Featured Video

الثلاثاء، 25 يونيو 2019

الثقة بالنفس والجاذبية الشخصية

«الثقة بالنفس
والجاذبية الشخصية»

«من يتصرف بدافع الخوف يظل خائفاً
ومن يتصرف بدافع الثقة بالنفس يتطور» روجر فريتس

الشخصية الجذابة
«شخصية لديها ثقة بالنفس»

"لا تأتي الثقة بالنفس من خلال كونك دوماً على حق، بل من خلال كونك غير خائف من أن تكون على خطأ"
بيتر تي مكينتير

من أكبر عوامل جاذبية الشخصية الثقة بالنفس، فكلما كان الشخص يبدو واثقا بنفسه بدا كذلك مقنعا لمن حوله، جاذباً إياهم لشخصه، فالثقة بالنفس ذات تأثير كبير على من حولك.
والثقة التي نقصدها هي ثقة حقيقية تنبع من الشخص ذاته، ومن قوة شخصيته، وليست ثقة مصطنعة أو تكبر مقيت، وهذه الثقة هي أداة من أكبر أدوات النجاح في الحياة، وهي أداة كذلك محفزة للعمل، وهي أداة كذلك تمنح الشخصية ثقل كبير في مجال العمل، وفي مجالات الحياة بصفة عامة.

والثقة بالنفس مكتسبة ومتعلمة، وليست شيئا فطرياً. فيمكن للشخص بناء الثقة بالنفس، كما يمكنه أيضاً هدم تلك الثقة وتحطيمها، كما يفعل ذلك بعض الناس مع أنفسهم نتيجة لظروف معينة.
إن بعض الاعتقادات السائدة – والخاطئة في بعض الأحيان – تكون أحد أهم مصادر زعزعة الثقة بالنفس، أو انعدام وجودها.
لكن الأشخاص الذين لديهم ثقة كبيرة بأنفسهم هم فقط الذين يستطيعون تحطيم تلك الأفكار، وهدم تلك المعتقدات الخاطئة – وذلك عن طريق التصميم والإرادة القوية النابعة من قوة الثقة بالنفس لديهم.

روجر بانستر والثقة بالنفس
كان روجر بانستر الشاب العشريني المولود في لندن عام 1929 في 23 مارس يحلم بتحطيم حاجز الأربع دقائق عدواً في مسافة الميل، حيث كان يعتقد جميع الرياضيين في تلك الأثناء أنه يستحيل أن يحطم أحد العدائين حاجز الأربعة دقائق عدواً في مسافة الميل، لكن روجر لم يكن مقتنعاً بذلك، وكانت لديه قناعة ذاتية بأنه يستطيع أن يعدو مسافة الميل في أقل من أربعة دقائق في حين أن مدربه كان يقول إن ذلك مستحيلاً.

لكن الإرادة والثقة بالنفس القوية، والحلم بتحقيق الهدف الذي كان لدى روجر جعله يتدرب على تحطيم هذا الرقم القياسي، ويحلم فعلاً بتخطي هذا الحاجز الزمني.
وفي يوم 6 من شهر مايو من عام 1954 استطاع فعلاً روجر بانستر من كسر هذا الحاجز الزمني، واستطاع اجتياز مسافة الميل في أقل من أربع دقائق فقد استغرق في ذلك 3 دقائق، 59 ثانية، و4 أجزاء من المائة، وبذلك يعد روجر هو أول من حطم هذا الرقم القياسي واجتاز الميل في أقل من أربعة دقائق..

وقد أعطى روجر لمن بعده الثقة في أنفسهم وفي أنهم يستطيعون اجتياز تلك المسافة في اقل من أربع دقائق، وفي حين أن أحداً لم يستطع اجتياز هذا الحاجز الزمني قبل عام 1954 إلا أنه وبعد أن فعل ذلك روجر، استطاع بعد هذا التاريخ وإلى الآن أكثر من 20 ألف شخص بلوغ هذا الهدف.

 كان أحدهم العداء المغربي (هشام الكروج) والذي استطاع عدو مسافة الميل في 3 دقائق و43 ثانية، 13 جزء من المائة.

كل هذا كان منبعه الثقة بالنفس، وبتحقيق الحلم وحينما سأل روجر بانستر عن كيفية تحطيم هذا الرقم واجتياز هذا الحاجز الزمني لأول مرة، في حين كان يعتقد الجميع أنه من المستحيل اجتيازه.

رد عليهم بالقول: «إنني كنت أحلم باجتياز هذا الحاجز الزمني، وكنت أتدرب وأمامي هذا الحلم، وحلمت أكثر من مرة باختيازه».
إن الثقة بالنفس حقاً تولد النجاح، كما أن لها القدرة على تحقيق ما يعتبره الآخرون مستحيلاً.

ولكن ماذا تعني الثقة بالنفس؟!
إن الثقة بالنفس تعني الاقتناع والتأكد واليقين من القدرة على تحقيق الأهداف، والصبر والمثابرة والجد والاجتهاد في هذا السبيل، سبيل تحقيق الأهداف، والسعي نحو الأحلام التي يحلم بها الشخص.

ولا يعني هذا الأمر عدم الوقوع في الأخطاء، أو اقتراف بعض الذنوب، كلا، لكنها تعني التعلم من تلك الأخطاء، وعدم جعل تلك الأخطاء حجر عثرة في طريق تحقيق الأهداف، أو جعل تلك الأخطاء أحد أسباب الإخفاق أو معوق من معوقات العمل، بل إن الإخفاقات التي يمنى بها الشخص تعتبر من أهم الدوافع نحو النجاح واستكمال مسيرة الحياة..

لماذا؟ لأنها تعلمه ما لم يكن يتعلمه أبداً بدونها، لهذا قالوا «أن النجاح يولد من رحم الفشل».

ولذلك يقول ونستون تشرشل:
«النجاح هو الانتقال من فشل إلى فشل.. دون أن نفقد الأمل».
ويقول جون تشارلز:
«لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، لكن صاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في مثل هذه المحطات».

يجب أن تجعل محطات الفشل في حياتك وسيلة جيدة للتعرف على الأخطاء التي وقعت فيها، وهذه هي الفائدة الحقيقية لتلك المحطات.
يقول بيل جيتس: «من الجيد الاحتفال بالنجاح، لكن أهم من ذلك استخلاص العبر والدروس من الفشل».

بل إن الفشل يكاد يكون ضرورة لكل شخص يسعى في حياته لتحقيق أهدافه، فلا يمكنه النجاح طوال الوقت وفي كل شيء، بل إنه لاشك يقابله الفشل في بعض الأمور الصغيرة أو الكبيرة.

أو في بعض المجالات والتي قد لا تكون في صميم عمله، لكن عليه أن يدرك أن هذه الإخفاقات قد أصابته بالفعل لأنه شخص ناجح ولديه أهداف يسعى لتحقيقها.
يقول نيتشه: «هناك شخص واحد لم يذق طعم الفشل، في حياته قط، إنه الرجل الذي يعيش حياته بلا هدف!».
فلا يفقد أبداً الشخص الثقة بالنفس نتيجة لفشل ما أو لإخفاقات قد قابلته في حياته، بل عليه أن يتعلم منها الدروس والعبر.


من
مزايا الثقة بالنفس
(1)    تحقيق الأهداف:
الشخص الواثق من نفسه لديه مقدرة أعلى بكثير من غيره على تحقيق أهدافه، والوصول إلى أحلامه وآماله وتطلعاته، حيث تدفعه الثقة بالنفس إلى الجد والعمل والصبر والمثابرة، والشجاعة والإقدام.
ويلاحظ هذا بصورة قوية في الفرق الرياضية، فترى الفريق الرياضي الواثق من نفسه يسدد الرميات الموجعة للفريق الآخر، وينطلق بثقة وثبات نحو تحقيق الفوز.
بينما الفريق الآخر، تجده عادة ما يتخذ موقف المدافع وليس المهاجم، وتكون كل طموحاته وقف فوز الفريق الآخر، أو تحقيق التعادل.
وهناك فرق كبير بين فريقين أحدهما يسعى نحو الفوز بثقة عالية في النفس وفي القدرات، وفريق آخر كل هدفه صد هجمات الفريق الآخر، ومحاولة عرقلة تقدمه نحو تحقيق أهدافه، وكل آمال هذا الفريق المدافع الخروج الآمن من المباراة، بعدم فوز الفريق الآخر!!
(2) التفاؤل:
عادة ما يأتي التفاؤل كثمرة عظيمة من ثمار الثقة بالنفس، فالشخص الواثق بنفسه هو شخص إيجابي متفائل، دائم الثقة بالله، لا يلعن الظروف ولا يشتكي القدر.
إنما هو ينظر إلى الخير أمامه، فيراه رأي العين، حتى وإن كان ما يبدو أمام الناس غير ذلك، إذ أنه يعرف أن وراء الأحداث الجسام مفرجات ونجاحات عظيمة.

قال الله تعالى: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا )5( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا )6"(
سورة الشرح:5-6
فالعسر يأتي ومعه اليسر، وساعات الفجر التي هي أشد ساعات الليل ظلمة تأتي بعدها ساعات الشروق، التي تنير الدنيا كلها بضوء الشمس المبهج الذي يخطف العيون والأبصار.
إنه شخص يرى الخير في باطن الأمور، وينظر للنصف المملوء من الكوب وليس للنصف الفارغ، ولا يلبس نظارة سوداء ليرى كل شيء أسوداً... كلا إنه يوقد الشموع بدلاً من أن يجلس يلعن الظلام.

يقول فوليتار:
«لا تبك إذا ذهب ضوء الشمس، فدموعك ستحجب عنك رؤية النجوم».

(3) بذل المزيد من الجهد:
ترى دوماً الشخص الواثق من نفسه ومن قدراته يبذل المزيد من الجهد لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها، بينما الشخص الآخر، الذي لا يثق بنفسه، أو الأقل ثقة هو أقل بذلاً للجهد!!
انظر في المباريات الرياضية على سبيل المثال، سترى الفريق الذي يبذل جهدًا أعلى ويكون أقرب إلى الفوز أو يفوز فعلاً هو الفريق الأعلى ثقة بالنفس.
إن الثقة بالنفس تدفع الشخص فعلاً لبذل المزيد من الجهد حيث تملأ حياته بالنجاح والتفاؤل وهذا يدفعه لبذل المزيد من الجهد حتى يحقق النجاح بالفعل.
يقول أغطس هير: «الناجحون يقدرون على النجاح لأنهم يعتقدون أنهم يقدرون».
ويقول هنري ابسن: «الشخص الواثق بنفسه يقول: يبدو الأمر صعباً لكنه ممكن.. أما الشخص غير الواثق بنفسه يردد: الأمر ممكن لكنه يبدو صعباً».
ويقول روجر فريتس: «الشخص الواثق بنفسه له ضحكة تختلف عن الآخرين.. حتى تنفسه وحركاته لهما شكل يختلف عن الآخرين».

(4) التركيز وهدوء الأعصاب:
حيث يبدو من يثق بنفسه هادئاً وقوراً، ولا تبدو عليه علامات التوتر والقلق أو العصبية، فيتكلم كلام المنتصر، ويخطو خطوات ثابتة بسكينة ووقار.
أما غير الواثق بنفسه تجده عادة متوتراً، لديه انفعالات سلبية غالباً، ليس على قدر عال من هدوء الأعصاب، وليس لديه قدرة عالية على الاسترخاء.
والثقة عادة ما تبعث في نفس صاحبها الهدوء والتركيز ولهذا يستطيع حل الأمور بروية وبسرعة كذلك. أما عدم التركيز فيعمل على التشتت، وعدم القدرة على اتخاذ القرار، والجلوس وقت أطول في حل المشكلات.

وليس الواثق بنفسه لديه ثقة عمياء أو مبالغ فيها، بل هو على معرفة حقه بقدراته، وإمكاناته، وإن كان يسعى لتطويرها، ولتحقيق أقصى طموحاتها.
إلا أنه في ذات الوقت لا يفقد أعصابه عند العجز عن تحقيق بعض ما يرنو إليه.

يقول فرانسيسكو أسيس:
«منحني الله الشجاعة للإقبال على تغيير الأشياء، لذا أقوم بتغييرها، ومنحني الهدوء لأتقبل ما أعجز عن تغييره، كما منحني الحكمة لمعرفة الفرق بين الأمرين»
وللحديث بقية.




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More