين، بينما يتمكن فى الربع الثانى من السيطرة على العضلات التى تتحكم فى الرأس، كما يتمكن من تحريك ذراعيه ويحاول مد يديه للمس فخذيه.
 ويسيطر فى الربع الثالث من هذه السنة على حركة الجذع واليدين، فيلمس ويقبض على الأشياء بيديه، ويتمكن من نقل الأشياء من يد إلى يد.

 ويتمكن فى الربع الأخير من السنة الأولى من السيطرة على حركة ساقيه وقدميه وحركة الإبهام والسبابة. ويتمكن من جذب الأشياء ودفعها. ويتمكن كذلك من الوقوف منتصبًا.

2-   فى السنة الثانية: يتمكن الطفل فى هذه السنة من المشى والجرى. كما يستعمل كلمات وجملاً بسيطة، ويتمكن كذلك من السيطرة على حركة المعدة والمثانة ويبدأ فى تكوين فكرة عن نفسه وعن ذاته.

3-   فى السنة الثالثة: يتمكن الطفل فى هذه السنة من التعبير عن نفسه فى جمل مفيدة. ويبدى استعداد الفهم للبيئة المحيطة به والاستجابة لمطالب الكبار والمحيطين به، ولا يصبح بعد ذلك مجرد طفل صغير.
4-   فى السنة الرابعة: يسأل الطفل فى هذه السنة من عمره أسئلة كثيرة ويمكنه إدراك التجانس، ويصل إلى مرحلة من التفكير، يتمكن فيها من التعميم كما يتمكن من الاعتماد على نفسه فى العمليات الروتينية اليومية.

5-   فى السنة الخامسة: يتم نضجه الحركى فيقفز ويتزحلق ويتحدث حديثًا خاليًا من لكنة الأطفال، كما يجد نوعًا من الكبرياء فى ملبسه ومظهره وما يقوم به من أفعال.
 كما يكتسب ثقة فى نفسه ويصبح مواطنًا صغيرًا فى عالمه الخاص. 
ويتلخص التسلسل فى النمو فى هذه النواحى كما وجدته فيما يلى:
يأتى ضبط حركات للعينين أولاً فى الأسابيع الأولى، يلى ذلك ضبط عضلات الوجه الخاصة بالضحك وعضلات الرقبة التى تساعد على رفع الرأس وتلفتها، ويتمكن الطفل فى الشهر الأول من رفع رأسه وهو منبطح على بطنه.
 ثم تسرى عملية الضبط الحركى تدريجيًا هابطة على الذارعين والمنطقة العليا من الجذع، فيتمكن فى الشهر الثانى من الاتكاء على ذراعيه وهو منبطح على بطنه ويرفع صدره ورأسه.
وإذا ما نام على ظهره فى الشهر الثالث رفع ذراعيه محاولاً الإمساك بأى شيء، يتدلى أمام ناظريه، دون أن يتمكن.

 ويسرى الضبط الحركى إلى الجزء الأسفل من الجذع بعد ذلك، فيتمكن الطفل من الجلوس بمساعدة مستندًا على ذراعى الأم فى الشهر الرابع.
غير أنه لا يتمكن من الجلوس دون مساعدة إلا فى الشهر السابع.
ويتمكن فى الشهر الخامس من القبض على فنجان أو دمية بيديه معًا وهو جالس،
ويتمكن من التحكم فى قف سبابته وإبهامه فى الشهر السابع حين يتمكن من الجلوس وحده، ويمكنه بذلك أن يمسك بقبضته الأشياء الصغيرة وحده.
ثم تسرى عملية الضبط الحركى إلى أسفل الساقين، فيتمكن فى الشهر الثامن من الوقوف بمساعدة، وفى الشهر التاسع من الوقوف مستندًا على قطع الأثاث، وفى الشهر العاشر من الزحف خلفًا أو بعد التمرين فترة على حركات تشبه حركات السياحة، ثم يزحف بعد ذلك أمامًا.
ويمشى فى الشهر الحادى عشر بمساعدة الآخرين، ويزحف فى الشهر الثالث عشر صاعدًا سلم المنزل، ثم يقف ويمشى وحده فى الشهر الرابع عشر والشهر الخامس عشر.
بعض العوامل التي تؤثر في النمو الحركي
أ‌-       حالة الطفل الصحية وحيويته، فالأطفال الذين يتعرضون للأمراض والضعف العام، يكون نموهم الحركي بطيئاً، فنقص الكالسيوم والحديد، مثلاً يبطئ نمو العظام.
ب‌-      أثبتت بعض الدراسات أن هناك علاقة بين ما يتعرض له الأطفال أثناء الحمل، وفي أثناء الولادة وبين النمو الحركي من مشي واستخدام الأيدي في القبض على الأشياء والولادة.
جـ-   عدم تعرض الطفل للاضطرابات والقلق النفسي له أثره على النمو الحركي.
د‌-     دور البيئة والظروف التي تحيط بالطفل في تنمية النمو الحركي، فتشجيع الآباء والمعلمين ودور الحضانة على نشاط الطفل وحركته له تأثير في النمو الحركي، ولعل من الوسائل الجيدة في نمو الطفل، أن تترك له الحرية وعدم التعجل في اجباره على المشي، وما يجب علينا هو فقط مساعدته، وعدم وضع القيود على حركته ونشاطه، وذلك بتشجيعه، كما يجب ترك حرية اللعب له مع من يريد، وكيفما يشاء. 



Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More