الأجوبة المسكتة
- سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن الأهثم عن الزبرقان . فقال : إنه من أكابر سادات بني تميم وشعرائهم وخطبائهم في الجاهلية والإسلام فقام الزبرقان وقال : والله يا رسول الله لقد علم عني خيرا مما وصف ولكن حسدني .
فقام عمرو بن الأهثم وقال : أنا أحسدك فوالله يا
رسول الله إنه للئيم الخال ، حديث المال ، أحمق الوالد ، مضيع في العشيرة . فقيل
له : يا عمرو أتمدحه وتذمه في وقت واحد فقال عمرو بن الأهثم : والله يا رسول الله
لقد صدقت في الأولى ، وما كذبت في الثانية ، ولكني رجل إذا رضيت قلت أحسن ما علمت
، وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن من البيان
لسحرا . " صحيح البخاري "
- سأل رجل العباس رضي الله عنه : أأنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأجاب العباس : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر ، وأنا وُلدت قبله .
- وقال رجل لأبي بكر الصديق رضي الله عنه : " والله لأشتمنك شتما يدخل معك قبرك " .
قال : " معك يدخل والله لا معي
" .
- سأل رجل عليا كرّم الله وجهه وهو يعدو على بغلة له في ساحة الحرب : حبذا لو اتخذ أمير المؤمنين الخيل مطية له ، فإنها أقرب إلى النجدة وأوسع في الخطوة ، فقال أمير المؤمنين : يا رجل أنا لا أفر ممن كرّ ، ولا أكرّ على من فرّ ، فالبغلة تكفيني.
- قال أبو عبيدة : تخاصم أبو الأسود الدؤلي وامراته في ولد لهما وكلاهما يدعي بحقه فيه وتحاكما إلى زياد والي البصرة . فقال زياد : ما خطبكما ؟
قالت المرأة : خصمان اختصما في ولدهما .
فقال زياد : فلتُدل المرأة
أولا بحجتها .
قالت المرأة : أصلح الله الأمير هذا ابني كان
بطني وعاءه ، وحجري فناءه ، وثديي سقاءه ، أكلؤه إذا نام ، وأحفظه إذا قام ؛ فلم
أزل كذلك سبعة أعوام ؟
فحين أمّلت نفعه ، ورجوت رفعه حاول غصبه من قهرا
.
فقال الأمير : وأنت يا أبا الأسود ما هي حجتك ،
وما هو جوابك المقنع أمام هذا المنطق ؟
فقال أبو الأسود : أصلحك الله أيها الأمير ،
فأنا حملته قبل أن تحمله ووضعته قبل أن تضعه .
فقالت المرأة : لقد صدق أيها الأمير ، ولكن حمله
خِفا وحملته ثِقلا ، ووضعه شهوة ووضعته كرها .
فقال زياد : والله وازنت
بين الحجتين وقارنت الدليل بالدليل ، فما وجدت لك عليها من سبيل .
- لما جيء بسعيد بن جبير بن هشام بين يدي الحجاج ، سأله الحجاج : ما اسمك ؟
فقال : أنا سعيد بن جبير بن هشام الأسدي .
قال الحجاج : بل أنت شقي بن كسير .
فقال سعيد بن جبير : بل كانت أمي أعلم
باسمي منك .
قال الحجاج : شقيت أمك وشقيت أنت .
فقال سعيد بن جبير : الغيب يعلمه غيرك .
قال الحجاج : والله لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى .
فقال سعيد بن جبير : والله لو علمت أن
ذلك بيدك لاتخذتك إلها .
قال الحجاج : فما قولك في محمد ؟
فقال سعيد بن جبير : نبي الرحمة وإمام
الهدى .
قال الحجاج : فماذا تقول في علي أهو في الجنة أم
هو في النار؟ فقال سعيد بن جبير : لو دخلتها وعرفت من فيها عرفت أهلها . قال
الحجاج : فما قولك في الخلفاء الراشدين .
فقال سعيد : لست عليهم بوكيل .
قال الحجاج : فأيهم أرضى للخالق .
فقال سعيد : علم ذلك عند الذي يعلم سرهم
ونجواهم .
فقال الحجاج : أحب أن تصدقني .
فقال سعيد : إن لم أحبك لم أكذبك .
قال الحجاج : اختر لك يا سعيد قتلة .
فقال سعيد : اختر لنفسك ، فوالله لا
تقتلني قتله إلا قتلك الله مثلها يوم القيامة .
قال الحجاج : أتريد أن أعفو عنك .
فقال سعيد : إن كان العفو فمن الله ، وأما أنت
فلا براءة لك ولا عذر .
- جلس أبو جعفر المنصور فتساقط عليه الذباب ، وكان كلما طارده ألح عليه حتى ضجر ؛ فدخل عليه أبو الحسن مقاتل بن سليمان ، وله شهرة واسعة في التفسير .
فقال له أبو جعفر المنصور : يا أبا الحسن أتعلم
لماذا خلق الله تعالى الذباب ؟ فقال أبو الحسن : نعم يا أمير المؤمنين ليذل الله عز
وجل به الجبابرة ، فسكت .
0 التعليقات:
إرسال تعليق