Featured Video

الاثنين، 17 فبراير 2014

زوجتي نكدية، ماذا أفعل؟!

زوجتي نكدية، ماذا أفعل؟!
الحلقة الثانية

بقلم: عادل فتحي عبدالله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،
تحدثنا في الحلقة السابقة عن نكد الزوجة، وذكرنا أهم الأسباب المؤدية لهذا النكد، وليس معنى هذا أن نكد الزوجة دائماً ما يكون سببه الزوجة نفسها، كلا، ففي بعض الأحيان يكون سببه الزوج، وسلوكياته المستفزة أو المتجاهلة لمتطلبات الزوجة.
وفي بعض الأحيان يكون نكد الزوجة ما هو إلا نوع من الدفاع الذاتي عن النفس، ومحاولة منها لإغاظة الزوج-إن جاز التعبير- وذلك لافتقادها لوسائل أخرى للدفاع عن النفس، فتجد الهجوم والنكد الزوجي هو خير وسيلة عندها للدفاع عن نفسها.
فالنكد عندئذ ما هو إلا حيلة الضعيف، وليس فعلاً مقصوداً بذاته، بل قد يأتي هذا النكد دون إرادة من المرأة، أو بمعنى أدق دون تخطيط مسبق، وهذا النوع من النساء الذي يستخدم مثل هذه الحيل، هو دائم الشكوى حتى في العمل بالنسبة للمرأة العاملة،
وعادة ما يتعرض في عمله للكثير من المضايقات ولا يستطيع التغلب عليها، ومن ثم يزداد نكد المرأة العاملة التي من هذا النوع، ، حيث أن كل تلك المشاكل تصب في المنزل،
ويصبح الزوج عندئذ بالنسبة للزوجة هو المخزون الاستراتيجي للنكد، والذي من خلاله تستطيع أن تفرغ حمولتها من الغضب المكبوت من هنا وهناك، ولذلك مثل هذا النوع من النساء أيضاً تجده عادة غير معروف عنه النكد خارج المنزل مطلقاً.
ومثل هذه المرأة يجب أن تقف عند السبب الحقيقي وراء هذا النكد الذي تسببه للزوج، وبدلاً من ذلك تحاول أن تصارح زوجها بما تعاني منه في حياتها الزوجية م مشكلات بينها وبينه،
 وتحاول أيضاً أن تفصل بين حياتها في العمل وبين حياتها الزوجية، وتبتعد بمشاكل العمل تماماً عن بيتها، ولابد من حل أي مشكلة تطرأ عليها في العمل بسرعة، وتفريغ الغضب الناتج من التوتر الوظيفي خارج المنزل، بطريقة أو بأخرى.
وينبغي على الزوج أن يساعد زوجته التي من هذا النوع في حلول مشاكلها معه، ومثل هذا النوع أيضا من النساء يحتاج إلى الترفيه بدرجة أكبر من غيره،
 ومن ثم يجب على الزوج ان لا ينسى مثل هذا الجانب، وأن يعمل على تغيير الروتين اليومي، ومحاولة الخروج منه، والذهاب إلى بعض المتنزهات مثلاً أو السفر إلى مكان غير معتاد، كل ذلك قد يعمل على تجديد الحياة وإزالة بعض الهموم المتراكمة، والتنفيس عن تلك الضغوط المتنوعة.
الحقيقة أن كثيراً من الرجال لا يقدر حاجة المرأة خصوصاً صغيرة السن إلى الترويح عن النفس والترفيه، والتغيير في الروتين اليومي، فهو يخرج بصفة يومية لقاء أصحابه أو للسفر هنا وهناك، أو لغير ذلك من الأمور،
بينما هي إما أنها في البيت طيلة الوقت، للطبخ وقضاء حوائج البيت والأولاد، وغير ذلك من الأمور، وإما مضافاً لتك الأمور ذهابها إلى العمل، ثم قضاء معظم الوقت في البيت، فهي قد تشعر بعد وقت بالملل، والضجر، إضافة للمشاكل التي ذكرناها آنفاً مما يدفعها للنكد، وتوتير الأجواء داخل المنزل.
وقد يقول الزوج إنني أسعى على أولادي، وأقضي معظم الوقت في العمل، وتأتي العطلة الأسبوعية لأرتاح في البيت، ولا أستطيع أن أقضيها خارج المنزل، وقد يكون الزوج معذوراً، ولكن إذا أراد هو أن يقل النكد، وأن يقضي على أجواء التوتر دخل المنزل، فلا بديل عنده إلا أن يقتطع جزءاً من هذه العطلة من أجل الترفيه على زوجته وأولاده.
ليعلم أن ذلك سيعود عليه بالنفع فيما بعد، وسوف ينعم بالراحة أوقاتاً طويلة في البيت بعيداً عن أجواء التوتر والنكد.
ومع هذا نوجه أيضاً الحديث للزوجة بألا ترهق زوجها بكثرة طلبها للخروج الدائم، وأن تراعي ظروف عمله، وأن تحاول أن تستفيد بوقتها بصورة جيدة، وأن تعلم أن وقت الفراغ هو يعتبر سبباً مهماً من أسباب الملل، والمؤدي بدوره للنكد الزوجي، وكلما استطاعت الزوجة أن تقضي على هذا الفراغ بحسن الاستغلال له، استطاعت وبقوة ان تقفل باباً مهماً من أبواب النكد.
ويجب أن تعلم أن الفراغ ما هو إلا منحة عظيمة ، من الله سبحانه وتعالى وهي مسؤولة عنه يوم القيامة، وعن كيفية استغلاله، وقد جاء في الحديث النبوي الشريف:
(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ)[1]
وهذا يعني أن نعمة الفراغ نعمة عظيمة، وليست نقمة أو مشكلة كما يظنها البعض، بل هي نعمة من لم يحسن استغلالها في الخير فهو مغبون، يعني باعها بثمن بخس، ولم يقدر قيمتها حق التقدير.
وتستطيع الزوجة الذكية أن تحسن الاستفادة من أوقات الفراغ في تعليم أبناءها الآداب والأخلاق العامة للإسلام، وأن تحفظهم أجزاء من كتاب الله تعالى، أو من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن عقل الطفل صفحة بيضاء تستطيع أن تنقشها كما تشاء،
وبدلاً من أن يتم حشوها بأفلام لا قيمة لها أو بأغاني هابطة، أو بأفلام كرتون ضارة بالصحة النفسية للطفل-كما صرح بذلك كثير من علماء النفس والتربية- فمن الأولى أن يتم حشوها بما هو نافع ومفيد من كلام الله تعالى وكلام سيد المرسلين، حتى يصفو هذا الذهن الغض النقي، ويكون لباً ذكياً في المستقبل.
إن مثل هذه الأمور وإن كانت واجبة أصلاً على الأم-لقول رسول اله صلى الله عليه وسلم-: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها،.. وكلكم راع ومسئول عن رعيته"[2]
إلا أنها مع هذه المسئولية، والقيام بها، حق القيام فإنها تساعد نفسها على التغلب على مشاكلها الأسرية، والحد من النكد الزوجي، ومقاومة ذلك الاحساس بالملل الذي فد ينغص عليها حياتها الزوجية.












[1] ) رواه البخاري
[2] ) متفق عليه

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More