Featured Video

الاثنين، 3 فبراير 2014

صحح أفكارك عن الزواج

البحث عن المثالية 
بقلم: عادل فتحي عبدالله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة ولاسلام على رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،
 وبعد:
أيها الزوج .. أيتها الزوجة: هل منكم أحد حدَّث نفسه بهذا الحديث: "لقد كنت في عزوبتي أسعد حالاً منى الآن"؟
ترى ما الدافع لمثل هذا الكلام؟!
ما فكرتك عن الزواج؟ وماذا تريد من زوجتك؟ وماذا تريدين أيتها الزوجة من زوجك؟
كثير من الأزواج والزوجات يدخلون عش الزوجية بأفكار مثالية عن الزواج والعلاقة الزوجية.

فهذا الزوج يريد أن يرى زوجته دائمًا في أحسن صورة، وإذا عاد إلى المنزل فلابد أن يكون كل شيء على ما يرام، البيت نظيف، الطعام مُعَدّ، الأطفال يلتزمون الهدوء ...، فإذا مرض الزوج أو حدث له مكروه فغنه يريد أن تصبح زوجته مثل أمه تمامًا، تقوم بتمريضه وتعامله بكل الرقة والعطف؛

ولا أكون مبالغًا إذا قلت أن كثيرًا من الأزواج يريدون أن تصبح زوجاتهم مثل أمهاتهم في شدة الاهتمام بهم ومعاملتهم بالرقة واللطف والصبر على أذاهم.

ولن تصبح الزوجة – مهما حدث – مثل الأم بالنسبة للزوج وذلك لسبب بسيط جدًا هو أن الأم تتعامل مع الابن بدافع فطرى غريزى، بينما الزوجة تريد من الزوج مثلما يريد منها، فهي تتعامل معه بمنطق آخر،

 والخلاصة أن هذا الزوج يريد زوجة "حسب الطلب" وهو لن يحصل على زوجة مثل ذلك، لأن كل زوجة لها وعليها، وفيها ما يعجبك وما لا يعجبك، ولابد أن تقبل هذا الأمر، لذلك كانت نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم للزوج بقوله:

 "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها خلقًا آخر" (رواه مسلم) ويفرك: يبغض.

وكذلك فإن هناك كثير من الزوجات يرون أن يكون الزوج "حسب الطلب" فهذه زوجة تريد من زوجها أن يكون كما رسمته هي في مخيلتها أو على الأقل فيه من الصفات مثل ما لأبيها من الصفات التى تحبها، فإن قصَّر في شيء فتشعر بالإخفاق، فهي تريد أيضًا زوجًا مثاليًّا، في حين أن كل الظروف التى تحيط بهما غير مثالية بالمرة.

وهذا الكلام لا يُفْهم على انه دعوة للتقصير وعدم القيام بالواجبات من قِبَلّ الزوج أو الزوجة .. كلا، ولكن أن يسعى كلاهما للقيام بما يحب صاحبه وبما ينبغي عليه القيام به قدر استطاعته فإن حدث تقصير، فلا يلوم صاحبه بل يعذره لكثرة واجباته؛ ولأنه لن يصبح ذلك الشخص المثالى المرسوم في خياله.

فليراجع كل منها نفسه وليصحح الصورة التى رسمها في ذهنه وليجعلها واقعية غير خيالية أو مثالية .. وليعلم كل من الزوجين أن مقدار السعادة في الزواج إنما يتوقف عليه هو أكثر مما يتوقف على زوجه.

تذكر حسنات زوجك إذا حدث منه ما يسييء إليك، ولا تطغى عندك السيئات فتمحو الحسنات، فإن الله تعالى جعل الحسنات تمحو السيئات وليس العكس.

وآفة كثير من الزوجات أنهن ينسين الحسنات عند حدوث ما يسيء إليهن؛ لذلك كان تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الأمر حين قال:

 "اطلعت في النار أكثر أهلها النساء .. يكفرن العشير لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيت منك خيرًا قط" (رواه البخاري).

إذن فلنتخلى أولاً عن النظرة المثالية للزواج ثم لنزن الحسنات والسيئات ولا تجعلنا الإساءة ننسى الإحسان.


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More