مختارات من رسالة أيها الولد..للعلامة
حجة الإسلام أبي حامد الغزالي
بسم الله
الرحمن الرحيم
هذه الحلقة الثالثة من كتاب "أيها الولد"
للعلامة المربي حجة الإسلام أبي حامد الغزالي-رحمه الله- وهي نصائح مهمة لا يستغنى
عنها كل طالب علم.
قال الإمام الغزالي- رحمه الله تعالى-:
أيها الولد..!!
لو كان العلم المجرّد كافيا لك، ولا تحتاج الى عمل سواه، لكان نداء الله تعالى:" هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ هل من تائب؟"[1]ضائعا بلا فائدة
.
وروي أن جماعة من الصحابة رضي الله عليهم أجمعين ذكروا عبدالله بن عمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" نعم الرجل هو لو كان يصلي بالليل"[2].
وروي أن جماعة من الصحابة رضي الله عليهم أجمعين ذكروا عبدالله بن عمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" نعم الرجل هو لو كان يصلي بالليل"[2].
وقال عليه الصلاة والسلام لرجل من أصحابه:" يا فلان.. لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تدع صاحبه فقيرا يوم القيامة"[3]
أيها الولد..!!
قال عليه الصلاة والسلام:" ثلاثة أصوات يحبها الله تعالى: صوت الديك، وصوت الذي يقرأ القرآن، وصوت المستغفرين بالأسحار"[4]
قال سفيان الثوري رحمه الله: إن لله تعالى ريحا تهب بالأسحار تحمل الأذكار والاستغفار الى الملك الجبار.
وقال أيضا: إذا كان أول الليل ينادي مناد من تحت العرش: ألا ليقم العابدون، فيقومون ويصلون ما شاء الله؛ ثم ينادي مناد في شطر الليل: ألا ليقم القانتون، فيقومون ويصلون إلى السحر؛ فإذا كان السحر ينادي مناد: ألا ليقم المستغفرون، فيقومون ويستغفرون؛ فإذا طلع الفجر ينادي مناد: ألا ليقم الغافلون، فيقومون من فروشهم كالموتى نشروا من قبورهم.
أيها الولد..!!
روي في بعض وصايا لقمان الحكيم لابنه أنه قال: يا بني.. لا يكوننّ الديك أكيس منك، ينادي بالأسحار وأنت نائم.
ولقد أحسن من قال شعرا:
لقد هتفت في جنح الليل حمامة *** على فنن وهنا وإني لنائم
كذبت وبيت الله لو كنت عاشقا *** لما سبقتني بالبكاء الحمائم
وأزعم أني هائم ذو صبابة *** لربي فلا أبكي وتبكي البهائم؟!
أيها الولد..!!
خلاصة العلم: أن تعلم أن الطاعة والعبادة ما هي؟
اعلم أن الطاعة والعبادة متابعة الشارع في الأوامر والنواهي بالقول والفعل، يعني: كل ما تقول وتفعل، وتترك قوله وفعله يكون باقتداء الشرع، كما لو صمت في يوم العيد وأيام التشريق تكون عاصيا، أو صليت في ثوب مغصوب ـ وإن كانت صورة عبادة ـ تأثم.
أيها الولد..!!
ينبغي لك أن يكون قولك وفعلك موافقا للشرع؛ إذ العلم والعمل بلا اقتداء الشرع ضلالة، وينبغي لك ألا تغترّ بشطح الصوفية وطاماتهم ؛ لأن سلوك هذا الطريق يكون بالمجاهدة وقطع شهوة النفس وقتل هواها بسيف الرياضة، لا بالطامات والترهات.
واعلم أن اللسان المطلق والقلب المطبق المملوء بالغفلة والشهوة علامة الشقاوة، حتى لا تقتل النفس بصدق المجاهدة لن يحيى قلبك بأنوار المعرفة.
واعلم أن بعض مسائلك التي سألتني عنها لا يستقيم جوابها بالكتابة والقول، إن تبلغ تلك الحالة تعرف ما هي! وإلا فعلمها من المستحيلات؛ لأنها ذوقية، وكل ما يكون ذوقيا، لا يستقيم وصفه بالقول، كحلاوة الحلو ومرارة المر، لا تعرف إلا بالذوق،
أيها الولد..!!
بعض مسائلك من هذا القبيل، وأما البعض الذي يستقيم له الجواب فقد ذكرناه في "إحياء العلوم" وغيره، ونذكر ههنا نبذا منه ونشير إليه فنقول: قد وجب على السالك أربعة أمور:
أول الأمر: اعتقاد صحيح لا يكون فيه بدعة.
والثاني: توبة نصوح لا يرجع بعده الى الذلة.
والثالث: استرضاء الخصوم حتى لا يبقى لأحد عليك حق.
والرابع: تحصيل علم الشريعة قدر ما تؤدي به أوامر الله تعالى.
ثم من العلوم الآخرة ما يكون به النجاة.
بعض مسائلك من هذا القبيل، وأما البعض الذي يستقيم له الجواب فقد ذكرناه في "إحياء العلوم" وغيره، ونذكر ههنا نبذا منه ونشير إليه فنقول: قد وجب على السالك أربعة أمور:
أول الأمر: اعتقاد صحيح لا يكون فيه بدعة.
والثاني: توبة نصوح لا يرجع بعده الى الذلة.
والثالث: استرضاء الخصوم حتى لا يبقى لأحد عليك حق.
والرابع: تحصيل علم الشريعة قدر ما تؤدي به أوامر الله تعالى.
ثم من العلوم الآخرة ما يكون به النجاة.
حكي أن الشبلي رحمه الله خدم أربعمائة أستاذ، وقال قرأت أربعة آلاف حديث، ثم اخترت منها حديثا واحدا، وعملت به، وخليت ما سواه؛ لأني تأملته فوجدت خلاصي ونجاتي فيه، وكان علم الأولين، والآخرين كله مندرجا فيه فاكتفيت به،
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبعض أصحابه:"
اعمل لدنياك بقدر مقامك فيها، واعمل لآخرتك بقدر بقائك فيها، واعمل لله بقدر حاجتك
إليه، واعمل للنار بقدر صبرك عليها"
0 التعليقات:
إرسال تعليق