Featured Video

الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

فن التواصل مع الآخرين(3)

فن التواصل مع الآخرين(3)


شروط نجاح الاتصال
1ـ وجود رغبة وحافز لدى المرسل وهذا يستدعي أن يكون له هدف واضح.
2ـ تحديد صيغة الرسالة ولا بد أثناء ذلك من توقع رد فعل المستقبل:والرسالة الناجحة هي التي تجيب على خمس أسئلة:
أـ ماذا أريد من هذه الرسالة ؟    
ب ـ متى أريد ذلك ؟.
ج ـ أين أريده ؟                              
د ـ كيف أريد أن يتحقق ؟                  
ه ـ لماذا أنا أريده ؟.
3ـ إنجاز الرسالة فعلاً وتنفيذها على أرض الواقع.
4ـ استقبال المرسل إليه لرسالتك.
5ـ رد فعل 'المستقبل أو المرسل إليه تجاه رسالتك وهو الهدف الذي تسعى لبلوغه والوصول إليه.



إذن تستخلص مما مضى أن الاتصال حتى يكون ناجحًا لا بد من ركنين أساسين:
1ـ إقامة علاقات قوية مع الآخرين والتوافق معهم.
2ـ نقل المعلومات والأفكار إلى الآخرين والتأثير فيهم بما تريد.


الصفات التي يجب ان تتوافر فى الشخص حتى يكون الاتصال ناجح :
قبل الالتحاق بأي شركة أو مؤسسة لا بد أن يكون لديك صفات تؤهلك للالتحاق بها.
وفي هذا المقال نذكر لك مجموعة من الصفات تؤهلك لتكون ممتازًا في عملية الاتصال مع الآخرين، وكلما تحققت هذه الصفات في نفسك بصورة أكبر كلما كنت أنجح في الاتصال مع الآخرين.

الصفة الأولى/ الصدق والأمانة :-
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغًا في قومه بالصادق الأمين والصفة الأساسية التي تصف بها أي نبي ورسول هي الصدق والأمانة.
بل روي الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا على الخيانة والكذب'.
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم، قيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم. قيل له: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: لا.
لماذا بدأنا أول الصفات المؤهلة بالصدق والأمانة؟
إن الصدق والأمانة بمثابة الأساس الذي سنؤسس عليه عملية الاتصال مع الآخرين بأكملها، ومنذ الآن إلى نهاية هذا الباب تذكر دائمًا الصدق والأمانة، وأن أي شيء ستفعله في اتصالك مع الناس عليك بداية أن تكون صادقًا معهم أمينًا لهم.
فحينما نتكلم عن التقدير مثلاً تقديرك للشخص الآخر عليك أن تكون صادقًا في تقديرك له وفي الصفات الحميدة فيه، لا كما يظن البعض أن التقدير يعني عبارات مدح جوفاء وتملق ليس له علاقة بالحقيقة. وكذلك كن أمينًا في تقديرك تقدر الشخص وتثني عليه بما ينفعه ويعطيه الثقة في نفسه، فلا تسرف مثلاً في الثناء والمدح حتى يصاب الشخص بالعجب والغرور.
يقول د يل كارينجي 'فما الفرق إذن بين التقدير والتملق؟
الأمر بسيط الأول نقي خالص والآخر يصدر عن اللسان، الأول مجرد من الأنانية، والثاني قطعة من الأنانية، الأول مرغوب فيه من الجميع، والآخر مغضوب عليه من الجميع.


الصفة الثانية/ العدل:-
العدل مأخوذ من العِدلة وهي إحدى شقى حمل البعير، فالعدالة هي تعادل شقى حمل البعير وتوازنها. لذا فالعادل هو الذي عدل في حكمه وسوى بين طرفي القضية.
وقد جاء الأمر بالعدل في آيات كثيرة في كتاب الله وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل:90]. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} [النساء:135].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا'.
فحتى تنفذ أمر الله وتفوز بمنابر من نور عليك أن تحقق العدل في اتصالك مع الناس.
وكما ذكرنا فإن العدل موازنة بين طرفين وهكذا فإن اتصالك مع الناس يجب أن يكون متوازنًا بين طرفين وهما:
طرف السلبية   ×      طرف العدوانية
فالشخص السلبي هو: الذي يقسم نفسه على أنها أقل أهمية من الآخرين ويتنازلوا عن حقوقهم وأرائهم ومشاعرهم دائمًا أمام حقوق الآخرين.
أما الشخص العدواني فهو على العكس تمامًا فهو يقيم نفسه على أنها أكثير أهمية من الآخرين ودائمًا ما يستبد برأيه وحقوقه ومشاعره على حساب حقوق الآخرين.
أما الشخص العادل فهو: أن تدرك أن احتياجاتك وحقوقك وأرائك ومشارعك ليست أقل أو أكثر أهمية من تلك التي تخص الآخرين، وأنها تتساوى معها في الأهمية، ولذا ففي ظلال العدل فأنت تطالب بحقوقك واحتياجاتك وتعبر عن آرائك ومشارعك في قوة ووضوح وفي الوقت ذاته تحرتم وجهة نظر الآخرين وتستمع إليها وتتقبلها.
وهذا يضمن لك أنك لن تخرج من المواقف وأنت تشعر بعدم الارتياح من نفسك أو تترك الآخرين يشعرون بعدم الارتياح.
حتى تحقق العدل في تعاملك مع الناس اتبع الخطوات الآتية:

1ـ قرر ما تريد.
2ـ وضح هذا بصورة واضحة.
3ـ فكر في أكبر عدد ممكن من طرق التعبير عن قرارك على قدر استطاعتك.
4ـ أنصت إلى الآخرين واحترم أرائهم.
5ـ تقبل النقد من الآخرين وناقشه، وعند انتقادهم انتقد أعمالهم لا شخصيتهم.
6ـ لا تتردد في قول 'لا' إذا ما احتجت إليها.

ـ الإمام علي رضي الله عنه يضرب لنا مثالاً في العدل:
فقد سقط منه درعه في معركة صفين فبينما يمشي في سوق الكوفة يمر أمام يهودي يعرض درعه للبيع فقال لليهودي هذه درعي [يعبرعن حقوقه في قوة ووضوح] فقال اليهودي بل هي درعي وأمامك القضاء [يعبرعن حقه أيضًا] فيذهب الإمام علي للقاضي شريح ويقف هو واليهودي أمام شريح القاضي.
فقال شريح: البينة على من ادعى. فقال علي: إن الدرع درعي وعلامتها كيت وكيت. وهذا الحسن بن علي شاهدي على ذلك [يستخدم أكبر قدر من طرق التعبيرعن رأيه] فيقول شريح يا أمير المؤمنين إني أعلم أنك صادق ولكن ليس عندك بينة وشهادة الحسن لا تنفعك لأنه ابنك وقد حكمنا بالدرع لليهودي [يحترم الإمام علي النقد ويقدر وجهة نظر الآخرين]. ومن خلال هذا الموقف الرائع في العدل وفي الاتصال الصحيح يدرك اليهودي أن هذا هو دين الحق فيقول: 'والله إن هذا الدين الذي تحتكمون إليه لهو الحق الناموس الذي أنزل على موسى وأنه لدين حق ألا إن الدرع درع أمير المؤمنين، وأني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

منقول من بحث(فن التواصل مع الآخرين) إعداد:هشام  أبو القمبز


من أنواع التماسك النصي(الحلقة الرابعة)

من أنواع التماسك النصي(الحلقة الرابعة)


أ. م مراد حميد عبد الله
جامعة البصرة – كلية الآداب – قسم اللغه العربية

والتماسك بدوره لا يتحقق إلا إذا تحقق التناسب اللفظي وإلا (( فالتناسق يعني تتابع الألفاظ وتداعيها وتولد اللفظة من غيرها بحكم ما تملكه من حس قوي يمس ملكة الفن والذوق وتحث فيه تجاوباً عميقاً)) (29).
وهذا الوجود الحسي لتركيب الخطاب شرط أساسي في برمجة تواصل الخطاب وارتداده من الباث إلى المتلقي وبالعكس، فالتكرار يقوم أساساً

على الاتساق الكلامي بين وحدات الكلام وفي الوقت نفسه تجده ينظم دلالة هذه الوحدات عبر توزيعها الأفقي، فالترابط الشكلي(Formal Structure) وعدم تفكك المعنى هما الركنان الأساسيان اللذان يحكمان تماسك النص في الخطاب، وهما وحدهما المسؤولان عن وحدة هذا النظام أو ذاك، والمحلل الدلالي(Semantic Analyze) يسلك طريقاً خطياً من بداية الخطاب إلى نهايته راصداً كل الظواهر التي تساعد في تهيئة الاتساق من حيث الإحالات والإشارات القبلية والبعدية وكل ذلك وصولاً إلى نص يشكل كلاً واحداً(30)، وأما سبب اختيارنا للتكرار ركناً أساسيا من أركان التماسك فيرجع إلى أن ((إعادة ذكر لفظ أو عبارة أو جملة أو فقرة باللفظ نفسه أو بالترادف يهدف إلى تدعيم التماسك النصي وكذلك يوظف التكرار من اجل تحقيق العلاقة المتبادلة بين العناصر المكونة للنص)) (31).
     والتكرار ((زيادة على كونه يؤدي وظائف دلالية معينة فانه يؤدي كذلك إلى تحقيق التماسك النصي وذلك عن طريق امتداد عنصر ما من بداية   النص حتى آخره ... وهذا الامتداد يربط بين عناصر هذا النص بالتأكيد مع مساعدة عوامل التماسك الأخرى)) (32) ، فمن ذلك يمكن أن يحدد المتلقي طبيعة النص الدلالية ((لأن مفهوم التماسك ينتمي إلى مجال الفهم والتفسير الذي يضيفه القارئ على النص ونتيجة لأن تأويل النص من جانب القارئ لا يعتمد فحسب على استرجاع البيانات الدلالية التي يتضمنها هذا النص، بل يقتضي أيضا إدخال عناصر القراءة التي يملكها المتلقي ... كما أن العلاقات التي تقوم بين الجمل أو العبارات في متتالية نصية يمكن أن ترتكز على الدلالات وهي العلاقات الداخلية أو على الروابط بين العناصر المشار إليها أو المدلول عليها في الخارج)) (33)، وعليه فلا نعجب أبدا من كون المعاني والدلالات الواردة في الخطاب القرآني مكررة بشكل فني لتعدد السياقات لأن في هذا التكرار التماسكي إشارة واضحة إلى الحقائق العقلية والمنطقية، وهذه الإشارة هي ضرورة تعليمية تظهر لنا حين نعلم أن الإنسان في فكره وعمله لا يتأثر التأثر المطلوب بالحوار العقلي والحجة المنطقية من أول مرة، بل يحتاج إلى تحويل ما يوجه إليه من الفكر من ميدان الشعور إلى ميدان اللاشعور إذ يصبح هذا الفكر ممتزجاً بأعماق الروح(34)، فنحس عندها بأهمية التكرار كونه لبنة من لبنات تماسك عناصر الخطاب من حيث تجاذب الأفكار ودلالاتها على عظم الأمر المكرر فضلاً عن تأثيره النفسي على المتلقي من حيث توجيه الإنسان إلى الالتزام عبر تهيئة النفس في المرة الأولى والتأكيد عليها في الأخرى،

فالمتكلم يذكر عدة جمل متتالية، وبعد استرساله بالحديث يكاد المستمع أن يصل إلى نسيان ما قيل في أوله نجد المتكلم يعيد بعضاً مما قاله أولاً، يقول الزركشي: ((إذا طال الكلام وخشي تناسي الأول أُعيد ثانيا تطرية له وتجديد لعهده)) (35).
     فالقرآن الكريم اهتم بالجانب الفني و التناسقي مثلما اهتم بالجانب الدلالي فإلى جانب إعلام المخاطب بالقضايا الدينية والتشريعية وغيرها نجده يوظف عنصراً لا يقل أهمية، فقد اهتم بـ((الإثارة والتأثير وتحريك منبهات النفس واهتم بكل مظاهر التناسق بأسلوب العرض ليبرز في جماله الفني الرائع وليأخذ طريقه إلى النفس بطواعية النفس وانفتاحها، وأسلوب العرض في القرآن يأخذ أشكالاً متعددة لا حباً في التعدد بل تبعاً للموضوع)) (36)
     نجد في قصة النبي موسى (u)–على سبيل المثال لا الحصر- ان معاني القصة ترد مكررة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، ويعود ذلك إلى تركيز القرآن الكريم على الدلالات الإيحائية من اجل إبعاد شبح الملل وجعل المحادثة الواحدة تصور بعدة طرق مختلفة،
فتكرار ذكر النعيم مرات متعددة متباعدة في آيات الخطاب القرآني الموجه إلى بني إسرائيل ساهم في تدوير ذهنية المتلقي لكي لا ينسى شيئاً من ذلك، فنجد هذا واضحاً ومنتشراً بين عدة مواضع من الخطاب منذ بداية  خطابه –I- لهم في سورة البقرة إذ قال: ) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ( )البقرة: 40(، فيكرر هذا التركيب بالجملة في موقع لاحق وباللفظ نفسه بعد عدة آيات(37)، في حين نجده يذكر تفصيل هذه النعم وذكر نقضهم للمواثيق وسرد أحوال أممهم ثم يعيد هذا التركيب نفسه، فجاء التكرار بعد هذه المسافة الخطية الطويلة تذكيراً للسامع وبعثاً للحياة عبر جملة التذكير بالنعم مرة أخرى(38) بعد أن تناسوها ((وقيل سبب التكرير أن Q لما ذكر التوراة وفيها الدلالة على شأن النبي عيسى(u) والنبي محمد(r) في النبوة والبشارة بهما ذكرهم نعمته عليهم بذلك وما فضلهم...فكل تفريع جاء بعد تفريع فإنما هو موصول بتذكير نعمة غير الأولى، وثالثة غير الثانية))(39)، فـQ سبحانه وتعالى استمر بتذكيرهم بنعمته عليهم لكن لم تكن النعم التي يذكرها واحدة بل تزداد في كل مرة ولكن استعمل الصيغة نفسها للتذكير بتلك الدلالة على أن النعم كلها لله سبحانه، فهذا التذكير شمل تذكير أسلافهم بما منه سبحانه على آبائهم، لأن ما أنعم Q سبحانه على أجدادهم كأنه أنعم عليهم فجاء تكرار صيغة التذكير في قوله تعالى) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ

اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ( )البقرة:47( تأكيداً للسابق وتمهيداً للاحق(40)، فكان لتكرار هذه الآية وظيفة الربط بين ما تقدم من ذكر النعم وما يليها إعلاماً منه بإن النعم مستمرة عليهم، فجاء التذكير الأول مجملاً ثم تبعه التذكير الثاني مفصَّلاً((وبعد هذا عاد إلى التذكير بالنعمة بنوع من التفصيل فإن النعمة في الآية الأولى مجملة، والإجمال ينبه الفكر إلى الذكر في الجملة، فإذا تلاه التفصيل والبيان كان على استعداد تام لكمال الفهم فيكون التذكير أتم، والتأثر أقوى والشكر على النعمة أرجى)) (41).
      في حين جاء التكرار الثالث في قوله تعالى) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ( )البقرة:122( من السورة نفسها، فكان لهذا التكرار البعيد المسافة دليل ملموس على (( أنه لما باعد بين الكلامين حسن التنبه والتذكر والإعادة والتكرير إبلاغاً للحجة وتأكيداً للتذكرة)) (42) فكان لهذا التكرار حجة على بني إسرائيل في تدوير الخطاب عليهم وجعله كأنه قطعة واحدة لا تكاد تخلو من التذكير لهم بالنعم التي أنعمها عليهم، فالتكرار
ـ إذن ـ يدعو إلى دعم التماسك النصي للخطاب من اجل تحقيق العلاقة المتبادلة بين العناصر المكونة له(43) ، فالتذكير لم يقتصر على خطاب Q سبحانه وتعالى لبني إسرائيل بل شمل أيضا تذكير النبي موسى(u) لقومه، فقال تعالى على لسان موسى: ) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ( ) المائدة: 20( فنجد أن هذا التكرار أسهم بشكل فعَّال في تنبيه قوم بني إسرائيل على عظم هذه النعم والمراد بهذه النعم ((مجموع النعم التي أنعم Q بها عليهم وحباهم بها)) (44).
          واستمرت صيغة التذكير في الدوران فخاطب Q سبحانه وتعالى نبيه عيسى (u) مذكراً إياه بما أنعم عليه وعلى والدته، فقال تعالى:) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ  بِالْبَيِّنَاتِ  فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ( )المائدة110( ((اللافت للانتباه في تعامل المفسرين مع التكرير هو أنهم لم يكتفوا بتتبعه كوسيلة بها ترتبط أجزاء الخطاب بعضها ببعض بل اعتنوا إضافة إلى ذلك بدلالتها)) (4
عن مجلة ذي قار العدد 5 - حزيران 2010

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More