Featured Video

الجمعة، 14 مارس 2014

المراهقون وشلة الأصدقاء

المراهقون وشلة الأصدقاء
                                                                                      
      بقلم: عادل فتحي عبدالله
يميل المراهق إلى تكوين ما يسمى بجماعة الرفاق (الشلة) كما يخضع لمعاييرها ويمنحها الثقة والولاء، وكثيراً ما نجد المراهق يتخذ صديقاً، أو مجموعة من الأصدقاء ويكثر من مقابلتهم والاجتماع بهم، والتشاور معهم، والذهاب معهم للنادي وغيره من الأماكن،

 "حيث أن مصاحبة الطفل لمن هم في مثل سنه وتكوين أصدقاء ومصاحبته لهم في الواقع نوع مهم من النمو " [1]

وتعتبر الصداقة عامل هام من عوامل النمو النفسي والاجتماعي للمراهق، ولهذا ليس من الصواب، ولا من مصلحة الطفل أو المراهق أن نمنعه من أصدقائه، أو نحبسه في المنزل بحجة الخوف عليه من أصدقاء السوء.

نعم لابد من الحذر من أصدقاء السوء، ولابد من التدقيق في اختيار الأصدقاء، لأن الصديق يؤثر في صديقه تأثيرا قد يفوق تأثير الوالدين.

ولهذا جاء في الحديث النبوي الشريف:
"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" رواه الترمذي

وقال الشاعر:

عن المرء لا تسأل وسل عن        خليله فإن القرين بالمقارن يقتدي

والمراهق يريد أن يشعر بانتمائه لجماعة الأصدقاء، والشعور بالولاء والانتماء لجماعة ما حاجة ملحة للمراهق في هذه المرحلة،

وهو " يريد أن يكون مقبولا من هذه الجماعة، ومن ثم يشعر بأنه لابد أن يتوافق مع معاييرها، وأن يتقبلها "[2]


ولهذا فإن تأثيرها فيه يكون بالغ الخطورة، وقد يواجه المجتمع في مرحلة من مراحله، مقاومة السلوك الجماعي لبعض الشباب المنحرفين، والمتمسكين ببعض السلوكيات التي يرفضها المجتمع بصفة عامة، وقد حدث هذا في فترات مختلفة، ولدى عدة مجتمعات شرقية وغربية.

ويصبح من الواجب على الآباء، بعد كل ما ذكر أن يحسنوا التعامل مع المراهق في هذه الفترة الحرجة، وأن يراقبوه عن بعد من غير أن يشعر هو بذلك،

" حتى إن وجدوا بوادر مصاحبة رفقة السوء أسرعوا باحتواء الموقف، وإبعاده عنهم، ومن الأفضل توجيهه مبكراً للصحبة الصالحة، ويكون ذلك بالتلطف لا بالفرض، فالصداقة لا يمكن أن تفرض على النفس فرضاً،

إنما يمكن أن تهيأ لها الفرص التي تنميها وتوثقها، فيستطيع الأب أن يدعوا أصدقاء ابنه إلى البيت ويسامرهم، ويكرمهم فتتوطد صداقة ابنه بهم، وتستطيع الأم كذلك مع صديقات ابنتها.

ويستطيع المربي كذلك- بمفرده أو بالاشتراك مع أهل الصديق المختار، أو أهل المجموعة كلها- أن يشرف ويوجه تلك الصداقات وجهة صالحة، بتوجيه نشاطها إلى حيث يرجى الخير.

حتى لا ينصرف نشاطهم إلى العبث أو الفساد أو التدمير، وتنتكس القيم في نفوسهم، .........كما يستطيع الوالد أن يسأل ابنه – لا سؤال المستجوب لكن سؤال المستطلع- عن أحوال زملائه معه وأحواله معهم،

 فإذا أخذ الطفل يقص قصصه -على راحته- راح الوالد يلقي توجيهاته لتصحيح ما ينبغي تصحيحه من القيم مرشداً طفله إلى الصواب،

وأخيراً فإن على الوالد أو المربي أن يقطع تلك الصداقات إذا وجد فيها انحرافاً، أو إغراءا  بالانحراف، على أن يوضح لطفله أنه لا يلغيها من حيث المبدأ،

 ولا يمانع في أن يكون لطفله صداقات واجتماعات مع الأصدقاء، لكنه يعترض على فلان بالذات، أو على تلك المجموعة بالذات لأن أخلاقها سيئة، ولأنها تصنع كذا وكذا من الأمور.."[3]


هذا ويمكننا القول أنه بالحوار الهادئ بين الآباء والأبناء يستطيع الآباء إقناع الأبناء بحسن اختيار الأصدقاء، ومصاحبة الأخيار منهم، والبعد عن رفقاء السوء، وذلك حين تصبح الصراحة بين الآباء والأبناء أساساً مهما من أسس التعامل بينهما.

ولن يتأتى ذلك من دون بناء جسور الثقة والحب بينهما.





[1] ) " توجيه المراهق " د جلاس توم ـ ترجمة / جابر عبد الحميد ـ محمد مصطفى الشعب ـ عزيز حنا داود ـ مراجعة د / عطية محمود مهنا ـ ط مكتبة النهضة المصرية 1957
[2] ) " كيف نتفاهم مع الوالدين " د : جلادين جارندر ضبكر ، جوي نيومان ـ ترجمة / سيد عبد الحميد مرسي ـ إشراف ـ د/ عبد العزيز القوصي ـ ط مكتبة النهضة المصرية ـ 1960 م
[3] ) منهج التربية الاسلامية(2/48-49) – محمد قطب – در الشروق- ط 16 -2004م-1425هـ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More