Featured Video

الخميس، 6 فبراير 2014

كيف تكسب الأصدقاء

كيف تكسب الأصدقاء



بقلم عادل فتحي عبدالله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه.

وبعد ....
من الموضوعات التي كثر الحديث عنها مؤخراً، موضوع الصداقة، وكيف تكسب الأصدقاء، وربما تناولها العديد من الكتاب من باب المنفعة المادية فحسب، أومن منطلق المكسب والخسارة، أو كما يقولون (نفع واستنفع)، لكن الصداقة الحقيقية هي الصداقة لتي لا تقوم أساساً على المنافع المادية، بل هي الصداقة التي تعطي أكثر مما تأخذ، وتنفع أكثر مما يعود على صاحبها من النفع، وتكون في وقت الشدة والضيق أكثر منها في وقت اليسر والرخاء.

إنها الصداقة التي تقوم على الحب في الله تعالى، وهي الصداقة التي يتناصح فيها الأصدقاء، بالحق، والصبر، وهؤلاء الأصدقاء وحدهم هم الفائزون في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى:ِ( وَالْعَصْرِ ، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )  سورة العصر1-3

 ومع ذلك فإن الصداقة المخلصة حقاً هي متعة من متع الحياة، ومن أسباب السعادة فيها، ولا شك أن أي شخص سوي يفضل أن يكون له أصدقاء مخلصون كثر.

 ومن المعلوم أن الصديق المخلص يعتبر عملة نادرة في هذه الأيام، إذ طغت المادية الجارفة على عقول ونفوس الكثيرين، ولم يعد للروحانيات ما كان لها من آثار في السابق إلا قليلاً.

ولقد من الله تعالى على المؤمنين بتلك الأخوة الإيمانية العظيمة البعيدة عن المنافع والمصالح المادية،
 فقال:
(هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِين، وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة الأنفال:62-63

كما جعل الأخوة من لوازم الإيمان بالله تعالى، فقال جل شأنه في- أسلوب حصر وقصر-:

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) سورة الحجرات:10

فالأخوة والمحبة والتراحم والتكافل هي سمات المؤمنين، وصفات المخلصين من المسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى)

ولقد ضرب المسلمون الأوائل من الصحابة-خاصة من الأنصار- أروع المثل في الأخوة النادرة، حتى قال الله تعالى عنهم:

)وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) سورة الحشر:9

وسوف نفرد لتلك النماذج الرائعة من الأخوة والتضحيات النادرة لعظماء من الصحابة والتابعين-رضوان الله عليه- باباً خاصاً بهم، فيما بعد.

وينبغي علينا نحن المسلمين إذا أردنا هذه الأيام أن نسترد عافيتنا الإجتماعية، وأن نرى علاقات اجتماعية ناجحة، وصداقات مخلصة بين الأصدقاء، وعلاقات قائمة على الحب في الله تعالى،


 وعلى التراحم والتواد والإيثار، أن نرجع ونئوب إلى قيم ديننا الحنيف، وإلى معين القرآن والسنة المطهرة، وإلى سيرة سلفنا الصالح، ولا مانع مطلقاً بعد ذلك من الاستفادة من دراسات وأبحاث قام بها بعض علماء الغرب في فنون التواصل بين الناس، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها...وللحديث بقية إن شاء الله

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More