Featured Video

الجمعة، 11 أبريل 2014

أهمية التربية الزواجية للشاب والفتاة

أهمية التربية الزواجية للشاب والفتاة


بقلم: عادل فتحي عبدالله

قد تهتم الأم عادة بتدريب البنت قبل الزواج على أمور البيت، من طبخ، وتنظيف، وغيرها، من الأمور المهمة، واللازمة، والضرورية، لكن هناك أمور أخرى، قد لا تقل أهمية عن تلك الأمور، ألا وهي الأمور الخاصة بطريقة التعامل مع الزوج، وحسن عشرته، وكيفية إسعاده، من أجل حياة زوجية هانئة ومستقرة،

كذلك  التعرف على الحقوق الزوجية، والآداب التي على الزوجين تمثلها، والتحلي بها، ومعرفة أسس تربية الأولاد، وتكوين الأسرة.
كذلك معرفة حدود الله تعالى-في العلاقة الزوجية- والالتزام بها ، قال الله تعالى:
" فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " (البقرة ، آية 230)

وقد تظن الأم أن تلك الأمور من البداهة، بحيث أنها لا تحتاج إلى تعليم، أو نصائح، أو ما شابه ذلك.. وهذا غير صحيح,
ولهذا نسمع عن الكثير من  الخلافات الزوجية، بل والمشكلات المستعصية، والتي تحدث بين الزوجين، في بداية الزواج، مثل:
·        اعتداء الزوج على زوجته، أو العكس.
·        هروب الزوجة من البيت، بسبب غضبها من الزوج لسبب أو لآخر.
·        امتناع الزوج من الإنفاق على زوجته، بطريقة مناسبة، مع قدرته عى ذلك.
وذلك كله ناتج من قلة الخبرة عند الزوجين، حول طريقة التعامل فيما بينهما، وكيفية استيعاب أوجه الخلاف، والتي قد تنشأ فيما بينهم، لسبب أو لآخر، كذلك عدم معرفة الحقوق والواجبات الواجبة على كل منهما  تجاه الآخر.
ولو أن الزوجة كانت قد تلقت نوعاً من التربية الزواجية، والتي تعلّمها حسن التبعُّل لزوجها، وقبول القوامة التي جعلها الله تعالى للرجال على النساء، قال الله تعالى :
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً )النساء34
ومن ثم طاعة زوجها فيما لا يخالف أمر الله تعالى، وعدم امتناعها عن تلبية رغبتة إن رغب فيها، مهما كان، ما لم يكن هناك عذر شرعي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح"[1]
"إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور"[2]
إلى غير ذلك من الأمور المهمة في طريقة التعامل مع زوجها، وحسن عشرته، بحيث يصبّ ذلك كله في مصلحة الأسرة، ومن ثم مصلحة الأولاد.
ولقد كان العرب قديماً يوصون البنات-عند زواجهن- ببعض الوصايا المهمة، مثل هذه الوصية الشهيرة :
(أي بنية .. إنك فارقت الحواء الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه إياك رقيباً، ومليكاً، فكوني له أمة، يكن لك عبداً وشيكاً.
أي بنية .. احفظي له عشر خصال يكن لك ذخراً وذكراً: فأما الأولى والثانية: الصحبة له بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: التعهد لموقع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب الريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه، والهدوء عند منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة،
أما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، لأن الاحتفاظ بالمال من حسن الخلال، ومراعاة الحشم والعيال من الإعظام والإجلال.
أما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره، أوغرت صدره.
ثم اتقي مع ذلك الفرح بين يديه إذا كان ترحاً .. والاكتئاب عنده إن كان فرحاً، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التذكير.
وكوني أشد ما تكونين له إعظاماً،  يكن أشد ما يكون لك إكراماً، وكوني أكثر ما تكونين له موافقة يكن أطول ما يكون لك مرافقة،
 واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين، حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببت وكرهت)

ومما يساعد في تفاقم الخلافات الزوجية، ويؤدي إلى كثرة حالات الطلاق بين الزوجين، غياب الدور الأبوي في التوجيه، والإرشاد، بل أحياناً يؤدى ذلك الدور بطريقة عكسية، فيساعد في تفاقم الخلاقات بدلاً من الحد منها.
وذلك عندما نجد أن أم الزوجة تساهم في خلق المشاكل الزوجية، بين ابنتها وزوجها، أو تساهم في تضخيم بعض المشاكل الصغيرة، وعدم احتوائها، أو التقليل من شأنها، وأحياناً أخرى تساعد ابنتها في إساءة معاملة زوجها، بدلاً من إحسان معاملته، وقد يكون ذلك بدون قصد منها،
إذ أنها عادة ما تعتمد في تلك الأمور على الخبرات السابقة لها، ولا تعتمد أصلاً على الأصول الدينية، والأخلاقية، التي تحدد أسس التعامل بين الزوجين، وحقوق وواجبات كل منهما تجاه الآخر.
وعادة ما تكون تلك الخبرات الحياتية للأم تنحاز بشكل ما للزوجة، على حساب الزوج، ومن ثم تكون الأحكام في غالب الأحوال لا ترضي الزوج، وهذا ما يفسّر تصاعد وتيرة المشكلات بين الزوجين، عند تدخل الأم في  محاولة حل تلك المشكلات.
هذا في حالة ما لم تكن الأم على درجة كبيرة، من الوعي بالحقوق والواجبات الزوجية، أما الأم التي لديها الخبرة الصحيحة، والوعي الديني، والعلم الشرعي، والتجرد، والإخلاص، فهي عادة ما تكون عاملاً مساعداً في حل المشكلات.








[1] ) رواه أيضاً البخاري ومسلم.
[2] ) رواه الترمذي، والنسائي، وابن حبان في صحيحه.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More