حقائق عن
الغذاء[1]
إن
احتياجات أجسامنا للغذاء لم تتغير منذ آلاف السنين ولكن الخيارات التي ننعم بها في
عصرنا هذا كثيرة ومتنوعة .
كما نعرف أن كمية السعرات الحرارية التي نحتاجها
تتغير طبقاً لأعمارنا وأجناسنا ونوع النشاط الذي نمارسه ، فالجميع يشتركون في
حاجتهم إلى الوجبات المتوازنة من الكربوهيدرات والدهون والبروتين مع بعض المغذيات
الدقيقة الأخرى .
ومع
ذلك فإن أسلوب حياتنا ودرجة ثرائنا هي التي تحدد نوعية غذائنا، فالكثير من حالات
عدم التوازن الغذائي تحدث للأشخاص نتيجة أما النقص أو الزيادة في تناول الوجبات
مما ينتج عنه عواقب صحية طويلة المدى .
إننا
نحصل على معظم غذائنا وهذا يعني طاقتنا و بروتيناتنا الضرورية من المقومات الأساسية staples
وهي الحبوب كالقمح والأرز والبقوليات كالبازلاء واللوبيا و النباتات الجوفية
كالبطاطس .
والغريب أن بعض المجتمعات تعتمد في غذائها على المكسرات
وبالأخص جوز الهند. وبذلك تعتبر المقومات
الأساسية من أكثر المحاصيل أهمية . فإذا ما قــُدر للمزارعين توفير الغذاء الكافي
للعشرة أو الإثنى عشر بلايين نسمة المتوقعين
بحلول عام 2050 فهل سيستطيعون الاستمرار في توفير هذا الغذاء قرن بعد أخر .
أمور خاصة بالتغذية
يحتاج الجسم البشري إلى الطاقة لاستمرار حياته
والبروتين لبناء أنسجته بالإضافة إلى تنوع متميز من المغذيات الدقيقة كالفيتامينات
والمعادن والتي تلعب دوراً بارزا في " تشحيم مفاصله " .
نحن نحصل على الطاقة و بشكل أساسي على شكل كربوهيدرات ودهون .غير أن الدهون على الأخص
تلعب دوراً بارزاً في بناء هيكل الجسم البشري والبروتينات في بناء أنسجته.
والمدهش أن هذه البروتينات يمكن أن يستخلصها
الجسم من أنسجته عند احتياجه للطاقة مرة أخرى . وتنضم الكربوهيدرات والدهون
والبروتين إلى المغذيات الدقيقة micronutrients ونحن بحاجة إليهم
وبكميات كافية .غير أننا جميعا نحتاج للطاقة
و لكن بكميات مختلفة وذلك طبقاً للجنس والعمر والنشاط .
فعل سبيل المثال تحتاج ربة البيت (الغير عاملة)
على ما يقرب من 1600 من السعرات الحرارية يومياً ، أما الرجل فيحتاج وذلك في يوم
أجازته إلى 2200 سعر حراري تقريباً . وإذا نظرنا إلى الرجل الذي يمارس رياضة
الجمباز على سبيل المثال فقد يحتاج إلى 4000 سعر حراري في المتوسط .
إن احتياجاتنا البروتينية نحصل عليها عادة من
غذاء المقومات الأساسية (الحبوب والبقوليات ) غير أن الجرعات الأكبر من البروتين يحتاجها المرضى
حتى يتماثلوا للشفاء والأطفال حتى يستكملوا نموهم.
سوء التغذية Malnutrition
يعاني ما
يقرب من 800 مليون نسمة حول العالم (حوالي العالم) من سوء
التغذية بشكل مزم
والمدهش
انهم ليسوا جميعا في الدول الفقيرة . فالوجبات التي تحوي القليل من السعرات
الحرارية يمكن أيضاً عدم احتوائها على عناصر ضرورية أخرى كالبروتين .
مرض نقص البروتين كواشوركور kwashiorkor عند الأطفال من عوارضه
انتفاخ البطن وجفاف في شعر الجسم . فعند حاجة الجسم إلى الطاقة فإنه يستمدها من
العضلات لإمداد الجسم بالطاقة التي يحتاجه وبذلك تنشأ مشكلة نقص البروتين بالجسم .
أما نقص
اليود فتعتبر من المشكلات الشائعة في الصحاري والتلال والتي ينجم عنها قصور في
وظائف الغدة الدرقية ( تضخم بالغدة وإختلال بالكرتينين cretinism). ويعاني عشرات الملايين من البشر من نقص فيتامين أ مما
يتسبب في جفاف العين xerophthalmia الذي
قد يؤدي إلى العمى الكلي .
ويوجد فيتامين أ في أوراق النبات الخضراء مثل
أوراق السبانخ والفاكهة الصفراء مثل الجوافة papaya . فكما نري أن الحل لجميع هذه العناصر الناقصة هي بالاهتمام
بزراعة الفاكهة والخضراوات .
أمراض
الثراء
إن الناس
سواء الذين يعيشون في الدول الفقيرة أو الغنية يعانون بشكل متزايد من الإفراط في
التغذية overnourished .
فالأطعمة السريعة الحديثة بالأخص المضاف إليها الكاتشب ketchup بها نسبة عالية من الدهون والسكريات مما يعني أن الطاقة المستمدة
منها غاية في التركيز وأيضا الأملاح العالية والتي قد تسبب ارتفاع في ضغط الدم .
فالإكثار من الطاقة الزائد عن الحد تقود إلى
البدانة والإكثار من الشحوم على وجه الخصوص تقودنا إلى ما يعرف بأمراض الثراء
وتشمل هذه الأمراض حصاة الكلية والبول السكري ومرض القلب التاجي coronary heart disease CHD وينتج هذا المرض من تناول
المأكولات الغنية بالشحوم التي ترفع نسبة الكلسترول بالدم وبالتالي تسد الشرايين
التاجية التي تغذي عضلات القلب والنتيجة أزمات قلبية متتالية يتبعها مفارقة الحياة
. وأيضاً أمراض السرطان وخصوصاً سرطان الثدي وجد أن لهم علاقة بالوجبات العالية
الدسم .
التركيز
على المقومات الأساسية
تشتق
البشرية جمعاء نصف طاقتها الكلية وثلث بروتينها من ثلاثة حبوب فقط وهم القمح
والأرز والذرة . فالقمح والأرز يفقدون الكثير من الفيتامينات والمعادن والدهون
الضرورية ولكنهما مع ذلك يعتبرا من أهم المقومات الأساسية staples .
فهما
مصدرين للطاقة والبروتين اللذان تحتاجهما أجسامنا بكميات وفيرة . فالمائة جرام من
أي منهما يعطيان حوالي 350 سعر حراري 7% منهم بروتين . وهذا يعني أن 800 جرام
يومياً من كليهما يمكن تسد الاحتياجات اليومية للبالغين من الطاقة والبروتين .
ينتج
العالم أكثر من 500 مليون طن سنوياً من القمح والأرز و يستهلك البشر تقريباً كل
منتج الأرز مباشرة ، بينما نجد أن ربع إنتاج القمح يتم استخدامه كعلف للحيوانات .أما
الذرة فيحتوي على نفس القيمة الغذائية
للقمح والأرز غير أن 70 % من إنتاجه السنوي يتم إطعامه للمواشي .
يعلق
الكثيرين على اعتماد البشرية وبشكل مركز على القمح والأرز ويقولون يجب أن نقلل من
هذا التركيز المنصب عليهما ولكنهما بالفعل الأكثر تغذية ً والألذ طعماً ، فيصرحون
بقولهم إن كان الأمر كذلك فيجب معالجة بذور القمح والأرز وإنتاج محاصيل منها أكثر
مقاومة للآفات والأمراض وبإمكانها البقاء والاستمرار حتى أثناء الفصول التي يُعلق
إنتاجها فيها وذلك لزيادة الكميات المنتجة منها.
مقومات
أساسية أخرى
أثبت قصب
السكر نجاحه في أغلب بقاع الأرض فيزرع منه
1000 مليون طن سنويا ولكن أغلب هذه الكمية لا تــُأكل بالإضافة إلى أنه لا يمدنا
بالبروتين ، بينما تبلغ مساهمته للسعرات الحرارية العالمية ثلث ما يمدنا به القمح
والأرز .
أما إذا تحدثنا عن البطاطس فيبلغ إنتاجها
تقريباً 300 مليون طن سنويا ولكنها تمدنا بالبروتين العالي الجودة وتعتبر من أعظم
الموارد لفيتامين سي ، غير أنها تحتوي على 70 بالمائة ماء وتمد العالم بربع الطاقة
فقط التي يمدنا بها قصب السكر .
وبخصوص
نباتات اليام yams
والبطاطا (البطاطس الحلوة) sweet potatoes والموز وموز الجنة plantains ونباتات المنيهوت cassava وجوز الهند والذرة
البيضاء sorghum وحبوب الدخن أو التُتـُن millets فهم من المحاصيل الحيوية
لبعض الدول دون الأخرى . وكذلك نجد البقوليات كالبازلاء واللوبيا والعدس والزيوت
النباتية (البذرية) oilseeds
أيضاً مهمين على المستوى المحلي . بينما فول الصويا فهو مهما عالميا غير أنه ومن
المدهش أيضاً أن 80 % من إنتاجه السنوي يذهب كعلف للحيوانات .
0 التعليقات:
إرسال تعليق