Featured Video

الأربعاء، 23 مارس 2016

حذر طفلك من الأفكار السلبية



حذر طفلك من الأفكار السلبية
بقلم: عادل فتحي عبدالله

تعد الأفكار السلبية عن الذات، والتي عادة ما تنبع من العقل الباطن، والذي يخاطبك بأسلوب التأنيب والتوبيخ بصفة دائمة أو شبه دائمة، تعد هذه الأفكار من مثبطات الثقة بالنفس.
الصوت الداخلي الذي يحدثك دوماً بأفكار سلبية، ويحاول بين الحين والآخر الحط من شأنك ومن قيمتك، ومن إنجازاتك... هذا الصوت الداخلي السلبي يجب أن تواجهه بكل قوة وحسم، ولا تسمح له بأن يحطم معنوياتك ويفقدك الثقة بالنفس!!

كثيرا ما نجد هذا الخاطر يداعب أولادنا بين الحين والآخر، وقد يساهم في تحطيم معنوياتهم، أو الحد من تطلعاتهم، أو -على أقل تقدير- يمثل عائقا كبيراً أمام تفوقهم الدراسي، ومن هنا صار لزاماً علينا أن نوضح لهم هذا الأمر ونحذرهم من التمادي فيه بشكل أو بآخر.

وهذه نبذة مختصرة عن تلك الأفكار السلبية، وتأثيراتها ، وسبل التخلص منها ومكافحتها، والحد من آثارها المدمرة على الذات والمجتمع.

ما علامات هذه الأفكار السلبية؟!

تتخذ تلك الأفكار عادة طابع الخوف على النفس، والحرص على الإنجاز، لكنها في الحقيقة ما هي إلا مثبطات للإنجاز، ومدمرات للذات، ومن أمثلة هذه الأفكار وعلاماتها المقولات الآتية:
أنا فاشل!
أنا لا أستطيع أبداً التحكم في تصرفاتي.
أنا لا أقدر على فعل هذه الأمور لأنني تعودت على الإهمال منذ الصغر، وهكذا سأظل.. إنني دائماً ما اقترف الأخطاء ثم اضطر للاعتذار، إنني كسول.. هذه هي طبيعتي ولن تتغير... الخ.

مثل هذه المقولات السلبية يسميها عالم النفس أوجين ساجان (الناقد المرضي)، إنه ناقد داخلي ذاتي دائماً ما يؤنبك ويلومك على الأخطاء، ويتهمك دوماً بكل نقيصة، ويعمل على إجراء المقارنات بينك وبين غيرك من الناس لصالح هؤلاء الناس بصفة دائمة، فيتهمك بالفشل لكونك لم تحقق تلك الإنجازات التي حققها هؤلاء الناس.

كما أنه يتهمك بالفشل وعدم تحقيق معايير النجاح، مع أنه قد وضع لك معايير صعبة جداً لتحقيق النجاح، هذه المعايير من المستحيل تحقيقها ثم يطالبك بتحقيقها فإن لم يتم تحقيقها بالفعل، فأنت فاشل!!

هذا الناقد المرضي الداخلي لا يلومك هكذا بدون أسباب أو مبررات... كلا إنه ناقد منطقي جداً، وفي غاية العقلانية – كما يبدو في الظاهر – إنه يقدم لك المبررات المنطقية على فشلك ليقنعك بالفشل..

لكنه ناقد خبيث إذ يحدثك بالمنطقية والعقلانية، لكنه في ذات الوقت يرتكب أكبر السقطات المنطقية، لكن بدون أن يشعرك بهذا، إذ يقع في التعميم الزائد، والتعميم المتسرع، وغيرها من السقطات المنطقية، لكن لكونه يتحدث إليك بعقلانية فإنك تصدقه، ولا تدقق كثيراً في اختياراته، وإرشاداته التي تبدو أنها في صورة نصح لك،

 لكنها في الحقيقة مثبطة للهمم، وفاقدة للثقة أو مفقدة للثقة في النفس بطريق أولى؛ لذلك يجب التفرقة الحقيقية بين الناقد المرضي، والناقد الصحي، فالناقد المرضي فيما يبدو أنه يخاف عليك ويدفعك للعمل والإنجاز، لكنه في الحقيقة يعمل على إفقادك الثقة بالنفس، وتعزيز المشاعر السلبية لديك، ويمنحك إحباطات كثيرة..

لكن الناقد الصحي، هو صوت داخلي ينتقد أخطائك في سبيل إصلاحها، فهو لا يستخدم عبارات مثل: أنت فاشل.. فلان أفضل منك لأنه كذا.. أتذكر فشلك في تحقيق كذا وكذا في الماضي؟! أنت دائما ما تستخدم نفس الأدوات، ولا تستطيع تغييرها...الخ.
الناقد الصحي لا يستخدم مثل هذه العبارات مطلقاً، إنما يستخدم عبارات مثل: لقد أخطأت التقدير يجب علي أن أصحح ما قمت به سلفاً..

إنني فشلت في كذا لكنني نجحت في تحقيق أمور أخرى كثيرة، لقد حان وقت العمل... لا وقت للتبكيت والملامة.
إخفاقاتي السابقة في الماضي كانت لظروف معينة وقد تغلبت على هذه الظروف الآن، يجب أن أتخذ الفشل طريقاً للنجاح بأن أتعلم من أخطاء الماضي ولا أكررها.. لقد نجح الآخرون في أشياء تناسبهم ولقد نجحت في أشياء أخرى تناسبني (وكل ميسر لما خلق له)..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More