اضطراب التوحد..التشخيص والعلاج (2)
بقلم:
عادل فتحي عبدالله
تكلمنا في الورقة السابقة عن تعريف التوحد
وأنواعه وأسبابه، وصفات الطفل التوحدي باختصار
، وسوف نتناول أيضاً التشخيص وطرق العلاج في
هذه الورقة باختصار أيضاً، ونحيل القارئ لبعض المراجع لمن أراد الاستزادة، والتوسع
في المعرفة.
تشخيص التوحد
الحقيقة أن مسألة تشخيص حالة الطفل التوحدي
ليست من السهولة بمكان وتعتمد على الخبرة لدى من يقوم بالتشخيص، وينبغي أن تعرض
مثل هذه الحالات على عدد من المختصين، مثل الطبيب النفسي، والمعالج النفسي، وطبيب
مخ وأعصاب، وطبيب أطفال، وأخصائي تخاطب، ويفضل أن تعرض الحالة على أحد المراكز المتخصصة
في التوحد، لما لديهم من خبرة كافية في التعامل مع مثل هذه الحالات، كما أن هناك
بعض الاختبارات التي يمكن تطبيقها على الأطفال للتأكد من اصابتهم بهذا الاضطراب،
أم لا.
علاج التوحد
يختلف علاج التوحد حسب الحالة، فكما تحدثنا
من قبل أن للتوحد أنواع مختلفة، وأن كل طفل توحدي هو حالة خاصة به، ولذلك سوف
تختلف أدوات العلاج وطريقته حسب الحالة، وهناك عدة نظريات، وإن شئت فقل عدة مدارس
في علاج التوحد، فهناك أصحاب المدرسة السلوكية والذين يعتمدون في علاجهم على
التعزيز والمكافأة للسلوك الحسن، ومنع ذلك التعزيز عند السلوك غير المرغوب فيه،
وهناك من يقوم بعلاج الأعراض بطريقة كلية،
فهناك عدة مراكز تقوم باستخدام تكنولوجيا الحاسبات والنظم في العلاج اللغوي
والسلوكي للأطفال التوحديين، وكذا علاج ضعف التواصل لدى هؤلاء الأطفال، وهناك عدة
برامج أعدت خصيصاً لهذا الغرض، كما وأن هناك العلاج بالحقن بهرمون السكرتين،
ويعتقد أنه يساعد في علاج بعض الحالات.
ومن المهم هنا أن نعرف أن علاج التوحد يعتمد
في الأصل على علاج أعراضه الأساسية، وأننا يجب أن نعرف أيضاً أن لكل في التوحد لكل
حالة خصوصيتها، وأن ما يجدي مع حالة قد لا يجدي مع أخرى، ولهذا فإنه من الأفضل أن
يتم علاج الطفل التوحدي عن طريق برامج تعديل السلوك، لأن هذه الرامج تعتمد خصوصية
تلك الحالات، والتعامل معها بطريقة تدريجية، منتظمة.
ولا ننسى الدور المهم والكبير للأبوين،
والخادمة المشرفة على الطفل-إن وجدت- ينبغي أن يتعاون الجميع في تطبيق التعليمات
الواجب اتباعها مع الطفل.
وهذه بعض الأفكار العامة والضرورية لعلاج
حالات التوحد
· استخدام الصورة مع الكلمات أمر
ضروري جداً، بل إن الصورة تسبق الكلمة عند الطفل التوحدي.
· استخدام عنصر التكرار، واستخدام
العادة، والنمطية كجزء أساسي في التعليم، حيث أن هذه طبيعة الطفل التوحدي.
· محاولة مراعاة حساسية حواس الطفل
التوحدي، فهو ينزعج بشدة من الأصوات المرتفعة والإضاءة العالية..إلخ
· كن مختصراً ولا تكثر الأوامر
والتعليمات للطفل التوحدي فهو لا يحفظ الكلمات الكثيرة، ولديه مشكلة في الحفظ،
والتذكر، بل هو قد ينسى بسرعة عالية غير متوقعة.
· الطفل التوحدي عادة لديه فرط في
الحركة، وقد يرى البعض محاولة تقييد هذه الحركة بطرق مختلفة، قد تكون ضارة بصحة
الطفل، وهذا من وجهة نظرنا أمر غير صحي، بل يمكننا الاستفادة من هذه الحركة في
التعليم، وهناك طرق حديثة تسمى التعليم باللعب، ولها قواعد وأسس.
· يجب استخدام التكنولوجيا الحديثة
في تعليم الطفل التوحدي، فهي سوف توفر علينا الكثير من الجهد، والطاقة، كما وأنها
سوف تساعده في الفهم والتركيز بشكل أسرع، وأعمق.
· استخدم ما لدى الطفل التوحدي من
صفات في تنمية قدراته، ومنحه الثقة بالنفس، إذ أن الطفل التوحدي لديه قدرة عالية
على الرسم، والتعامل مع الصور، وكذا التعامل مع الحاسوب لفترات طويلة دون ملل،
ويمكن تنمية هذه النقاط والاستفادة بها في مجالات مختلفة، تعود بالفائدة على الطفل
وعلى المجتمع ككل، وتقوي ثقة الطفل بنفسه، علماً بأن هناك من الأطفال التوحديين من
هم من المبدعين، في مجالات مختلفة.
مراجع للإستزادة والاضطلاع
· الذاتوية ( إعاقة التوحد لدى الأطفال )
–د/عبد الرحيم سيد سليمان - كلية التربية -جامعة عين شمس2000 م
· (التوحد – الإعاقة الغامضة) –د/فضيلة الراوي
وآمال صالح حماد ، الدوحة 1999م 0
· (التوحد- مظاهرة الطبية
والتعليمية) - د/س ، جيلبرج و ت بيترز - ترجمة : وضحة الوردان 0 إصدار مركز
الكويت للتوحد- من سلسلة نشر الوعي بالفئات الخاصة -15
· (معاناتي والتوحد) –د/ سميرة
السعد - دار ذات السلاسل-الكويت1997م