* قوة العقل الباطن*
بقلم: عادل فتحي عبدالله
العقل اللاواعي
"إن عقلك اللاواعي
يستمع إليك باستمرار وسوف يتصرف بناءً على المعلومات التي قضيت وقتًا طويلاً في
التفكير بها"
فيرا
بفير
هل يمكننا اعتبار العقل
اللاواعي (العقل الباطن) أحد المحفزات للتفكير؟! بلا شك.. إنه يدفعنا دفعًا بدون
أن نشعر إلى التفكير باتجاه معين دون غيره.
والعقل الباطن (اللاواعي)
يحتوي عادة على المكبوتات من الأشياء التي لم نستطع أن نحققها ونحن صغار أو
في مراحل سابقة، كما يحتوي على مخزون من
الموروثات القديمة.
وعلى هذا فإن طريقة تفكيرك
ستتأثر كثيرًا بما تشبعت به منذ الصغر.. إلا إذا استطعت أن تفلت من زمام اللاوعي،
وتتحرر من تبعاته عن طريق مواجهته على المستوى الواعي، مستوى الشعور.
وذلك بتحليل المواقف
والوصول إلى مسبباتها الحقيقية وفهم ما يدور، وما يحدث من استجابة لديك لبعض
الأمور، والتي قد تكون غير منطقية، أو مبالغ فيها، على الرغم من كون الموقف لا
يستحق كل تلك المبالغة!!
ذلك لأن طريقة تفكيرنا
جميعًا عادة ما تتأثر بموروثاتنا وحياتنا السابقة في مرحلة الطفولة الأولى!!
حيث يرى علماء التحليل
النفسي أن الشخص المضطرب انفعاليًا هو نتاج لأسرة مضطربة، هذه الأسرة هي البيئة
التي يعيش فيها الفرد ويكتسب منها مميزات وخصائص شخصيتة فيما بعد، وكذلك طريقة
تفكيره.
وقد أشاروا إلى ظاهرة
معروفة، ألا وهي زلات اللسان، وهي الكلمات التي تخرج من فم الإنسان بطريقة عفوية
بدون تفكير..
وهي أخطاء تأتي بسبب مفاهيم
وأفكار عميقة داخل الفرد –مكبوتة داخله- تخرج حين تأتي الظروف المناسبة لها، فتأتي
على اللسان بعفوية غير مقصودة.. ثم يضطر للإعتذار عنها، وأنه لا يقصدها، وهو فعلاً
كذلك.. عقله الواعي لا يريدها لكن عقله الباطن يريدها، ويلح عليها..
ذلك أن الإنسان يوجد لديه
ما يمكن أن نسميه بمفاهيم الأعماق. وقد تصطدم هذه المفاهيم في أحيان كثيرة بما
يفكر فيه الشخص نفسه فترفضه!
العقل الباطن
"إن القوة التي تحرك
العالم كامنة في عقلك الباطن، إن عقلك الباطن يتسم بذكاء مطلق وحكمة لا حدود
لها".
ويليام
جيمس
إن العقل الباطن ما هو إلا
صورة للعقل الواعي، وهو مخزون استراتيجي كبير مملوء بالأفكار والقيم والمثل العليا
والصور والأشياء التي تعتقد فيها.
كل ما تعتقده مع نفسك، وما
تحدث به نفسك يتم تخزينه في العقل الباطن، العقل الباطن لا يستخدم عادة المنطق كما
هو الحال في العقل الواعي، إنما يستخدم الأفكار التي تمنحها إياه، والعقل الباطن
لا ينام أبدًا، فهو يعمل 24 ساعة كاملة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع.
يقول جوزيف ميرفي: "تستطيع
أن تبني النجاح والسعادة والصحة من خلال الأفكار التي تطبعها داخل عقلك.. اشحن
عقلك الباطن بمهمة الوصول إلى حل أي مشكلة قبل النوم، وسوف يساعدك في الوصول للحل".
إن استطعت أن تسيطر على
عقلك الباطن، وتبث إليه أفكار النجاح، والذكاء، والقوة، والحكمة، والحب، وغيرها من
الأفكار الإيجابية فإن عقلك الباطن يقبل بأن يساهم في نجاحك في الحياة وتحقيق أقصى
قدر من السعادة لك.
يقول مورفي: إن العقبة الوحيدة
لنجاحك وإنجازاتك موجودة في تفكيرك وخيالك!!..
يشير علماء وأطباء النفس
إلى أن الأفكار عندما تنتقل إلى عقلك الباطن، فإنها تحدث انطباعات في خلايا المخ
وبمجرد أن يتقبل عقلك الباطن أية فكرة، فإنه يبدأ في الشروع فورًا في وضعها موضع
التنفيذ، ويعمل عقلك الباطن من خلال ربط الأفكار باستخدام كل معرفة اكتسبتها في
مراحل حياتك لتحقيق الغرض المنشود.
ويعتمد عقلك الباطن على
الطاقة والقوة والحكمة اللا محدودة، الكامنة في داخلك".
0 التعليقات:
إرسال تعليق