كيف نكسر حاجز (الخوف من المدرسة) عند الطفل

كيف نكسر حاجز (الخوف من المدرسة) عند الطفل

استشارة من السيدة..م.ع..جدة..المملكة العربية السعودية

ابني في الصف الثاني الابتدائي ومع ذلك لا زال يخاف من الذهاب إلى المدرسة..السؤال/ كيف نكسر حاجز (الخوف من المدرسة) عند الطفل

الإجابة: هناك مشكلة كبيرة تواجه الآباء والأمهات، وغيرهم من  أولياء الأمور، ألا وهي مشكلة خوف الأطفال - في المراحل المبكرة- من الذهاب إلى المدرسة، والتي يسميها االبعض (الرهاب المدرسي)، هذه المشكلة التي قد تمتد عند بعض الطلاب لعدة سنوات، حتى تصل عند بعض الطلاب للصف الرابع الإبتدائي.

بداية ينبغي علينا أن نبين هذه الظاهرة هي ظاهرة منتشرة وعامة، لكنها تختلف في درجتها وحدتها من طفل لآخر، ومن مجتمع لآخر، لكنها في النهاية ينبغي ألا تمثل قلقاً للوالدين إلا إذا زادت عن حدتها بشكل كبير.

ففي بداية دخول الطفل المدرسة فإنه يشعر بوجوده في عالم غريب عنه، لم يألفه، ولم يتعود عليه، كما يشعر بانفصاله عن الأم للمرة الأولى في حياته، وكل هذا يسبب له القلق والخوف والاضطراب العاطفي.

وتتمثل أعراض ذلك الخوف والقلق في عدة أمور، تختلف من طفل لآخر، فقد تأتي بعض هذه الأعراض لبعض الأطفال، وقد تأتي كلها للبعض الآخر، وذلك حسب درجة ارتباط الطفل بوالديه وخصوصاً درجة ارتباطه بالأم وعدم بعده عنها في الفترات السابقة ولو لمدد محدودة.

ومن أمثلة تلك الأعراض التي قد تحدث للطفل نتيجة خوفه وقلقه من دخوله المدرسه للمرة الأولى بصفة خاصة، ما يلي:

·       الخوف المبالغ فيه لدى الطفل وإصابته بالرعشة والاضطراب، والبكاء المتواصل.

·   شكوى الطفل من بعض الأعراض الجسدية المؤلمة مثل(الصداع- المغص-الإسهال-آلام متفرقة في الجسد..إلخ).. وسرعان ما تنتهي هذه الأعراض بمجرد خروج الطفل من المدرسة، مما يدل على أنها أعراض لمشكلة نفسية بالأساس، وهي الخوف والرهاب المدرسي.

وتعود الأسباب الحقيقية لتلك المشكلة إلى انفصال الطفل عن الأم، وتركه في جو غريب للمرة الأولى، ولا يمكن تفسير خوف الطفل من المدرسة بكرهه للمدرسة، لأنه غالباً لا زال لا يعرف شيئاً عن المدرسة،

 فهو في الحقيقة لا يخاف من المدرسة بقدر ما يخاف من ذلك المحيط الجديد الذي وجد نفسه فيه من غير إرادته، وعلى غير ما يحب، خصوصاً أن هذا المحيط الجديد فيه قدر كبير من الإلتزام وتقييد حرية الحركة..

كما وأن هناك أسباب قد تساعد في تفاقم هذا الإحساس بالخوف من الذهاب إلى المدرسة، ومن أمثلة تلك الأسباب:

1.    التدليل الزائد عن الحد للطفل.

2.    القسوة الزائدة في التعامل مع الطفل.

3.    عدم التمهيد للطفل بموضوع الذهاب إلى المدرسة.

4.    استخدام أسلوب التهديد والتخويف مع الطفل لإرغامه على الذهاب إلى المدرسة.

5.  الخبرة السيئة في التعامل مع المدرسة، مثل وجود أخ أكبر للطفل كان يخاف من المدرسة، ويبكي أو يصرخ أو يقاوم الوالدين من أجل عدم الذهاب إلى المدرسة.

6.  تخويف الطالب سابقاً بإرساله إلى المدرسة، ومن ثم تصوير الذهاب إلى المدرسة وكأنه نوع من أنواع العقاب بالنسبة للطفل.

أساليب علاج هذه المشكلة:

1.  التمهيد للطالب بموضوع الذهاب إلى المدرسة، وحبذا لو ذهبنا به إلى المدرسة قبل موعد الدراسة حتى يتعرف الطفل عليها وعلى المعلمين.

2.  يحبذ أن يكون هناك أسبوع تمهيدي للطلاب في الصف الأول الإبتدائي، وكذا في الروضة، حتى يتعود الطالب على جو المدرسة، أو الروضة، ويجب أن يحتوي هذا الأسبوع على بعض الدروس المرحة، وكثير من الألعاب التي تحبب الطفل في المدرسة.

3.   عدم إرهاب الطالب أو تخويفة أو استخدام القسوة والعنف معه لإجباره على الذهاب إلى المدرسة، بل استخدام أسلوب الحوار مع الطفل، وأسلوب الترغيب، والمكافأة.

4.  يمكن في بعض الحالات الخاصة ان يجلس الأب مع الطالب فترة من الوقت في المدرسة حتى يتعود الطالب على جو المدرسة، ثم يتركه تدريجياً.

5.  ينبغي عدم قبول ضغط الطالب، وعدم الاستسلام لبكائه، بل يجب أن نتركه مع أصحابه في المدرسة، مع التنبيه على المعلمين بمراعاة حالته، والتعامل معه برفق.

6.  تعامل المعلمين مع الطالب برفق، وعدم استخدام أسلوب العقاب البدني معه أو مع غيره من الطلاب، وكذا عدم سخرية الطالب.

7.  استخدام المعلمين لأسلوب المكافأة والإثابة للطفل، وتحفيزه على الجلوس في الفصل والاستماع للدروس بإنصات.

8.  ينبغي عدم إطالة اليوم الدراسي، ويجب أن يكون هناك فسحة معقولة، تسمح للطالب باللعب والترويح عن النفس، ويجب أن يكون مكان الفسحة المدرسية يحتوي على بعض الألعاب، مع ضرورة وجود مشرفين على درجة عالية من اليقظة، تجنباً لحدوث أي مشاكل أو حوادث للطلاب.

9.  يجب استخدام الحزم مع بعض الطلاب الذين يبالغون في التهرب من المدرسة، أو محاولة طلب أولياء الأمور بين الحين والآخر لأسباب واهية، حتى لا يتعود هؤلاء الطلاب على هذا الأمر، وليس معنى أننا نقول استخدام الحزم يعني الضرب أو القسوة والعنف، لا..لأن الضرب، أو القسوة والعنف، كل ذلك يأتي بنتائج عكسية تماماً.

10.     ينبغي أن نعلم أن هناك بعض الطلاب يحدث لديهم نكوص في السلوك ، ويرفضون بشدة الذهاب إلى المدرسة بعدما يكونوا قد تعودوا الذهاب إليها، وغالباً ما يكون هذا السلوك ناتجاً من عنف بعض المعلمين معهم او مع زملائهم، لذلك يجب تدريب المعلمين الجدد بصفة خاصة على طريقة التعامل مع الطلاب في المراحل الأولى من التعليم، كما يجب على إدارة المدرسة إختيار أكفأ المعلمين للتعامل مع طلاب هذه المرحلة.

التصنيف : تربية الأبناء