عبئًا نفسيًا إضافيًا فوق ما يحمله من أعباء ومسئوليات. وتجعله يكره الجلوس في إن المرأة التى تكثر الشكوى من المسؤولية أمام زوجها، إنما تحمله المنزل، بل ويكره القرب منها. ذلك لأنه يحار معها، ولا يستطيع إرضاءها، إّ كيف يوازن بين عمله خارج المنزل، وبين شكوى زوجه المستمرة من كثرة الأعباء عليها داخل المنزل.
إنه يأتي للبيت كي يستريح، وليس لكي
يزداد عبئًا وثقلاً فوق ما يحمله. فعليك أيتها الزوج المسلمة أن تتقبلي مسؤولياتك
بصدر رحب، وتستعينى بالله عليها. ولا تكثري الشكوى لزوجك فتحمليه عبئًا إضافيًا،
ولا تطاوعي نفسك دائمًا بالتنفيس عنها عن طريق الشكوى المتكررة من ضخامة المسؤولية الملقاه على عاتقك.
أحبي مهنتك ووظيفتك ودورك كزوجة وأم
للأولاد، أحبي دورك هذا، وأعلمي أنه دور عظيم وليس بهين، بل هو دور مهم جدًا
وضروري في هذه الحياة. وليس أقل من دور زوجك، فلكل وجهة هو موليها.
وإذا كان لديك عبء زائد في الأعمال
المنزلية فاستعيني بالله تعالى وبالذكر والدعاء. والله تعالى معينك إن شاء الله.
وتذكري موقف السيدة فاطمة الزهراء "رضى الله عنها" بنت رسول الله "e" حين ذهبت إلى أبيها سيدنا محمد "e" تشتكي له أثر الرحي في يدها وتطلب منه خادمًا يعينها في
خدمة البيت. وقد كانت شاقة بالفعل، بين طحن وعجن وخبز، وغير ذلك،
لكن فاطمة لم تجد أباها ووجدت زوجته أم المؤمنين
عائشة "رضي الله عنها" فأخبرتها الخبر، ولما جاء الحبيب "e" أخبرته عائشة بما جاءت من أجله فاطمة، فذهب "e" إلى فاطمة في بيت علي "y"،
ونترك الحديث لعلي "t" حيث
يقول: "فجاءنا (يعني: رسول الله "e" وقد أخذنا مضجعنا، فذهبنا نقوم، فقال: "على مكانكما"،
فجاء فقعد بيني وبينها (يعني: بينه وبين زوجته
فاطمة "رضي الله عنها") حتى وجدت برد قدميه على بطني فقال: "ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ (يعني: خير من
الخادم) إذا أخذتما مضاجعكما، أو آويتما إلى فراشكما:
فسبحا الله ثلاثَ وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبرا ثلاثًا وثلاثين. فهذا خير
لكما من خادم"([2]).
وهذا ما فعلاه، فأعانهما الله
تعالى. ولم تجد فاطمة "رضي الله عنها" ما كانت تجد من الصعوبة البالغة
في خدمة زوجها، وأعانها الله تعالى على جرّ الرحى، والعجن، والطحن، ونحو ذلك.
أرجو أن تستجيبي لله ورسوله "e"، وتداومي أيتها الزوج المسلمة على هذا الذكر عند النوم كل
يوم. وتقولي كما قالت السيدة فاطمة "رضي الله عنها" حين أوصاها الحبيب
"e" بهذا
الذكر حيث قالت: "رضيت عن الله وعن رسول الله"([3]).
يعني رضيت بهذه الوصية ونفذتها، وقد كانت بالفعل خيرًا لها من خادم.
عندما تجدي نفسك سوف تشتكين،
وتتململين فقولي بدلاً من ذلك: "رضيت عن الله وعن رسول الله "e"، والله تعالى جاعلك راضية إن شاء الله،
وعندما ترضين بما أنت عليه ستجدينه
سهلاً ميسورًا بإذن الله تعالى، فنحن الذين نصنع الصعاب بأنفسنا، وذلك أمر نفسي
ليس أكثر.
فكم من امرأة وكم من زوج تقوم بمثل
ما تقومين به من الأعباء والمسؤوليات، وقد يكون أكثر ولا تشتكي!! لماذا؟ لأنها
رضيت عن نفسها وعن مسؤولياتها. وتقبلت كل ذلك بصدر رحب.
وعندما تستعينين بالله تعالى،
وترضين عن مسؤولياتك وتداومين على ذكر الله تعالى، وعلى التسبيح والحمد والتكبير
الذى أوصى به الحبيب "e" .. عندئذ أبشري والله بالسعادة الزوجية والسعادة الأخروية
إن شاء الله.
0 التعليقات:
إرسال تعليق