بسم
الله لرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد
فإنه مما يتسبب في كثرة المتاعب
الزوجية أن يسبح أحد الزوجين في المثالية، ويبتعد عن الواقعية، ويريد من شريك
حياته أن يكون كاملاً في كل شيء.
هذا ما نجده عادةً في بعض الأزواج،
فالواحدة منهن تتصور أنها قد تزوجت ملاكًا، فهي تريده حيث شاءت، وتحب أن يكون كما
تحب.
إنها تتصور أنها يمكن أن تغير صفات
زوجها وخصائص شخصيته كما تريد.. إن من تسبح في هذا البحر بهذه الطريقة فإنها تسبح
عكس التيار. ولن تنال ما تريد، بل وينقصها بعض الحقائق المهمة عن الحياة، وعن
الحياة الزوجية بالأخص.
أولاً: الزوج ليس فيه كل ما نحب ونرغب، بل فيه ما نحب وما تكره، والزوج ليس هو
ذلك الشخص الذي يمكن أن يكون مثاليًا. ولن يكون.
وكل إنسان له مزايا وعيوب، ولن تجدي شخصًا بلا
عيوب، وإذا غلبت حسناته سيئاته فهو مؤمن، وإذا كثرت المزايا وقلت العيوب فنعم
الزوج.
ثانياً: ليس بالأمر الهين أو السهل تغيير للعادات والصفات الشخصية، خصوصًا بعد
هذه السن، ومع الزوج بالذات. فأقبلي زوجك على ما هو فيه، وحاولي إصلاح ما تريْنه
سيئًا بالحسنى، وبالطريقة المثلى، وكوني على حذر من إحراجه.
ثالثًا: لا تجعلي السيئات تنسيك الحسنات، بمعنى أنه قد تغضبي من زوجك لأمر ما،
وقد يسيء إليك يومًا ما لكن هذا لا يحدو بك إلى أن تنسي حسناته، فتقولي مثلاً إنه
لم يحسن إليَّ قط .. إلخ.
لأن هذا كفران للعشير، وقد حذر منه
المصطفى "e"
النساء حين قال: "اطلعت في النار فإذا أكثر أهلها
النساء.. يكفرن"، قيل: يا رسول الله يكفرن بالله؟!، قال: "يكفرن العشير .. لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا
قالت: ما رأيت منك خيرًا قط "([2]).
فحذار أيتها الزوجة المسلمة أن
تكوني من هذا الصنف من النساء اللاتي يكفرن العشير، حتى تنأين بنفسك عن النار
والعياذ بالله.
فلا تنسي الحسنات عند الإساءة، ولا
تقولي – بدافع الغضب – غير الحق، وإذا فلت منك اللسان مرة بما لا يرضي زوجك، فلا
تتمادي في الباطل وارجعي إلى الحق، فالرجوع إلى الحق فضيلة.
ونصيحة أخرى في هذا المجال ...حتى
تصبحي زوجًا ناجحة في حياتك الزوجية، وتنعمي بمكانة كبيرة في قلب زوجك، فإن عليك
أن تتخلصي من عقدة الأب.
ولكن ما هي عقدة الأب التي نقصدها؟!
إنها عقدة موجودة عند كثير من النساء وهي محاولة بعض الأزواج جعل أزواجهن مثل
آبائهم في الصفات، والخلال، فمثلاً تقول الزوج لزوجها: إن أبي كان يساعد أمي،
ويقوم بعمل كذا وكذا .. إن أبي كان يوقظ أمي وقد جهز لها الإفطار .. إلخ.
إنها تريد أن يصبح زوجها في معاملته
إياها تمامًا مثلما كان يتعامل أبوها مع أمها .. وهذا لن يكون أبدًا.
لماذا؟ لأن هذا له شخصية، وذاك له
شخصيته الأخرى، وقد يكون بين هذين الشخصيتين بُعد المشرقين .. فكيف تتفقان؟!
أيتها الزوج الذكية، عليك أن تنسي
تمامًا ما كان يفعله أبواك، وأن تتعاملي مع زوجك على أنه شخصية مستقلة، ولا تحاولي
أن تشبهيه بغيره، فهذا يغضبه..
تعاملي مع زوجك حسب شخصيته، واعرفي
كل ما يحبه وما يكرهه، فافعلي الأول واجتنبي الآخر، وبهذا لن تحدث المشكلات
وسيستريح قلبك، ويحبك زوجك .. وتخلصي من النظر لسلوكيات أزواج الأخريات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق