Featured Video

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

التحكم في الذات


من معالم التحكم في الذات

بقلم: عادل فتحي عبدالله

كن نفسك، ولا تكن أحداً آخر
(ليس أتعس من الشخص الذي يتوق إلى أن يكون شخصاً آخر غير الذي يؤهله له كيانه الجسماني والعقلي)     أنجلو باتري

لا يظن أحد أن المطلوب  منه لكي يسيطر على نفسه، ويتحكم في تصرفاته، أن يحاول تغيير شخصيته ليصبح مثلا فلان أو غيره من الناجحين، فهذا ليس هو المقصود مطلقاً، كلا وألف كلا، إن محاولة التشبه بشخص -إن نجحت- فهي في أقصى درجاتها توجد شخصية ممسوخة، وصورة مشوهة لشخصية أخرى.

لقد خلقنا الله تعالى مختلفين، وهذا الأمر ذو حكمة بالغة، قال تعالى:

(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119 (سورة هود

 فلا يوجد اثنان في هذا العالم متشابهان تماماً، كلا لابد من فروق بين هذه الملايين من البشر، وهي فروق قد تبدو بسيطة، لكنها في حقيقة الأمر فروق جوهرية.

حينما تشاهد مثلاً ممثلاً أو فناناً مبتدئاً يقلد في طريقة تمثيله ممثلاً مشهوراً، من القدماء، الذين تحبهم، وتحب طريقة تمثيلهم، فإنك في نهاية الأمر تقول إنه يحاول تقليد فلان. لكنك لن تقتنع به كممثل مقنع بما يقوم به من أدوار.. غاية ما في الأمر إنه صورة من فلان...

لكن الممثل الذي يقوم بدوره بطريقته هو المميزة له عن غيره من بقية الممثلين، والذي لا يحاول تقليد فلان أو فلان، هذا الممثل حقيقة إن كانت لديه موهبة حقيقية فإنه يبهرك بطريقته في الأداء.

وتبذل كثير من الزوجات جهوداً مضنية في محاولة تغيير أزواجهن، وقد تستمر هذه الجهود سنوات وسنوات ابتغاء الوصول بأزواجهن لأن يكونوا مثل فلان أو فلان، وعادة ما تبوء هذه المحاولات بالفشل.

يجب أن نقتنع جميعاً بأن لكل واحد منا شخصيته المستقلة، التي تتميز بمميزات لا يتميز بها الآخرون، قد يكون فيها عيوب، نعم، بلا شك، فليس هناك أحد منا ليس له عيوب، وإن عليه إصلاح تلك العيوب قدر الاستطاعة.

لكن يجب أن نفرق بين العيوب في الشخصية، وبين ما يميز شخصية عن غيرها، ولا يعتبر عيباً في تلك الشخصية. بل مجرد اختلاف!!

وهذه نقطة غاية في الأهمية، أذكر صديقاً كان ناجحاً في التجارة، وكان يعشق التجارة منذ صغره، وقد وفقه الله تعالى في تجارته، فكان لديه أكثر من محل، وهو لا يزال في العقد الرابع من العمر، ومع ذلك كان هذا الأمر لا يعجب زوجته، فكانت كثيراً ما تلح عليه أن يترك هذه التجارة التي هي من وجهة نظرها غير مربحة بالقدر الكافي، وأن يضع أمواله في (البورصة)، ليضارب بالأسهم، وكم مرة كان يقول لها: إنني لا أفهم في (البورصة)، ولا يروق لي هذا الأمر!

لكنها كانت ترد عليه بأن فلان كان لديه من المال أقل بكثير مما لديك ، لكنه الآن أغنى منك بكثير.. وظلت تلح عليه، حتى أنهى تجارته ووضع كل أمواله في البورصة.
والحقيقة أنه ربح من البورصة أموالاً طائلة، وظل كلما زادت ثروته اشترى أسهم أكثر وأكثر، حتى كانت الكارثة في منتصف التسعينات إذ خسر كل أمواله في البورصة دفعة واحدة.

 فأصيب بصدمة عنيفة، أودت بحياته، وندبت زوجته حظها في الحياة، وندمت حين لا ينفع الندم، لقد خسرت كل شيء، حتى خسرت زوجها.
لا مانع مطلقاً في أن يحاول المرء تطوير نفسه، وتغيير أفكاره إلى الأفضل، لكن احذر كل الحذر من محاولة تغيير نفسك لتشبه فلان أو فلان.

اعتز بنفسك وبشخصيتك واكتشف إمكانياتك، وطور أفكارك، وافعل ما تحب فعله، وانطلق على سجيتك، ولا تسمح لأحد أن يملي عليك أفكاره هو، أو يفرض عليك عمل لا ترغب فيه، أو لا تحبه، عندئذ، وعندئذ فقط ستجد نفسك، وستحقق النجاحات تلو النجاحات بإذن الله تعالى.


يقول (أنجلو باتري) المتخصص في التربية: (ليس أتعس من الشخص الذي يتوق إلى أن يكون شخصاً آخر غير الذي يؤهله له كيانه الجسماني والعقلي).

لقد كان صديقي أ.غ متفوقاً في دراسته، لكنه للحقيقة كان محباً للتجارة، وفي السنة الثانية من المرحلة الجامعية قرر فجأة أن يتفرغ للتجارة، ويترك الجامعة، ولقد نصحه أصدقاؤه كلهم-وكنت أحدهم- بأن يكمل العامين الباقيين من الكلية ويستمر في التجارة، لكن كان رأيه أن يترك الجامعة لأنه لن يستطيع الجمع بين التجارة والدراسة في آن واحد.

مع أنني كنت ساعتها من أشد المعارضين لهذه الفكرة، لكنه كان مقتنعاً تماماً بها، وعندما أمر عليه الآن في أفخم محلاته التجارية أجده مفعماً بالحيوية، والنشاط، مع أنه في نهاية العقد الخامس من العمر.

لقد كانت فكرته جيدة، وكان يتصرف وفق سجيته، لقد أصبح رجل أعمال، ولديه أسرة مستقرة، وهو بصفة عامة شخص متسق مع نفسه، ولو كان قد أكمل تعليمه، ربما لم يستفد كثيراً منه، حيث أنه كان ينظر لكل شيء بطريقة تجارية،

وكان يجد نفسه في تجارته، تلك هي حياته، وخيراً فعل، لأنه لم يكن لينجح في مجال آخر، وحينما قرأت عن معظم العظماء في العالم وجدت أن أكثرهم لم يكمل تعليمه الجامعي.

وهذه ليست دعوة لترك التعليم الجامعي، كلا، لكن هناك أشخاص قد لا يناسبهم هذا النوع من التعليم، وهم يميلون للصناعة أو للتجارة.

لقد كان سيكيرو هوندا طالباً فاشلاً، حيث كان يميل إلى الصناعات المعملية، وكان يكره العلم النظري، وينتقد ذلك أمام معلميه، فكانوا يصفونه بالطالب الفاشل، وتسببوا في أن يترك التعليم في الصف الثاني الإعدادي.

 ووصفوه بأفظع الألفاظ، لكنه كان واثقاً من نفسه، ويعرف ماذا يريد، فترك التعليم ليفتح ورشة ميكانيكية صغيرة، كانت هي بداية حياته العملية التي كان يعشقها، وبعد عدة سنوات كان مجمل اختراعاته 150 اختراعاً، ثم كان فيما بعد صاحب أكبر شركات السيارات في العالم وهي سيارات هوندا، كما ذكرنا من قبل.

قوة العقل الباطن

* قوة العقل الباطن*

بقلم: عادل فتحي عبدالله

العقل اللاواعي

"إن عقلك اللاواعي يستمع إليك باستمرار وسوف يتصرف بناءً على المعلومات التي قضيت وقتًا طويلاً في التفكير بها"
فيرا بفير

هل يمكننا اعتبار العقل اللاواعي (العقل الباطن) أحد المحفزات للتفكير؟! بلا شك.. إنه يدفعنا دفعًا بدون أن نشعر إلى التفكير باتجاه معين دون غيره.
والعقل الباطن (اللاواعي) يحتوي عادة على المكبوتات من الأشياء التي لم نستطع أن نحققها ونحن صغار أو في  مراحل سابقة، كما يحتوي على مخزون من الموروثات القديمة.

وعلى هذا فإن طريقة تفكيرك ستتأثر كثيرًا بما تشبعت به منذ الصغر.. إلا إذا استطعت أن تفلت من زمام اللاوعي، وتتحرر من تبعاته عن طريق مواجهته على المستوى الواعي، مستوى الشعور.

وذلك بتحليل المواقف والوصول إلى مسبباتها الحقيقية وفهم ما يدور، وما يحدث من استجابة لديك لبعض الأمور، والتي قد تكون غير منطقية، أو مبالغ فيها، على الرغم من كون الموقف لا يستحق كل تلك المبالغة!!
ذلك لأن طريقة تفكيرنا جميعًا عادة ما تتأثر بموروثاتنا وحياتنا السابقة في مرحلة الطفولة الأولى!!

حيث يرى علماء التحليل النفسي أن الشخص المضطرب انفعاليًا هو نتاج لأسرة مضطربة، هذه الأسرة هي البيئة التي يعيش فيها الفرد ويكتسب منها مميزات وخصائص شخصيتة فيما بعد، وكذلك طريقة تفكيره.

وقد أشاروا إلى ظاهرة معروفة، ألا وهي زلات اللسان، وهي الكلمات التي تخرج من فم الإنسان بطريقة عفوية بدون تفكير..
وهي أخطاء تأتي بسبب مفاهيم وأفكار عميقة داخل الفرد –مكبوتة داخله- تخرج حين تأتي الظروف المناسبة لها، فتأتي على اللسان بعفوية غير مقصودة.. ثم يضطر للإعتذار عنها، وأنه لا يقصدها، وهو فعلاً كذلك.. عقله الواعي لا يريدها لكن عقله الباطن يريدها، ويلح عليها..

ذلك أن الإنسان يوجد لديه ما يمكن أن نسميه بمفاهيم الأعماق. وقد تصطدم هذه المفاهيم في أحيان كثيرة بما يفكر فيه الشخص نفسه فترفضه!

العقل الباطن

"إن القوة التي تحرك العالم كامنة في عقلك الباطن، إن عقلك الباطن يتسم بذكاء مطلق وحكمة لا حدود لها".
ويليام جيمس

إن العقل الباطن ما هو إلا صورة للعقل الواعي، وهو مخزون استراتيجي كبير مملوء بالأفكار والقيم والمثل العليا والصور والأشياء التي تعتقد فيها.
كل ما تعتقده مع نفسك، وما تحدث به نفسك يتم تخزينه في العقل الباطن، العقل الباطن لا يستخدم عادة المنطق كما هو الحال في العقل الواعي، إنما يستخدم الأفكار التي تمنحها إياه، والعقل الباطن لا ينام أبدًا، فهو يعمل 24 ساعة كاملة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع.

يقول جوزيف ميرفي: "تستطيع أن تبني النجاح والسعادة والصحة من خلال الأفكار التي تطبعها داخل عقلك.. اشحن عقلك الباطن بمهمة الوصول إلى حل أي مشكلة قبل النوم، وسوف يساعدك في الوصول للحل".

إن استطعت أن تسيطر على عقلك الباطن، وتبث إليه أفكار النجاح، والذكاء، والقوة، والحكمة، والحب، وغيرها من الأفكار الإيجابية فإن عقلك الباطن يقبل بأن يساهم في نجاحك في الحياة وتحقيق أقصى قدر من السعادة لك.
يقول مورفي: إن العقبة الوحيدة لنجاحك وإنجازاتك موجودة في تفكيرك وخيالك!!..

يشير علماء وأطباء النفس إلى أن الأفكار عندما تنتقل إلى عقلك الباطن، فإنها تحدث انطباعات في خلايا المخ وبمجرد أن يتقبل عقلك الباطن أية فكرة، فإنه يبدأ في الشروع فورًا في وضعها موضع التنفيذ، ويعمل عقلك الباطن من خلال ربط الأفكار باستخدام كل معرفة اكتسبتها في مراحل حياتك لتحقيق الغرض المنشود.

ويعتمد عقلك الباطن على الطاقة والقوة والحكمة اللا محدودة، الكامنة في داخلك".


الخميس، 27 نوفمبر 2014

كيف تحصل على السعادة الحقيقية

كيف تحصل على السعادة الحقيقية


يرى كثيرين علماء النفس أن الإنسان يسعد كلما شارك في إسعاد الآخرين، وكلما أسدي معروفا إلى غيره من الناس، فسعادة الشخص في سعادة عن حوله، وحين يشعر المرء أنه قد فعل معروفا فإنه حقا يشعر بالسعادة.
وليس يفعل معروفا من أجل أن يشكره الناس، لا، ولكن من أجل الله، من أجل الخير وفعل الخير، النية هنا تختلف...إن فعل هذا المعروف لله فعلا سوف يشعرك بالسعادة والراحة.
أما أن من قدم المعروف لأي هدف آخر، فإنه لن يشعر بالسعادة، وهذا شيء حقيقي ومجرب،
 ولقد جاء رجل إلى رسول الله يشكو قساوة ووحشه في صدره، فقال له رسول الله «امسح رأس اليتيم. وأطعم المسكين» هذه الأعمال الخيرية تسعد الإنسان، وتزيل الوحشة من صدره حتى مجرد أن يمسح رأس اليتيم- من الرحمة- وإن لم يدفع له شيء، لكن مجرد منحة دفعه من الحب والحنان، والطمأنينة.. هذا كله يعود بالنفع على الشخص نفسه، قبل أن يعود على اليتيم أو غيره من يحتاجون للمساعدة.

حتى إن إدخال السرور على الناس بالبسمة أو بالكلمة أو  مساعدتهم بالمال، إدخال السرور على الناس بصفة عامة أمر محبب إلى الله تعالى، والهدف منه أن يحب الناس بعضهم بعضا. فأنت حين تدخل السرور على قلبي بخبر سار أو بفعل شيء أحبه، فأنت تحبني، ومن ثم أنا أحبك، ويعم الحب والخير بين الناس.

فإن لم تستطيع إسعاد غيرك بما تملك، فليس أقل من إسعاد غيرك بالبسمة، انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة).
اعلم أن أكثر ما يسبب للناس التعاسة في هذه الدنيا، ويسبب لهم  القلق والتوتر إنما هو الأنانية والأثرة..
لا شك أن كل إنسان يحب نفسه، هذا أمر طبيعي، لكن الأنانية والنظر للمصلحة الشخصية في كل شيء يمكن أن تقدمه لغيرك، وعدم فعل الخير إلا من باب ما يعود على الشخص منه مباشرة.. كل هذا من أسباب شقاء البشر في هذا الزمن الذي نعيش فيه.

إن الأثرة والأنانية نقمة على صاحبها، وليست نعمة، أما الإنسان الذي يفعل الخير، ويحب الناس، ويقدم من غير انتظار لمنافع ما تعود عليه، فهو فعلا الذي يعيش حياة السعداء، هذا ليس عن وعظ وإرشاد،
 بل هو حقيقة نفسية علمية حسب قانون الرجع فما تفعله من خير يعود عليك بنفس الخير، أما أثرتك وأنانيتك وسلبيتك فتعود عليك بنفس السلبية وبالتعب النفسي.
وقصص الحياة الواقعية تقول هذا، تقول ديل كارنيجي: ( وإني ليسعنى أن أملأ كتابا كاملا بقصص أناس نسوا أنفسهم، فاكتسبوا الصحة والسعادة، والاطمئنان، ولأضرب لك مثلا.
«مسيز بيتش (كاتبة روائية) لكن واحدة من روايتها الممتعة لا تعادل في روعتها تلك القصة الحقيقية التي حدثت وقائعها لها يوم أغارت اليابان على بيرهاربور، في الحرب العالمية الثانية كانت (مسز بيتس) مريضة بداء القلب منذ سنتين،
وكانت تلازم فراشها اثنتين وعشرين ساعة في اليوم، وكانت أطول مسافة يمكنها أن تقطعها سيرا على قدميها لا تزيد عن محيط صديقتها الصغيرة.
قالت لي (مسز بيتش) أنها كانت خلفية أن تقضى ما تبقى من حياتها ملازمة للفراش، لولا أن أغارت اليابان على بلدها، لندعها تروى القصة بنفسها، تقول:
«عندما وقعت الإغارة على (بيرهاربور) استحال الأمر في بلدنا إلى فوضي واضطراب لا نهاية لهما. وانفجرت إحدى القنابل بالقرب من بيتي، فألقتني قوة الانفجار من فراشي.
وأسرعت سيارات الجيش تخرج من (هيكام)، (سكوفيليد) ومطار (خليج كانو) تحمل زوجات رجال الجيش والبحرية وأطفالهم إلى المدارس العامة بعيدا عن الخطر، واتصل الصليب الأحمر، بكل من لديه مكان حالي ليؤدي بعضا من هؤلاء الناس.
وكان رجال الصليب الأحمر يعلمون أن في بيتي آلة تليفون (وكان شيء نادر في تلك الأيام) فاتفقوا معي على أن أجعل من بيتي ما يشبه مكتبا للاستعلامات. وأطلعوني على أماكن زوجات وأطفال رجال الجيش والبحرية، وطلبوا منى أن أطلع عائلاتهم على أماكن إقامتهم،
 ولم ألبث حتى علمت أن زوجي سليم معافى، فحاولت أن أسري على الزوجات اللاتي لم يعرفن هل سلم أزواجهن أم لا ...كما رحت أواسي تلك اللاتي فقدن أزواجهن... وكنت في مبدأ  الأمر أجيب على المحادثات التليفونية وأنا في فراش مستلقية على ظهري من التعب؟
ثم شيئا فشيئا رحت أجيب على التليفونات وأنا جالسة في الفراش، وأخيرًا زحمني العمل، وشملني التأثر حتى أنني نسيت مرضي تماما، ونهضت من الفراش.
ومنذ ذلك اليوم لم أعد إلى فراش قط إلا وقت نومي كغيري من الأصحاء، إنني أدرك اليوم أنه لو لم يهاجم اليابانيون (بيرل هاربور) لكان من الأرجح أن أمضى ما تبقى من عمري طريحة الفراش.

ولقد كانت مأساة (بيرل هاربور) من أشد المآسي فجيعة في تاريخ أمريكا، لكنها بالنسبة لي كانت نعمة من أفضل النعم، فقد أمدتني بقوة لم أحلم بمثلها، وحولت انشغالي بنفسي إلى انشغالي بالآخرين،

 فلم يعد لدي وقت لأفكر في نفسي، أو حتى لأهتم بها.. إن ثلث الذين يشكون من أمراض نفسية يسعهم على الأرجح أن يشفوا بأنفسهم لو حولوا انشغالهم بأنفسهم إلى الانشغال بالآخرين...

وقد كان أرسطو يسمى هذا الضرب من معاونة الناس (الأنانية المستنيرة) وقد كان (زورد ستار) يقول : «إن معاونة الناس ليست واجبًا محتوما، ولكنها متعة تزيدك صحة وسعادة، قال بنجامين فراتكلين: (عندما تسعد الناس تسعد نفسك)
وكتب (هنري, س لنيل) مدير المكتب الخدمات السيكولوجية بنيويورك يقول:
 (أن السعادة لا تأتي إلا من طريق إنكار الذات، ورياضتها على التضحية).
قال الله تعالى:

(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل:97

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

قواعد النجاح عند آينشتاين

* قواعد النجاح عند آينشتاين*


لا نبالغ إذا قلنا أن أينشتاين هو أعظم علماء الفيزياء النظرية في العصر الحديث ، وأنه أبو الفيزياء الحديثة، وأنه من العباقرة الأفذاذ عبر التاريخ.

وقد أثر عنه عدد من الحكم والأقوال في أسباب النجاح في الحياة أهمها:

* الخيال أكثر أهمية من المعرفة، فهو يحيط بالعالم.
* المشاكل الموجودة في عالم اليوم، لا يمكن أن تحلها عقول أوجدتها.
* سر الإبداع هو أن تعرف كيف تخفي مصادرك.
* الروح العظيمة تواجه دائمًا معارضة من متوسطي الذكاء.
* يوجد طريقتان للعيش، إما أن تعيش وترى كل شيء معجزة، أو لا تعيش ولا ترى أي شيء معجزة.
* ليست الفكرة في أني فائق الذكاء، بل كل ما في الأمر أنني أقضي وقتًا أطول في حل المشاكل.
* إن لم تستطع شرح فكرتك لطفل عمره 7 أعوام فأنت نفسك لم تفهمها بعد.
* العالم مكان خطر للعيش ليس لوجود الأشرار بل لأن الآخرين لا يفعلون شيئًا حول ذلك.
* انظر بعمق إلى الطبيعة، وبعد ذلك سوف تفهم كل شيء بطريقة أفضل.
* لا تكافح من أجل النجاح، بل كافح من أجل القيمة.
* العلم ليس سوى إعادة ترتيب لتفكيرك اليومي.
* يبدأ الإنسان الحياة عندما يستطيع الحياة خارج نفسه.
* كلما اقتربت القوانين من الواقع أصبحت غير ثابتة، وكلما اقتربت من الثبات أصبحت غير واقعية.
* لقد خلق الله الكون وفق قوانين لا تعرف المصادفة ولا العشوائية.
* ما يهمني أكثر عن الماضي هو المستقبل، حيث أني أنوي العيش فيه.
* هناك شيئان لا نهائيان: الكون وغباء الإنسان وبالنسبة للكون فأنا لست متأكدًا من ذلك تمامًا.
* كل علومنا التي نقيسها بدائية وطفولية، ولكنها أثمن ما لدينا.
* العلم شيء رائع إذا لم تكن تتكسب منه.
* يستطيع أي أحمق جعل الأشياء تبدو أكبر وأعقد، لكنك تحتاج إلى عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك.
* كل ما تخطئ فيه حساباتنا نسميه الصدفة!
* كل ما هو عظيم وملهم صنعه إنسان قد عمل بحرية.
* الثقافة هي كل ما يبقى، بعد أن تنسى كل ما تعلمته في المدرسة.
* الجنون هو أن تفعل ذات الشيء مرة بعد أخرى وتتوقع نتيجة مختلفة.
* أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال.
* العلم دون دين أعرج، والدين دون علم أعمى.
* لا تقلق من العوائق التي تواجهك في الرياضيات فأنا أؤكد لك أن عوائقي أكبر بكثير.
* مشكلتنا الكبرى هي مثالية الوسيلة، وغموض الغايات.
* أجمل إحساس هو الغموض، إنه مصدر الفن والعلوم.
* الحقيقة هو ما يثبت أمام امتحان التجربة.
* إذا لم تلائم الحقائق النظرية فلنغير الحقائق.



أهمية الأهداف في حياتنا

أهمية الأهداف في حياتنا


 بقلم:عادل فتحي عبدالله
إن وجود الأهداف يحدد لك الأولويات، ماذا تفعل الآن ويحدد لك الأهم فالمهم، ومن ثم فهو يوفر لك الجهد والوقت.
أما من ليس لديه هدف فهو يسير في الحياة يتخبط فيها، وتلاطمه أمواجه فتقذف به يمينًا ويسارًا، ليضيع في النهاية وقته وعمره من غير فائدة!!
يقول ديفيد سكوت: «إذا حددت لنفسك هدفًا، وكنت قادرًا على تحقيقه، فلقد ضمنت بذلك الفوز في السباق، قد يكون هدفك أن تصبح أول المتسابقين أو أن تحسن أداءك، أو أن تنهي السباق فحسب الأمر يرجع إليك»
كلما كان الهدف محددًا بطريقة جيدة وواضحة ودقيقة كلما كان يسير التحقيق، وكلما كان موفرًا للوقت والجهد، لأن ضياع الوقت يأتي من عدم تحديد الهدف بشكل جيد ودقيق.
يقول ديفيد ستار جوردن: «إن العالم يقف جانبًا ليسمح لكل من يعرف وجهته بالمرور»
فكل من حدد هدفه، فقد حدد طريق حياته، وأجبر غيره على احترامه وتقديره، وإفساح الطريق له، أما من لم يحدد هدفه بشكل جيد، فإنه يظل متخبطًا هنا وهناك، ومن ثم يضيع وقته بغير فائدة، وتمر حياته بغير قيمة.
وليس من الفطنة والذكاء أن تمر حياتك بغير أهداف عظمى، فتموت كما يموت الناس، ولا تترك أثرًا في الحياة!
يقول جون براون: «السعادة الحقيقية هي أن نغني أنفسنا من أجل تحقيق غاية عظيمة في هذه الحياة»
ويقول تايرون أدوارد: الأهداف النبيلة تشكل شخصيات نبيلة، والمقاصد العظيمة تفرز عقولًا عظيمة»
والعظماء هم فقط من تكون غاياتهم عظيمة..
صفات الأهداف الجيدة
وحتى تصبح الأهداف عظيمة  لابد لها من أن تتصف ببعض  الصفات وأهم هذه الصفات أن تكون أهدافك:
1- واضحة ومحددة.
2- واقعية.
3- مقسمة إلى أهداف مرحلية.
4- مرنة.
5- أن تكون أهدافًا مجدية.
6- الإيمان الكبير بالأهداف (أن تؤمن بها).
7- محددة بتوقيت زمني.
8- قابلة للقياس.
9- أن تكون أهدافًا مشروعة.
10- صياغة الهدف بطريقة إيجابية.

الأهداف الذكية
Smart Goals
استخدم هذا المصطلح دكتور جورج دوران في إحدى مقالاته الشهيرة وجعل صفات الأهداف الذكية هي الأحرف المكونة لكلمة Smart.. وهي كالتالي:
(1) حرف S: Specific وهي تعني محدد يعني يجب أن تكون الأهداف محددة،
(2) حرف M يمثل اختصار لكلمة Measurable وهي معنى يمكن قياسه، يعني هدف قابل للقياس،
(3) حرف A ويمثل اختصار لكلمة Attainable يعني يمكن تحقيقه، يعني واقعي، وليس مستحيلًا .
(4) حرف R يمثل اختصارًا لكلمة Relevant وهي تعني أنها وثيقة الصلة بالهدف أو بالموضوع الذي يسعى الشخص لتحقيقه، يعني بمنظور آخر أنك مؤمن به أو بأهميتها بالنسبة لك.
(5) حرف T وهو يمثل اختصارًا لكلمة Timely يعني موقوتة، محدودة بزمن معين .

 بقلم:عادل فتحي عبدالله

الخميس، 6 نوفمبر 2014

حياة زوجية بلا ملل

حياة زوجية بلا ملل[1]

(عـــش بعقــلك أنت)
بعض الزوجات والأزواج يفكرن ويفكرون بعقول الآخرين، فهم يريدون أن يكونوا مثلهم، غايتهم التقليد والمحاكاة، فهذه الزوجة ما أن ترى جارتها اشترت شيئًا ما إلا وتريد أن تشترى مثله، بل ربما اشتدت المشابهة إلى طريق اللبس والمشي والكلام وغيرها.
ولا مانع من التأسي بما نراه خيرًا، ولكن بعض الذوبان فى الآخرين والعيش بعقولهم، ومحاولة تقليدهم، والتعب النَصَب لعدم نيل ما نالوا.
هذه كلها من الأمور الخطيرة والتى يدخل بها الإنسان فى دوامة القلق والملل، فليعلم كل من الزوج والزوجة أنه نسيج واحد، خلقه الله تعالى بصفات وخلال لا يتشابه بها مع أحد من الناس، فلا يوجد اثنان على وجه الأرض متشابهان فى كل شيء، فلا يلغى الإنسان شخصيته ويذوب فى الآخرين، ولكن ليكن لديه شخصية مستقلة فى الفهم والتفكير والنظر لأمور الحياة والكون، فلا يسير مع الناس سواء أحسنوا أم أساؤا، كلا، ولكن عليه أن يوطن نفسه، وفى الحديث الشريف يقول رسول الله "e":
"لا يكن أحدكم إمَعة، يقول أن مع الناس إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساؤا أساءت، ولكن وطِّنوا انفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم" (رواه الترمذي).  
لقد كان من أكبر دواعى الكفر والبعد عن الله ومن ثم شقاء الدنيا والآخرة هو إتباع الآخرين بغير هدى من الله، وذلك حين تصدى المشركون لدعوة الحق قائلين: { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } (الزخرف: 23).
                                                                        
(أيتها الزوجة: لا تكونى مثل هذه السيدة)
خرج عمرو إلى المدرسة فى الصباح الباكر، وقفت أم عمرو تنظر إليه من النافذة حتى غاب عن عينها، ثم دخلت الأم وجلست فى شقتها وشرعت فى أداء واجباتها، لكنها ما لبثت قليلاً إلا وجلست تفكر فى عمرو وتقول فى نفسها: اليوم شديد البرودة إننى لم أعتن بلبسه جيدًا، إنه سوف يصاب بالبرد، ترى هل سيصل عمرو إلى المدرسة سليمًا؟ إن الحوادث كثيرة هذه الأيام، إنه لا يراعى السير فى الطريق بعيدًا عن السيارات، هل من الممكن أ، يتعرض له أحد بسوء؟!
جلست أم عمرو تتخيل كل ما يمكن أن يحدث لابنها من سوء وتدعو الله أن ينجيه منه وأن يعود لبيته سالمًا.
لقد أتعبت نفسها وضيعت وقتًا طويلاً فى التفكير بدون جدوى، هذه الأم قلقة ولديها خوف متزايد وشكوك فى غير محلها، فكل الأولاد يخرجون مثل ولدها ويفعلون ما يفعله كل يوم، وعمرو نفسه يخرج ويعود كل يوم من غير أن يمسسه سوء، ومع ذلك لا تزال أمه لا تكف عن التفكير كل يوم فى هذا الأمر، إنها لا تعلم أن الخوف المتزايد على الطفل ينتج آثارًا عكسية، وينشأ الطفل مصابًا بنفس الداء، بل ربما غير قادر على التصرف فى أموره بمفرده ومنتظرًا دائمًا المساعدة من غيره، كونى أيتها الأم مصدر ثقة لزوجك وأولادك، ولا تكونى مصدر قلق، واعلمى أن الأشخاص ميَّالون لاكتساب الثقة التى نضعها فيهم، فإذا وثقت فى طفلك فسوف يكون محل ثقتك، وسوف يتشجع على ما يُقْدِم عليه من عمل.
إن كثيرًا من حالات الملل والقلق نصنعها نحن بأنفسنا، ولو فكرنا قليلاً لوجدنا انه لا داعى لمثل هذا.. فلا تكونى مثل هذه السيدة.

(تستطيع أن تُطَوِر حياتك وتُغَيِر عاداتك)
قد يعترى الملل الحياة الزوجية نتيجة للروتين اليومى والذى قد لا يتغير كثيرًا فيبعث على الملل، نعم الحياة بغير تطور تبعث على الملل، ولكن ما الذى يجعلك لا تتطور ولا تغير عاداتك؟!
حاول أن تقوم أنت وزوجتك برحلة خلوية فى الأماكن المفتوحة، حاول أن تغير نمط حياتك اليومي، أنواع الطعام والشراب. قم بزيارة لصديق عزيز، أو لأسرة ذات صلات وثيقة بك. قم بصلة الرحم لأقاربك وإخوتك، زيارة المرضى، حضور الحفلات والأفراح واصطحاب الأولاد والأسرة معك، هذا فوق أنه تغيير فى الروتين اليومى فهو يعطى الأولاد فكرة جيدة عن طبيعة المجتمع والتعايش الاجتماعى، اجمع أولادك على تلاوة كتاب الله، وقراءة سيرة رسول الله "e" وسير الصحابة الكرام، كما أن اللهو مع الأولاد ليس مضيعة للوقت، كلا، يقول رسول الله "e": " كل شيء يلهو به ابن آدم فه وباطل إلا ثلاثًا: رمية عن قوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله فإنهن من الحق " (رواه البخاري ومسلم).
فلنجعل من حياتنا أوقاتًا للهو المباح والمرح، وهذا رسول الله "e" مع كثرة مشاغله فى الدعوة إلى الله تعالى فغنه يجعل بين أوقات الجد والجهاد أوقاتًا للمرح والدعابة، فى إحدى الغزوات وبعيدًا عن أعين الناس وفى وقت الراحة يتسابق مع زوجته السيدة عائشة "t" فيسبقها بعد أن تكون سبقته مرة قبل ذلك، فيضحك "e" ويقول لها: " هذه بتلك "ثم فى إحدى المرات يطاطئ لها كتفه حتى تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون بالحراب فى المسجد، فتقول السيدة عائشة: "والله لقد رأيت النبي "e" على باب حجرتى والحبشة يلعبون بالحراب فى المسجد ورسول الله "e" يسترنى بردائه لأنظر إلى لعبهم بين أذنه وعاتقه ثم يقوم من اجلى حتى أكون أنا التى انصرف، فقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو" (رواه البخاري ومسلم).
كما أن الملل قد يتسرب إلى الحياة الزوجية نتيجة بعض العادات السيئة التى اعتادها الزوج أو اعتادتها الزوجة ولم يحاولا التغلب عليها بحجة أن هذه عادة ولن تتغير، والحقيقة أن كل عادة قابلة للتغير، نعم قد تكون من الصعوبة بمكان، لكن ممكن تغييرها، وانظر أيها الزوج الكريم إلى المجتمع الجاهلى على عهد رسول الله "e" والذى كان يمتلئ بعادات مرذولة كيف تغير، وكيف تغير الناس فى سنوات قلائل، وكيف تغيرت عاداتهم!!
استعن بالإيمان بالله فى مواجهة تلك العادات السيئة، ولن تعجز إذا توفرت النية الصادقة، والعزيمة القوية.
"واعلم أن السمات الشخصية لا تورث .. وإن الكثير من علماء النفس يعتقدون أن الشخص الناضج انفعاليًا يستطيع أن يعدل سمات شخصيته ويهذبها بنفس السهولة التى يتعلم بها تسيير آلة معقدة"([2]).




[1] ) من كتاب (حياة زوجية بلا ملل) – عادل فتحي عبدالله- الدار الذهبية – القاهرة- 1999م
([2]) عن كتاب: "كيف نتعامل مع الناس؟" بتصرف – "إدموند بوليز – كورديليا كيلى" ترجمة: السيد محمد عثمان. 

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More