Featured Video

الاثنين، 10 فبراير 2014

احترمي غيرة زوجك

  
[1]احترمي غيرة زوجك
 
قد يكون زوجك غيورًا بدرجة كبيرة، وقد يتسبب هذا لك في بعض القيود، ومع ذلك فيجب أن تحترمي مشاعر زوجك وغيرته عليك. فإن الغيرة علامة الحب ودليل عليه، هذا طبعًا عندما تكون الغيرة في حدودها المعقولة([2])، أما إذا تطورت لدرجة إيذاء الزوجة وجرح مشاعرها فهذا لا يرضاه الإسلام.

والذى نقصده هنا أن بعضَ الأزواج غيورون على زوجاتهم بدرجة كبيرة، وعلى هؤلاء الزوجات أن يحترمن رغبة أزواجهن، ولا يستهزأن بها، حتى لا يتسبب ذلك في كثرة المشكلات، ولنأخذ لذلك مثالاً السيدة أسماء بنت الصديق-رضي الله عنها-: كانت السيدة أسماء زوجًا للزبير بن العوام، وكان الزبير رجلاً يغار بشدة على أسماء، وكان الزبير رجلاً فقيرًا.

وتحكي السيدة أسماء فتقول:
"تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا شيء غير فرسه وناضحه (بعيره)، فكنت أعلف فرسه، وأسوسه، وأكفيه مؤنته، وأدق النوى لناضحه، وأعلفه، وأستقي الماء، وأخرز غربه (يعني تخيط الدلو بالخرز)، وأعجن، ولم أكن أحسن الخبز، فكان يخبز لي جارات من الأنصار، وكن نسوة صدق". قالت: "فجئت يومًا بالنوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي، وهي على ثلثي فرسخ" (تقدر يمشي ساعة تقريبًا). قالت: "فجئت يومًا والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه فدعاني ثم قال:  "إخ إخ" (يعني للناقة كي تنخ لتركب أسماء)، قالت: "فاستحييت وعرفت غيرتك" (يعني غيرة الزبير عليها)، قال الزبير: "والله لحملك النوى على رأسك أشد علي من ركوبك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم([3]).

وقد فضلت أسماء أن تمشي ساعة تحمل النوى على رأسها في شدة الحر على الركوب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستحيت أن تسير في صحبة الرجال لأن زوجها الزبير كان يغار عليها.. مع أن هذا الموقف بعدما علمه الزبير لم يؤيده، بل كان يفضل أن تركب أسماء مع النبي وأصحابه على أن تمشي هذه المسافة تحمل النوى على رأسها، لكنها احترمت مشاعر زوجها، وذلك كان كان ديدن المسلمات في ذلك العصر الكريم، وفي الحديث أيضاً إشارة إلى حسن خدمة أسماء زوجها الزبير.

هذا وقد رأينا كيف أن عدم احترام غيرة الزوج قد تسبب في الكثير من المشاكل الزوجية، بل وكثير من حالات الطلاق، فيجب على الزوجة أن تدرك أن غيرة زوجها المبالغ فيها أحياناً ما هي إلا دليل حب الزوج لها، فتشكر ذلك له، ولا تجعل هذا الأمر سبباً في المشاكل الزوجية.
ولتعلم أن ذلك من تمام طاعة زوجها التي جعلت سبباً في دخولها الجنة، كما جاء
في الحديث النبوي الشريف) :إذا صلَّت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ،
وأطاعت زوجها ، قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ "
رواه ابن حبان وصححه الألباني



























[1] ) من كتاب(كيف تجلعين زوجك يحبك) عادل فتحي عبدالله-در الإيمان- الاسكندرية-2002
([2]) وفي هذا يقول رسول الله "e": "إن من الغيرة غيرة يبغضها الله، وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة"، يعني تشكك الرجل في أهله بغير دليل.
([3]) الحديث بهذا اللفظ، رواه مسلم، ورواه البخاري بلفظ مختصر. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More