الابتسامة..إعجاز قرآني
هل
شعرت يوماً بالراحة والاطمئنان وأنت تدخل على شخص غاضب منك وتراه يبتسم في وجهك؟
وهل شعرت بالسعادة وأنت تبتسم في وجه إخوانك وأصدقائك؟ وهل شعرت بأن الشفاء يسري
في جسدك وأنت ترى الطبيب يبتسم في وجهك وهو يشخص لك العلاج؟ وهل علمت بأن
الابتسامة لها فعل السحر في العقول؟ وهل شعرت بانجذاب نحو شخص يبتسم في وجهك كلما
رآك؟ وهل علمت أخي القارئ الكريم بأن الابتسامة أصبحت علم يدرس وفن يمارس لتحسين
العلاقات الاجتماعية وتنمية الجوانب الاقتصادية والدبلوماسية؟، وهل تعلم أنه تم
الاعتراف بها كعلم في بداية القرن العشرين وسمي بعلم نفس الضحك.
لا
شيء يعادل الابتسامة المشرقة، فهي سر من أسرار الجاذبية وطريق مختصر للتجاذب بين
القلوب، فالابتسامة رمزا للصحة السليمة.
يقول
الرسول الكريم عليه السلام حاثا للمسلمين على طلاقة الوجه والتبسم في وجه بعضهم
البعض:
• (لا تحقرن من المعروف
شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق). مسلم 2626.
• (تبسمك في وجه أخيك صدقة).
رواه الترمذي، وصححه الألباني.
• (إنكم لن تسعوا الناس
بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق). رواه أبو يعلى والبيهقي في شعب
الإيمان، وقال الألباني: حسن لغيره.
ومن
صفات النبي -صلى الله عليه وسلم- كما يقول أصحاب السير: أنه كان بسـّام المحيا.
وقد
كان عليه الصلاة والسلام أكثر الناس تبسماً لأصحابه، يقول عبد الله بن الحارث بن
حزم:
ما
رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
يقول
المثل الصيني: إن الذي لا يحسن الابتسامة لا ينبغي له أن يفتح متجراً.
فالابتسامة
الصادقة النابعة من شغاف القلب تفعل فعل السحر وتجذب كالمغناطيس، وهي التي تزيد
الوجه رونقا وبهاء؛ لا الابتسامة المصطنعة التي تخفي وراءها الكيد والمكر.
يقول العلماء: إن كل إنسان منا لديه مواد كيميائية خاصة
تفرزها أجهزة جسمه عندما يتعرض للخوف أو الحزن أو الكآبة أو القلق. هذه المواد
تكون في أدنى مستوى لها عندما تنظر لشخص قدم إليك وهو يبتسم في وجهك!
لماذا؟
لأن هذه الابتسامة قد أزالت من ذهنك أي خوف أو قلق حول هذا الشخص. وبالنتيجة نستخلص
أن الابتسامة هي أسلوب مهم للنجاح في الحياة.
يكفى
أن نعلم أنه عندما يبتسم الإنسان تتحرك من (5- 13) عضلة في الوجه، وعندما يكون في
حالة تجهم وعبوس تعمل (47) عضلة.
الفرق
بين الابتسامة والضحك:
1- الابتسامة حالة دائمة
(وهي نوع من الضحك اللطيف)، بينما الضحك حالة مؤقتة.
2- الابتسامة رد فعل للسرور، بنما الضحك قد
يكون رد فعل للألم أيضا ً.
3- الابتسامة تأتي عن
قناعة ورضا داخلي، بينما الضحك قد يأتي نتيجة لحالة مفاجئة طارئة.
4- يبقى مفعول الابتسامة
طويلاً، بينما الضحك لا يلبث أن يتلاشى.
5- الابتسامة دليل
التواضع، بينما الضحك إن صاحبه القهقهة دليل الكبر.
6- الابتسامة أصعب من
الضحك لأنها تشمل التعامل مع فئات متنوعة من البشر على اختلاف طبائعهم ومشاربهم،
بينما الضحك يشمل فئات منسجمة مع بعضها ومتقاربة.
7- في الابتسامة يراعي
الآداب (حركة
بسيطة تظهر فيها نواجذ الأسنان)، بينما الضحك قد يتجاوز إلى ظهور لسان المزمار في الحلق.
تقول
دراسة حديثة بأن شعور المرء بالسعادة يجنبه الإصابة بنوبات القلب وأمراضه وبالسكتة
الدماغية والإصابة بداء السكري بل وبالبدانة أيضاً وأمراض العقل باختلاف أنواعها
وأنها تطيل عمر الإنسان بمقدار 12 سنة بعد مشيئة الله. والسبب وراء ذلك بسيط
للغاية فإن السعداء من الناس يفرزون كميات قليلة من هرمونين رئيسين للتوتر المضر
بالصحة تسارع بشيخوخة كل عضو في جسم الإنسان.
فوائد
الابتسامة الصحية:
• تحفظ للإنسان صحته النفسية والعصبية والبدنية.
• تساعد على تخفيف ضغط الدم.
• تنشط الدورة الدموية.
• تزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض والضغوطات النفسية والحياتية.
• لها آثار ايجابية على وظيفة القلب والبدن والمخ.
• يتمتع المبتسم بنبض سليم متزن.
• تسرِب الهدوء والطمأنينة إلى داخل النفس.
• تزيد الوجه جمالا وبهاء.
• الابتسامة نوع من العلاج الوقائي لأمراض العصر.
• صمام أمان من القلق والكبت.
• علاج لحالات كثيرة من الصداع.
• تقهر الأرق والكآبة.
• يقول الأطباء تفيد الابتسامة والضحك الخفيف في تحسين القدرة
الجنسية، فضلاً عن دورها في إرخاء العضلات وإبطاء إيقاع النبض القلبي وخفض التوتر
الشرياني.
الابتسامة
والتجاعيد:
أثبت
بحث علمي في مصر أن تجهم الوجه (التكشير والتقطيب)
يؤثر بشكل فعال في ظهور التجاعيد على الوجه ولاسيما حول
العينين. وأثبتت التجارب أن الابتسامة سلاح فعال ضد التجاعيد أو على أقل تقدير
تؤثر الابتسامة في تأخير ظهور التجاعيد بسبب ارتخاء عضلات الوجه أثناء الابتسامة، ولذلك فإن العلماء يقدمون نصيحة ذهبية للناس ولاسيما النساء، ومن المهم للمرأة أن تكون دائمة الابتسامة حتى تحقق راحة النفس
والاستقرار.
إعجاز
علمي:
يقول
الباحث في الإعجاز العلمي المهندس عبد الدائم الكحيل: "من منا لا يتمنى أن
يتصدق كل يوم بمبلغ من المال من دون أن يدفع شيئاً؟ إنها طريقة علمنا إياها سيدنا
محمد - صلى الله عليه وسلم -، واعتبرها العلماء حديثاً أسهل طريقة للنجاح وكسب ثقة
الآخرين، بل وطريقة فعالة لعلاج الاكتئاب.
تجارب
كثيرة أجريت حديثاً لفهم تأثير الابتسامة على الاستقرار النفسي للإنسان، وقد تبين
لهؤلاء العلماء أن وجه الإنسان يحتوي بحدود 80 عضلة، وعندما يغضب وترتسم علامات
الانفعال على وجهه فإن معظم عضلات الوجه تشارك في هذا الانفعال.
ولكن
الشيء اللافت للانتباه أن الابتسامة لا تكلف عضلات الوجه أي طاقة تُذكر، لأن عدداً
قليلاً من العضلات يشارك فيها، ومن هنا استنتج علماء النفس أن تكرار الابتسامة
يريح الإنسان ويجعله أكثر استقراراً، بل إنهم وجدوا أن هذه الابتسامة تقلل من حالة
الاكتئاب التي يمر بها الإنسان أحياناً.
- د. محمد السقا عيد-شبكة الالوكة الثقافية
0 التعليقات:
إرسال تعليق