Featured Video

الأربعاء، 5 فبراير 2014

الخوف المتزايد على الطفل..ما له وما عليه.!!


الخوف المتزايد على الطفل..ما له وما عليه.!!
بقلم: عادل فتحي عبدالله

كثيرا ما نرى بعض الآباء والأمهات يرددون عبارة: (إنني أحمي ابني من الفشل ) مبررين بها خوفهم المتزايد -وغير المبرر أصلا- على الطفل!!ذلك الخوف الذي يعتبر أداة ومعول هدم لثقة الطفل بنفسه،

ولنأخذ مثلا على ذلك الطفلة أسماء ذات السنوات التسع من عمر الزهور، تلك الزهرة الجميلة،التي كانت تريد أن تلتحق بجماعة الإذاعة المدرسية وترى في نفسها القدرة على ذلك،

بل إنها كانت تحب الإلقاء، لكن أمها ولخوفها المتزايد عليها من الفشل او الاحباط لم توافق على انضمامها لجماعة الاذاعة المدرسية.

وعللت ذلك بأن أسماء ليس لديها القدرة على مخاطبة الناس، وأنها خجولة بطبعها، فكيف تتحدث أمام الطالبات في الإذاعة المدرسية؟!

وهكذا زرعت الأم في نفس أسماء أنها خجولة وغير قادرة على التواصل مع الآخرين بطريقة جيدة!

مع أنه كان من الممكن أن تقوم الأم بدلا من ذلك بتشجيع أسماء ودفعها قدما نحو ما تريد، حتى وإن كان لديها درجة ما من الخجل كانت سوف تتغلب عليها بالممارسة، وسوف تنطلق في عالم الطفولة الرحب بروح وثابة وقلب ممتلئ بالحيوية والنشاط.

يبدأ الخوف على الطفل منذ الصغر ، فعندما يتعثر الطفل وهو صغير ، ويصطدم  بشئ صلب يختطف قلب الأم أو الأب من القلق والخوف ،

 وهذا الخوف له ما يبرره حيث أن الطفل في مراحله الأولى لا يدرك المخاوف التي تحيط به ، ولا يعرف شيئا عن هذا العالم الجديد ، ولهذا فقد يؤذي نفسه بلا شك من غير إدراك ويحتاج فعلا إلى رعاية وعناية خاصة.

لكن المشكلة أن يستمر خوف الوالدين وقلقهما على الطفل حتى عندما يكبر ، ويدرك تلك المخاطر ، ويكون قادرا على الحفاظ على نفسه وحمايتها ،

بل قد يستمر هذا الخوف أحيانا ، وبنفس الدرجة والكيفية على الطفل وهو مراهق ، وشاربه يملأ وجهه ، ومن ثم يجد الوالدين العناء والعصيان من قبل الإبن ،

 لما يشعر به هذا الإبن من محاولة الوالدين فرض سيطرتهما عليه ، وهو يشعر بأنه أصبح رجلا ومسؤولا وقادرا على اتخاذ القرارات .

 ولا شك أن للوالدين في كل مرحلة من مراحل النمو بالنسبة للأبناء دور ، بل ودور عظيم ، لكن الخوف المتزايد ، وغير المبرر على الإبن له آثار ضارة وخطيرة على هذا الولد وعلى الأسرة بصفة عامة .

من هذه الآثار الضارة للخوف الزائد والحماية الزائدة للطفل أن ينشأ الابن مدللا ، واتكاليا ومعتمدا على الوالدين في كل شئ ، وغير قادر على إتخاذ القرارات المهمة في حياته ،

ويصبح مستقبلا هذا الإبن غير قادر على تحمل المسئولية وحده ، وينشأ لديه خوف من المستقبل ، ويلجأ لأسرته بسرعة عند أي طارئ ولا يستطيع مواجهة أعباء الحياة وحده .


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More